التنمر الإلكتروني، جريمة جنائية في ألمانيا.. ما القصة؟    دليلك الكامل للالتحاق ب مدارس التمريض 2024.. شروط التسجيل والأوراق المطلوبة والمزايا    تنظيف الطريق السريع ورفع التراكمات والإشغالات بنجع حمادي    زعيم المعارضة الإسرائيلية: لا حدود ل فساد وإهمال نتنياهو وعليه الخروج من حياتنا    كهربا يتقدم بهدف الأهلي الأول في شباك الاتحاد السكندري    حالة الطقس غدًا الأربعاء 19-6-2024 بوادي النطرون    قتل 4 مصريين وقطع أجسادهم.. القبض على مصري في العراق    إقبال كثيف على سينمات وسط البلد في ثالث أيام عيد الأضحى (صور)    لسهرة مميزة في العيد، حلويات سريعة التحضير قدميها لأسرتك    تنسيق الجامعات 2024.. قائمة المعاهد الخاصة العليا للهندسة المعتمدة    وزير الخارجية الإسرائيلي يتوعد حزب الله بالدمار الشامل    خبير علاقات دولية: الناتو وروسيا يعودان لتبادل الاتهامات والتهديدات بلغة السلاح النووي    التشكيل الرسمي لمباراة تركيا ضد جورجيا في يورو 2024    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج إنتاج وتكنولوجيا القطن بزراعة سابا باشا جامعة الإسكندرية    أخبار الأهلي : تصنيف "فيفا" الجديد ل منتخب مصر يفاجئ حسام حسن    مطران مطاي يهنئ رئيس مدينة سمالوط بعيد الأضحى    زراعة 609 آلاف شجرة بالطرق العامة والرئيسية بالشرقية خلال الأيام الماضية    اتهام عامل بالتسبب فى سقوط ابن زوجته من الطابق الرابع بمدينة 6 أكتوبر    سعر متر التصالح في مخالفات البناء بالمدن والقرى 2024    غارة إسرائيلية بصاروخين "جو - أرض" تستهدف بلدة عيتا الشعب جنوبي لبنان    سامح حسين عن مسرحية عامل قلق : أعلى إيرادات إفتتاحية فى تاريخ مسرح الدولة    «دعم اجتماعي ومبادرات خيرية» كيف غيّرت قصة بائع غزل البنات من حياته؟    عودة الاقتصاد المصرى إلى مسار أكثر استقرارا فى عدد اليوم السابع غدا    لمتبعي الريجيم.. ما الحد المسموح به لتناول اللحوم يوميًا؟    إسماعيل فرغلي يكشف عن تفاصيل إصابته بالسرطان    تامر عبدالمنعم يقدم روائع الثمانينات والتسعينات في نوستالجيا 90/80 على مسرح السامر    خروجة عيد الأضحى.. المتحف المصري بالقاهرة يواصل استقبال زواره    «البيئة» توضح تفاصيل العثور على حوت نافق بالساحل الشمالي    "تخاذل من التحكيم".. نبيل الحلفاوي يعلق على أزمة ركلة جزاء الزمالك أمام المصري    شرطة الاحتلال تفض مظاهرة معارضة للحكومة بعد إغلاق أحد شوارع القدس الغربية    جدول مباريات ريال مدريد بالكامل فى الدورى الإسبانى 2024-2025    مصرع 13 شخصا بسبب الفيضانات فى السلفادور وجواتيمالا    «الصحة» تقدم نصائح لتجنب زيادة الوزن في عطلة عيد الأضحى    هل يؤاخذ الإنسان على الأفكار والهواجس السلبية التي تخطر بباله؟    