«أنت مصطفى إسماعيل فى الأربعينيات»، وصلة مدح وإعجاب قالها الرئيس الراحل أنور السادات للقارئ الطبيب أحمد نعينع، المعروف بقراءة القرآن أمام رؤساء مصر السابقين، ابن مدينة كفر الشيخ التقى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر مرة واحدة عام 1959، وعمره لا يتجاوز خمس سنوات، «نعينع» قرأ سورة الفاتحة أمام «الرئيس» فى حفل توزيع الأراضى على الفلاحين بكفرالشيخ، علاقة القارئ الطبيب بالرئيس الراحل السادات بدأت فى الإسكندرية عندما كان مجنداً بالقوات البحرية، وقرأ أمام القائد الأعلى للقوات المسلحة فى احتفالية على رصيف 9 للبحرية. مقرئ كل الرؤساء، الذى تلا آيات قرآنية فى حفل جامعة القاهرة قبل إلقاء الرئيس محمد مرسى أول خطاب رسمى له، اعتمد «نعينع» فى قطاع الإذاعة والتليفزيون عام 1979، بعد أمر «بطل الحرب والسلام» بضمه إلى سكرتاريته الخاصة، ليقرأ فى كل المناسبات التى يحضرها «السادات»، وفى كل المساجد التى يصلى بها أيضاً، علاقة القارئ برئيسه كانت قوية، وكانت تسمح للسادات بأن يطلب من الطبيب قراءة آيات معينة. مرت حقبتان رئاسيتان، ولا يزال «نعينع» هو قارئ الرئيس، وعندما جاء حسنى مبارك عام 1981، ظل الشيخ الطبيب يقرأ فى كل مناسبات أو صلاة يحضرها «مبارك»، «نعينع» الذى امتد صيته إلى الخارج، وأعجب به ملك المغرب ودعاه لإحياء ليالى رمضان، قارئ المناسبات الرسمية سبق له القراءة فى حضرة شيوخه الغزالى وحسن مأمون وأحمد حسن الباقورى، ومنها ذاع صيته وسطع نجمه. الشيخ خالد عبدالمعطى، عضو هيئة علماء الجمعية الشرعية، يقول عن «نعينع»: تجتمع فيه عدة أمور لا تتوافر لغيره، جعلته قارىء كل رؤساء مصر، موضحاً أنه جمع بين القديم والجديد فى طريقة التلاوة، «نعينع» يجمع بين القدماء والمحدثين، حسن الصوت ورجل صميم فى الدين.. مؤهلات يراها «عبدالمعطى» تميز القارئ الطبيب عن باقى مقرئى هذا الزمان، قائلاً: «تجربته فى الطب خلته قريب من الرؤساء والمجتمع المدنى والسياسى، فدراسته لم تكن قاصرة على الشريعة والفقه فقط». الشيخ عبدالمعطى أكد أن الآيات من سورة «فصلت» التى قرأها «نعينع» قبل كلمة الرئيس «مرسى»، لها دلالة يقصد بها مبدأ الاحتواء لا الإقصاء «الآيات جاءت فى موضعها تماماً»، وأن الهدف منها هو ما يتطلع إليه المجتمع من محاولة لمّ الشمل والإصلاح، حسب قوله.