سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البسطاء يقبلون على السلع الرخيصة والمقلدة فى رمضان.. عايزين ناكل ونشرب زى الناس «الكومى»: البضائع الرخيصة تنتشر على الأرصفة ومنها «البيف واللانشون والعصائر والجبن واللحوم»
على أرصفة شارع التحرير بالقرب من محطة مترو البحوث، افترش محمد نصر، أحد الباعة الجائلين، وزملاؤه الأرض ووضعوا أمامهم طاولات عليها مئات الأكياس والعلب لمنتجات غذائية متنوعة بين العصائر المجففة والأجبان والبسكويت. دقائق ثم توافد الزبائن على المنتجات المرصوصة ذات الأغلفة الملونة والبراقة لا سيما لأن سعرها رخيص، وأن جميعها مقلدة ومجهولة المصدر. يؤكد نصر أن المنتجات التى يقوم ببيعها تتوافر بشدة فى الأسواق الشعبية نظراً لسعرها المناسب بالنسبة لمحدودى الدخل، ولأن كيس العصير الواحد ماركة «عمان» مناسب لعمل كمية كافية للأسرة بأكملها.. ومع ذلك فالبيع قل عن قبل الثورة وخصوصاً هذا العام، فكما يقول البائع «كنت ببيع فى اليوم بحوالى 700 جنيه، دلوقتى البيع قل جداً». تقول كوثر عبدالرشيد، 53 سنة، إن سبب إقبالها على شراء سلع مجهولة المصدر كالتى تُباع على الأرصفة سببه «أن الفلوس قليلة، وإحنا فى رمضان بالذات متعودين نشرب حاجة مع الأكل زى باقى الناس، بس التمر زاد سعره وقمر الدين زاد الضعف وكل الياميش غلى، ولو جبنا بجنيه تمر هندى أو عرقسوس مش هيكفى كوبايتين، إنما كيس العصير البودرة فى الشارع بجنيه وربع وبيكفينا كلنا لأنه بيعمل لتر ونص عصير». فى المقابل لا تجد مدام «نهى» أى مانع من الإقبال على تلك النوعيات غير المعروفة جيداً من الأغذية والمشروبات، لأنه مضمون بالنسبة لها ولأنها جربت كل تلك المنتجات الغذائية أكثر من مرة، وبالتالى لا مانع من شرائها، وتتابع نهى «أول ما بمسك كيس العصير البودرة مثلاً أو علبة الجبنة الفيتا أو النيستو أو أى حاجة بشوف تاريخ الصلاحية عليها، وبجربها وبتبقى كويسة». حتى سوق الأغذية والمشروبات رخيصة الثمن اشتعل ضمن موجة ارتفاع الأسعار التى طالت كل شىء، وحول الأسعار الجديدة وفى السوق الشعبى المجاور لمحطة مترو سعد زغلول راحت «نهى نعمان» تشكو من ارتفاع أسعار السلع: «كيس العصير الكبير ماركة «عمان» كان ب10 جنيه بقى ب13، وعلبة الجبنة ماركة «ديرى» سعرها بقى 6.5 جنيه، والنيستو ماركة «قشطة» سعرها زاد من 3 جنيه ل5 جنيه». «محدش بيسأل أنا جايب البضاعة منين، الزبون بيشوف هو عايز إيه لو عارف الماركة بياخد البضاعة على طول، لو مش عارفها بيسألنى إذا كانت كويسة وبياخدها يجربها» هكذا يوضح محمد أشرف، أحد بائعى المنتجات الغذائية رخيصة الثمن، كيف لا يهتم زبائنه بمعرفة مصدر السلع التى يبيعها لهم، ويتابع «إحنا بنتفق مع الشركات اللى بتنتج البضاعة دى وغالباً بتبقى شركات صغيرة فى أماكن شعبية ليها مندوبين بيجيبولنا البضاعة لحد المخزن، نخزنها ونبيعها على الفرشة بعدين». يبيع أشرف البضاعة أرخص كثيراً عن مثيلتها فى المحال التجارية وأماكن البقالة «الأسعار زادت على فرشتى يعنى كيس المكرونة «شهية» كان بجنيه ونص بقى باتنين جنيه، ومع ذلك أنا بكتفى بمكسب أقل من المكسب اللى ممكن يحاول يحققه صاحب البقالة أو السوبر ماركت». من جانبه يؤكد المستشار أمير الكومى، رئيس جمعية المراقبة والجودة لحماية المستهلك، أن سبب إقبال المواطنين على شراء السلع الغذائية مجهولة المصدر من على الأرصفة ومن الباعة الجائلين هو ارتفاع الأسعار الذى تخطى ال100%، وأضاف: «تستهدف هذه المنتجات المواطن محدود الدخل، وبالتالى هو الزبون الوحيد لها». ويشدد «الكومى» على أن من هذه المنتجات الجبن والبيف واللانشون ومنتجات غذائية عديدة، تكمن خطورتها فى أن مصدر إنتاجها غير معروف، وكذلك صلاحياتها. كما اتهم رئيس الجمعية المعنية بحماية المستهلك الأجهزة الرقابية، حيث أشار إلى أنها تعانى من قصور شديد فى الرقابة على هذه المنتجات والدليل على ذلك بحسب الكومى وجود المنتجات على الأرصفة ليلاً ونهاراً. فى المقابل يشير الدكتور محمد سعيد، رئيس الإدارة المركزية للرقابة والتفتيش على الأغذية السابق بوزارة الصحة، إلى أن مشهد الأغذية المعروضة على الأرصفة أصبح منتشراً بكثافة فى الشارع، منوهاً بأن الاتجار فى الأغذية مجهولة المصدر يجعل التاجر يقع تحت طائلة القانون، لأنه يتاجر فى سلعة يصعب تتبع مصدر إنشائها أو صناعتها، لأنه فى حالة وقوع أى ضرر على المستهلك من تناولها لا يستطيع المستهلك أن يلاحق الجانى. ويشير «سعيد» إلى أنه من حق مفتش الأغذية التابع لوزارة الصحة قانوناً أن يقوم بإعدام المنتجات مجهولة المصدر التى يكتشفها بحوزة الباعة الجائلين أو على الأرصفة، لكن فى الوقت الحالى ومع غياب الأمن وانتشار البلطجة فى الشارع يصعب على مراقب الأغذية أن يزاول نشاطة فى العمل ويقوم بإعدام أى سلعة؛ حتى لا يصاب بمكروه على أيدى البائع بالشارع.