مجدي يعقوب يشيد بمشروع التأمين الصحي الشامل ويوجه رسالة للرئيس السيسي    محافظ الجيزة يعتمد المخطط التفصيلي للمنطقة الصناعية بعرب أبو ساعد بمركز الصف    ميدو: طالبت بانضمام نجم المصري ل الزمالك و«اتريقوا عليا»    تفاصيل جديدة في واقعة وفاة الطيار المصري حسن عدس خلال رحلة للسعودية    شد الحبل وكراسى موسيقية وبالونات.. مراكز شباب الأقصر تبهج الأطفال فى العيد.. صور    تنسيق الأزهر 2025.. ما هي الكليات التي يتطلب الالتحاق بها عقد اختبارات قدرات؟    الجثمان مفقود.. غرق شاب في مياه البحر بالكيلو 21 بالإسكندرية    خبير سياحي: الدولة وفرت الخدمات بالمحميات الطبيعية استعدادا لاستقبال الزوار    في ثالث أيام عيد الأضحى.. المجازر الحكومية بالمنيا تواصل ذبح أضاحي الأهالي بالمجان    الصحة: فحص 14 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة والاعتلال الكلوي    دعاء الخروج من مكة والتوجه إلى منى.. «اللهم إياك أرجو ولك أدعو»    يورو 2024، التشكيل المتوقع لمباراة البرتغال والتشيك    دار الإفتاء: ترك مخلفات الذبح في الشوارع حرام شرعًا    وزارة التخطيط: 21 مليون مواطن مستفيد من المرحلة الثانية لمبادرة حياة كريمة    دعاء ثالث أيام عيد الأضحى.. اللهم إني أسألك إيمانا دائما وعلما نافعا    "سويلم" يوجه باتخاذ الإجراءات اللازمة للاطمئنان على حالة الري خلال عيد الأضحى    انقطاع الكهرباء عن قرى جنوبية في لبنان جراء قصف إسرائيلي    هل يجوز للزوجة المشاركة في ثمن الأضحية؟ دار الإفتاء تحسم الأمر    عبد الله غلوش: «إفيهات» الزعيم عادل إمام لا تفقد جاذبيتها رغم مرور الزمن    مدرب بلجيكا: لم نقصر ضد سلوفاكيا ولو سجلنا لاختلف الحديث تماما    تعرف على حكام مباراة الاتحاد والأهلي    العثور على جثة شخص بجوار حوض صرف صحى فى قنا    مصرع شخص وإصابة 5 فى حادث تصادم بالدقهلية    البطريرك يزور كاتدرائية السيّدة العذراء في مدينة ستراسبورغ – فرنسا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثروت الخرباوى للصباح:أيام مرسى والجماعة فى الحكم معدودة
نشر في الصباح يوم 22 - 12 - 2012

الرئيس معزول عن الشعب ولا يعرف شيئا عن الشارع إلا من خلال التقارير
الشاطر يحكم من خلال تنظيمه السرى للجماعة.. والرئاسة تفرغت لمحاربته
الجماعة تحالفت مع أمريكا وإسرائيل لتثبيت دعائم حكمها
الخلاف بين محمد مرسى وخيرت الشاطر ألقى بظلاله على ما يحدث فى مصر الآن، من فوضى دستورية وأمنية وقانونية، الصراع داخل الإخوان بين الرئيس الاحتياطى، ورجل الإخوان القوى المستبعد من الانتخابات، أبعد الرئيس عن الشعب، بعد أن حاول استرضاء أنصاره والاستقواء بأعداء الشاطر داخل الجماعة..
