سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"هيكل" ل "لميس الحديدي": أرفض إقصاء الإخوان ولابد من احتوائهم.. لكن أشك أن تتفهم الجماعة ذلك الإخوان شعروا أن قوتهم اهتزت في الشارع بخاصة بعد ما حدث في تركيا.. وأحد أقطاب الإخوان قال لي: الإخوان وصلوا لمرحلة النهاية بعد وصولهم للسطة
قال الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، إن مرسى كان رجلا محاصرا بأهله وعشيرته، ورغم ذلك لم يكن مرضيا عنه لا فى الشارع ولا بين بعض قيادات الجماعة فى مكتب الإرشاد. وأضاف هيكل، في برنامج "مصر أين.. ومصر إلى أين؟"، مع الإعلامية لميس الحديدي على قناة "سي بي سي"، أن الإخوان يظنون أنهم يدافعون عن المشروع الإسلامي في المنطقة، وهذا يدفعهم إلى إنكار أخطائهم وعدم الاعتراف بها. * الإخوان عاشوا حالة ارتباك فى الآونة الأخيرة؟ أكشف لكى حقيقة، عندما دعانى الفريق السيسى فى ظل الأزمة سألنى كيف ترى هذه الأزمة؟ قلت له هي عبارة عن رجل فى حوار مع ضميره، فكان رده فهمت ما تقصد، إنه لابد أن يبقى الرجل فى الحوار حتى يصل إلى ما يرضى ضميره، وهذا الارتباك كان واضحا من خلال تعاملهم مع الأحداث السياسية المتلاحقة وعدم اتخاذهم للقرار اللازم كعادتهم فى اتخاذ القرارات الخاطئة. * من الذى كان بيده السلطة فى البلاد في هذا الوقت؟ - الذى يحكم البلاد هو الضعف والإحساس بالانكشاف، فقد شعر الإخوان أن قوتهم اهتزت فى الشارع، بخاصة وأنهم رأوا ما حدث فى تركيا، وأنه سوف يؤثر عليهم بالضرورة، ودليل شعورهم بالضعف أن أحد أقطاب الإخوان فى مصر قال لى إن الإخوان وصلوا لمرحلة النهاية بعد وصولهم للسطة. * هل تأثر مرسى بأهله وعشيرته تسبب له فى أزماته مع المجتمع؟ - الحقيقة أن مرسى كان رجلا محاصرا بأهله وعشيرته، ورغم ذلك لم يكن مرضيا عنه لا فى الشارع ولا بين بعض قيادات الجماعة فى مكتب الإرشاد وتسبب له المستشارون الذين اختارهم فى العديد من المشاكل بسبب القرارات الخاطئة التى تسببت فى سخط وغضب الرأي العام عليه حيث أنهم كانوا وراء هذه القرارات. * هل ترى أن الإخوان مازالوا يشعرون بقوة تنظيمهم بعد هذا السقوط؟ - الإخوان يظنون أنهم يدافعون عن المشروع الإسلامي في المنطقة، وهذا يدفعهم إلى إنكار أخطائهم وعدم الاعتراف بها. * الإخوان ادعو أنهم أصحاب أكبر كتلة تصويت بين القوى السياسية والحزبية على الساحة، فلماذا لم يظهر هذا الحشد فى ثورة 30 يونيو ؟ - الموقف العام فى مصر تغير تماما منذ تولى الدكتور مرسى الحكم، بالرغم من أنه كان هناك تخوف من القوات المسلحة وبعض القوى السياسية من قدرة الإخوان على الحشد استنادا لوضعهم فى الماضى، ولكن الحقيقية ظهرت بأن الإخوان فقدوا القدرة على هذا الحشد لتأكد الكثير من قاعدتهم الشبابية بأن هذا الحشد لم يكن نابعا من قلوبهم، وأن هذه القاعدة أصبحت مدفوعة لهذا الحشد بتعليمات وليست من دوافع داخلية، ولإحساس قاعدة كبيرة من الشباب الإخوانى بأن الثورة ليست من صنعهم وأنهم استولوا عليها. * ما رأيك فى حركة الاعتقالات لقيادات الإخوان التى أعقبت إسقاط النظام؟ - أنا ضد تلك الإجراءات، وأتمنى ألا يتم اللجوء للحل السلطوى ولابد أن تؤخذ هذه المسألة بعناية فائقة إذا كان القائمون على إدارة البلاد مؤمنين بفكرة عدم الإقصاء خاصة أننا أمام تيار له جذور، وأي إقصاء له أو إبعاد أو اضطهاد خطأ كبير، ولذلك لابد من اتباع وسائل سياسية ناضجة حتى تضع هذا التيار فى موضعة الطبيعى بين كافة القوى السياسية. * وهل ترى أن الإخوان سيتفاعلون مع هذه الوسائل ويتفهمونها؟ - أشك أن يفهموا ذلك. * ما رأيك فيما يروجه الإخوان داخليا وخارجيا عن أن ما حدث من إسقاط النظام هو انقلاب عسكرى؟ - الإخوان من أهم صفاتهم الإنكار، وليست لديهم القدرة على الاعتراف بإخطائهم فلابد أن يعرفوا أنهم أخطأوا فى إدارتهم للبلاد فليس من يصلح لإدارة محل تجارى قادر على إدارة دولة. * هل ترى أن الإخوان يشعرون بظلم واقع عليهم؟ - هم يتصورون باستمرار أنهم مضطهدون، ولذلك كانت من أهم عقائدهم أنهم لن يستطيعون تحقيق طموحاتهم إلا عن طريق السلطة، ولذلك أطرح أسألة تؤكد هذه الحقيقة، لماذا اصطدموا مع كل القوى السياسية فى الماضى والحاضر؟ اصطدموا مع الوفد والسعديين ثم عبد الناصر واغتالوا السادات رغم أنه قربهم إليه، ثم حاربوا مبارك بالرغم من عقدهم صفقة معه بعد توليه السلطة مباشرا. لأن حلم السلطة لم يفارق أذهانهم أبدا وليس لديهم وسيلة أخرى سوى فرض النفس، وفرض النفس ليس أمامه سوى العنف. * هل تشعر بالقلق من رد فعل الإخوان فى هذه المرحلة؟ - ينتابنى القلق من أمرين، إنكار الإخوان لأخطائهم فهم يرون أنفسهم فى موضع القوة وموقع الصواب ويرون الخطأ فى غيره.