ثروت الخرباوى، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، يؤكد أن أيام الرئيس مرسى معدودة، لأنه على حد وصفه اعتاد دائما » الإخوان المسلمون « فى الحكم وجماعة أن يتلقى الأوامر، ولم يكن طبيعيا أن يجد نفسه على رأس إدارة أمور البلاد، ليتخذ قرارات مصيرية وهو لا يمتلك الخبرة، وهو الأمر الذى يعرضه للانتقاد بشدة، من داخل وخارج الجماعة. قراءة المشهد الإخوانى وفق هذا السيناريو، بعيدا عن الاستفتاء والتصويت بنعم أو لا تفسر العديد من المشاهد، التى تحدث الآن، والتى أدت إلى الوصول إلى طريق مسدود من الاحتقان السياسى.. وإلى نص الحوار:
■بداية، كيف تقرأ المشهد السياسى الآن؟
مصر الآن دولة غارقة فى المشاكل، يحكمها هواة بلا خبرة أو فكر أو رؤية، والكلام الدعائى الذى أعلنوه وقت انتخابات الرئاسة عن مشروع النهضة والمشاركة لا المغالبة، لم يكن حقيقة، ليس للإخوان نهضة كما يدعون أو رؤية سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية، ولكنهم تعلموا طوال عمرهم المراوغة والخداع. والرئيس مرسى شخص لا يصلح فى مواقع الإدارة العليا، ولا يمتلك قدرة على الإبداع أو ابتكار حلول للمشاكل التى تمر بها مصر.
وجماعة الإخوان منذ فترة طويلة تعتنق مبدأ واحدا فأصبحت جماعة شبه » السمع والطاعة « لا ثانى له عسكرية، وفى الجماعات ذات المفاهيم العسكرية لا يرتفع شأن الذين يفكرون والذين يبدعون وإنما يرتفع من يجيدون طاعة الأوامر، والدكتور مرسى برع فى تنفيذ أوامر الجماعة، وتقديم قرابين الولاء والسمع والطاعة، وقضى كل عمره ينفذ أوامر حتى وصل به الحال إلى أنه لايستطيع أن يفكر أو يتخذ قرارات منفردة وهذه طبيعته التى تربى عليها داخل الجماعة.

■الرئيس مرسى الشخصية الأكثر طاعة داخل الجماعة.. أمر جعله مرشحا احتياطيا ل "الشاطر"؟
مرسى كان ينفذ الأفكار التى يتسلمها من الجماعة منذ أن كان رئيسا للهيئة البرلمانية للإخوان داخل البرلمان، فكان لابد أن تكافئه الجماعة على ذلك وحالفه الحظ كثيرا.

■ما طبيعة ما يجرى داخل دولة الإخوان التى يديرها الهواة على حد وصفك؟
قد يكون من الطبيعى أن تحكم الدول ببعض الهواة ولكن يجب الاستعانة بأهل الخبرة والكفاءات، ولكن مشكلة الرئيس مرسى أنه جاء بانتخابات احتوت على استقطاب شديد من المجتمع المصرى وجماعة الإخوان التى لا تنظر لمن حولها إلا بنظرات التخوين والإقصاء إن اختلفوا معها، والهواة الذين يحكمون لا يستعينون بالمحترفين وإنما بأهل السمع والطاعة والشخصياتالأكثر ولاءً، اختار مرسى شخصيات صاحبة رصيد وطنى لكنها لا تملك خبرة، على سبيل المثال المستشار حسام الغريانى صاحب رصيد وطنى داخل سلك القضاء بعدها تولى رئاسة محكمة النقض ورئاسة نادى القضاة وأخيرا جاء به مرسى رئيسا للجمعية التأسيسة التى تقوم على وضع دستور قانونى للبلاد، وكل ذلك يثبت أن مرسى استعان بالغريانى ليس بحسب كفاءة بل الغريانى جاء بالأقدمية، مع أن كفاءته القانونية ضعيفة للغاية وكان على مرسى أن يختار فقهاء أعظم قانونى أنجبته » إبراهيم درويش « دستوريين مثل مصر خ ال الخمسين عاما الماضية، وهناك شخص » محمد كمال عبدالعزيز « يعرفه الإخوان جيدا وهو ولكن الإخوان يعرفون أن هؤلاء ،» على الغتيت « والدكتور أصحاب فكر مستقل لا يأخذون أوامر من أحد، ولكنه فى المجال » ضحل « اختار المستشار الغريانى وهو رجل القانونى والدستورى ولكنه يقوم بتنفيذ الأوامر حتى وإن كانت تختلف مع قناعاته الشخصية.
مرسى هاوٍ لا يعرف شيئا، لا يجيد إلا التنفيذ، واستعان بمجموعة تدين له بالولاء ليس لديها أى كفاءة وهذه هى طريقة إدارته للدولة الآن. وأيضا المستشار محمود مكى الذى جاء به مرسى نائبا له لا أعتبره من أهل الخبرة، ومرسى جاء به من الكويت التى كان يعمل لديها مستشارا.. د.هشام قنديل، رئيس الوزراء، لا يفقه شيئا فىالأمور الاقتصادية وما غير ذلك ولكنه متخصص فى مجال معين لا يؤهله بأى حال من الأحوال لأن يصبح رئيسا لوزراء مصر. ومن هنا تم إسناد كل هذه المناصب لشخصيات تتوافر فيها شروط الولاء والطاعة ولا تتوافر فيها شروط الخبرة والاستقلالية حتى ولو كانوا ينتمون إلى تكوينات سياسية أخرى فهذا لا يمنع أن يكون له ولاء للرئيس الإخوانى.. ىمحمد مرسى حريص على أن يبنى دولة تدين له بالولاء ونسى أن الدولة التى ليس فيها كفاءات فى مناصب قيادية تصبح دولة ضعيفة خاوية..
■هل هناك طريقة تتعمد الجماعة تصديرها فى تعاملاتها مع القوى السياسية؟
كان من المفروض أن تفهم القوى السياسية الإخوان جيدا منذ انتخابات مجلس الشعب فى وجود النظام السابق ولكنهم كانوا يسعون لعقد اتفاقات ضمنية مع الإخوان باعتبار أن الجماعة لها جماهيرية وقدرة تنظيمية اعتبرتها القوى السياسية وسيلة للوصول إلى رغباتها من خلال الإخوان، وهؤلاء الذين ظنوا أن لديهم قدرة على خداع الجماعة ولم يعرفوا أن الإخوان وهم مدربون على الخبث السياسى، » خبيثة « جماعة والجماعة تتباهى بهذا وتفتح بابها لخصومها لتحقيق مكاسبها وفى نفس الوقت لا تعطى لهم ما يريدونه وبعد انتهاء الانتخابات ينتهى التحالف وتنكشف الجماعة. بعد نجاح مرسى كثرت أفكار الجماعة التى تعتبر أن كل من ينتقد الإخوان معادٍ للإسلام، فضلا عن تنشئة شباب الإخوان التى تؤهلهم على أساس أن جماعتهم أصحاب فكر إس امى ومن يختلف معها فهو معادٍ
للإسلام وليس مع الجماعة، وكل ذلك مثبت من خلال دراسات وكتب ومحاضرات، وهناك تصريح لوجدى وبرر » إذا سقط مرسى سقط الإسلام « : غنيم قال فيه بعد ذلك بأن أعداء الإس ام يريدون إسقاط الرئيس المسلم محمد مرسى. وضد » كافر « الإخوان ترى أن كل من ينتقدها الإسلام باعتبار أن كل من يختلف مع مرسى كان يعبد والإخوان ترى أن الرئيس المسلم يجب طاعته ،» بوذا « باعتبار أن مرسى هو الرئيس الوحيد المسلم الذى ترشح للانتخابات.
■هل كان الرئيس مرسى هو المرشح المسلم الوحيد؟
الجماعة ترى أن محمد مرسى هو الرئيس الوحيد المسلم الذى كان مرشحا للانتخابات، وباقى المرشحين المسلمين اعتبرتهم أصحاب الدين المنقوص وليسوا مسلمين كاملين بمن فيهم عبدالمنعم أبوالفتوح وحمدين صباحى وعمرو موسى وكأن باقى المرشحين كانوا
يعبدون بوذا والبقرة من وجهة نظر الإخوان.
■هل هذا جزء من فكر جماعة الإخوان؟
تكفيرى « جماعة الإخوان جماعة سياسية ذات فكر أى أنها لا ترى إلا نفسها، ..» شوفينية « و ،» متشدد وتعتبر نفسها صاحبة الحق والقداسة » راديكالية « وتصف معارضيها بأهل الباطل دائما.
■بماذا تفسر تغير تحولات الجماعة قبل الحكم وبعد الوصول إليه؟
جماعة الإخوان ليست هى الجماعة التى يظن الناس أنها الجماعة الوسطية المعتدلة، ولكن حقيقة الأمر أن المجموعة التى تقود جماعة الإخوان من الداخل مجموعة تكفيرية تمتد جذورها إلى جماعة التكفير والهجرة التى كان يقودها شكرى مصطفى، قاتل الشيخ الذهبى، الذى تم إعدامه عام 1977 بسبب اغتياله للشيخ الذهبى وزير الأوقاف. شكرى مصطفى أنشأ جماعته مدعيا أن الإسلام غاب عن الدنيا ولا يوجد إسلام إلا فى مجموعته التى وأن من يحيد عن » جماعة الأمة المسلمة « أسسها باسم
هذه الجماعة ليسوا مسلمين. المجموعة التى تدير الجماعة الآن هم تلاميذ شكرى » الإخوان المسلمون « مصطفى والذين تسللوا إلى جماعة فى السبعينيات وكانت قيادات الإخوان تحذر منهم فقاموا بالسفر إلى دول عربية ولم يعودوا إلى كنف الجماعة إلا بعد وفاة الأستاذ عمر التلمسانى وبدأوا فى الانتشار والتوغل داخل الجماعة مسيطرين على جميع المواقع التنفيذية والقيادية واستطاعوا فى وقت وجيز السيطرة عليها.
■هل لديك أمثلة على من وصفتهم بالتكفيريين داخل الإخوان؟
نعم، ومنهم الدكتور محمد بديع مرشد الإخوان، والمهندس خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد، والدكتور محمود عزت والدكتور رشاد البيومى نائبا المرشد ومحمود غزلان المتحدث الرسمى باسم الجماعة، كل هؤلاء شخصيات تكفيرية تتلمذوا على يد شكرى مصطفى.
■كيف تتلمذ غزلان والشاطر على يد شكرى كما صرحت؟
هما امتداد لتلاميذ شكرى مصطفى وتتلمذا على يد تلامذته وحملا رايته وفكره، فليس بالضرورة الاحتكاك مباشرة وإنما استقيا فكره من تلامذته.
■وما وسائلهم التكفيرية من وجهة نظرك؟
هم يستخدمون قواعد فقهية فى غير مواضعها، لا « على سبيل المثال القاعدة الفقهية التى تقول والجماعة تتوسع فى استخدام » حرام مع ضرورة هذه القاعدة من خ ال استخدامها لتثبيت وصولها إلى الحكم بعد نجاح الرئيس محمد مرسى وتنشد ارتكاب انتهاكات شرعية محرمة ولكنها مطلوبة باعتبار أن هناك ضرورة أسمى وهى إقامة دولة الإس ام وحتى تقوم دولة الإس ام ترى الجماعة أنها يجب أن تحافظ على العلاقات الدولية الآن حتى لو كانت هذه العلاقات مع أمريكا وإسرائيل، وتسعى الجماعة لتنفيذ كل ما يطلب منها وأن تكون علاقتهم قوية بالمجتمع الدولى لذلك فالجماعة تسعى إليهما لأنهم يعرفون أن رضاءهما عنها بمثابة رضاء للمجتمع الدولى الذى تنشد الجماعة أن يقف إلى جانبها لتثبيت حكمها، ولا
ترى فى ذلك أى حرمانية كما كانت تدعى قبل الثورة. من خلال قاعدة » التقية « ويستخدمون أيضا وسائل .» لا حرام مع ضرورة .
■هل تغيرت مواقف الإخوان مع إسرائيل والقروض الأجنبية قبل وبعد الوصول إلى الحكم؟
محمد مرسى يعتبر خطابه إلى بيريز فريضة وواجبا شرعيا وهو تطبيق لقاعدة فقهية أخرى وهى وبمثال بسيط، لو » ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب « افترضنا أن هناك مسجدا رغبت أن تصلى فيه وأمام المسجد حفرة تعوقك، فالضرورة هنا هى الوصول إلى الجامع وليس ردم الحفرة لأنها ليست بالواجب وبالتالى يمكن للجماعة استخدام أى طريق حتى تصل إلى أهدافها.. والخطاب استخدمه مرسى لتثبيت دعائم حكم الإخوان وكسب ثقة أمريكا وإسرائيل حتى تستطيع الإخوان إقامة الدولة التى يرغبون فيها. وعلم الاجتماع السياسى لديه ما يعطيه للجماعة حتى » الغاية تبرر الوسيلة « لأنها الآن تستخدم قاعدة مع إسرائيل، ولو اقتضى الأمر ارتكاب الكثير من المحرمات.
■هل تكابر الجماعة فى الاعتراف بأخطائها؟
نعم، مرسى ذهب إلى إيران، وفى مؤتمر دول عدم الانحياز تحدث عن فلسطين، ولكنه لم يندد بانتهاكات إسرائيل ضدها، وفى الأمم المتحدة تكلم عن القضية الفلسطينية ولكنه لم يندد بانتهاكات إسرائيل، وفى احتفالات أكتوبر التى أقامها مرسى فى إستاد القاهرة لم يتحدث إط اقا عن الفلسطينيين، فى الوقت الذى كان فيه المسجد الأقصى يعتدى عليه ولم يدافع مرسى عن المسجد الأقصى وما يحدث فى فلسطين، فهو يتحدث فى شتى المحافل الدولية عن حقوق الفلسطينيين ولكنه لا يتحدث عن إسرائيل. أتذكر هتاف الدكتور صفوت حجازى فى جولات » ع القدس رايحين شهداء بالملايين « : مرسى الانتخابية وكان يهتف وراءه الرئيس مرسى والإخوان. وما يحدث الآن هو عكس ما كانوا يعلنون، وما حدث هو ذهاب السفير المصرى إلى القدس برسالة مرسى محتسيا الخمر مع بيريز على أرض القدس التى تعتبرها إسرائيل عاصمة لها.
■هل كون الرئيس مرسى الشخصية الأكثر طاعة داخل الجماعة جعله مرشحا احتياطيا ل"الشاطر"؟
مرسى كان ينفذ الأفكار التى يتسلمها من الجماعة منذ أن كان رئيسا للهيئة البرلمانية للإخوان داخل البرلمان، فكان لابد أن تكافئه الجماعة على ذلك وحالفه الحظ كثيرا.
■هل حقق مرسى إنجازات منذ توليه الحكم؟
مرسى حين كان يحلل إنجازات برنامج المئة يوم فى إستاد القاهرة تحدث كثيرا ولكنه لم يقل شيئا، فضلا عن أنه لم يفعل شيئا.
■هل تعتقد أن هناك دورا خفيا للمهندس خيرت الشاطر؟
خيرت الشاطر يحكم من خلال تنظيمه السرى داخل الجماعة، الذى يتحكم فى كل أمورها.. هذا التنظيم مازال سريا وغير شرعى، والجماعة تحكم من خلال خيرت الشاطر ومحمود عزت وليس محمد بديع.
■هل تقصد أن وجود السفير المصرى مع بيريز حاملا رسالة مرسى اعتراف بدولة إسرائيل؟
نعم، بل أعتبرها جريمة كبرى حين يتقدم السفير المصرى بأوراق اعتماده لدى إسرائيل على أرض القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، وهذا اعتراف ضمنى من الحاكم الحالى.
■قال الإمام البنا "لن يأتى يوم على الجماعة تهتف فيه لأشخاص".. هل خالفت الجماعة وصاياه؟
الإخوان ليست الجماعة التى أسسها البنا ولو بُعث الإمام من جديد ونظر إلى جماعته لترحم على جماعته التى ماتت فهى الآن تقدس أشخاصا وتنتهك القواعد الذى لم يطبقه » السمع والطاعه « الفقهية وتتبنى مبدأ البنا فى حياته.
■ما تعليقك على زيارات مرسى للمساجد وطرق تأمينه؟
مرسى يذهب إلى صلاة الجمعة ومعه آلاف المجندين وبدأ يمارس أسلوب الحاكم الفرعون، وهو فرعون وبدأ الآن التابعون والمنافقون والجماعة نفسها فى صناعة فرعون جديد اسمه "مرسى".
■هل تنتمى جماعة الإخوان إلى مصر وتسعى إلى تحقيق استقلاليتها والتحرر من التبعية رغم مساعيها لإحياء تنظيمها الدولى؟
جماعة الإخوان منذ أن بدأت ممارسة العمل السياسى التنافسى لم تنتم إلى مصر بل تنتمى إلى فكرة دولية من خلال تنظيمها الدولى الذى لا ينتمى إلى أى دولة ولكن فكرته هى إقامة دولة الإس ام، ومصر ما هى إلى وسيلة من الوسائل فى يد الإخوان وهم لهم أجندة خاصة غير أجندة مصر، وأجندة مصر هى إقامة دولة مصر العليا كما أنها تنظر إلى مصر باعتبارها ولاية من الولايات الإسلامية ولا تعتبرها دولة.. جماعة الإخوان لم تستطع بعد أن ترسخ قواعد حكمها فى مصر.
■لماذا لا تعلن الجماعة موقفها من الشريعة صراحة؟
هناك فرق بين الشريعة كعقيدة أو الشريعة كدعاية لحكمك وتحولت آيات القرآن على لسانهم إلى دعاية لحكمهم.
■ما تعليقك على قرار الرئيس مرسى بغلق المحلات التجارية وتصريحات المؤيدين للجماعة بأن القرار شرعى؟
مرسى يقرر ما يشاء وجماعته تدعم قراراته بآيات قرآنية، ومذيع قناتهم الإخوانية أيد قرار مرسى وجعلنا الليل « بغلق المحلات مستندا إلى الآية الكريمة مع أن النهار أصبح فى » لباسا وجعلنا النهار معاشا مصر زحاما وجوعا وحرمانا وبحثا عن لقمة العيش، واستخدام القرآن والشريعة فى غير مواضعهما أسلوب لا يليق.
■هل حقق مرسى إنجازات منذ توليه الحكم؟
مرسى حين كان يحلل إنجازات برنامج المئة يوم فى إستاد القاهرة تحدث كثيرا ولكنه لم يقل شيئا، فضلا عن أنه لم يفعل شيئا.
■هناك أصوات داخل الإخوان تنادى بعدم معارضة مرسى الآن لأنه لم يمض وقت فى حكمه حتى تعارضوه.. ما تعليقك؟
مرسى لم يفعل شيئا وحالة البلاد تزداد سوءا، ومصر الآن تعانى فشلا فى كل شىء، جرائم ترتكب وقانون مستباح ومنظومة أمنية غائبة ومرسى رئيس صورى لا يفعل شيئا إلا الذهاب إلى الص اة، وكأن صلاة الجمعة هى التى ستحل المشاكل.
■وما تحليلك للتغطية الإعلامية لصلوات مرسى؟
مرسى يسعى إلى كسب شعبية وجماهيرية من خ ال الأقوال وليس الأفعال ومرسى الآن كتلميذ لم يحصل على الثانوية العامة طلب منه أن يناقش رسالة دكتواره، والأشخاص الذين يستعين بهم لا يفقهون شيئا بل لا يفهمون. فى السنوات الأولى لحكم مبارك كانت لديه جولات بنفس صورة مرسى ولكنه بعد أول محاولة اغتيال له توقف عن التجول ورحم الشعب من خطط مواكبته فى شتى الطرقات. وجولات مرسى مأساة تزيد من حالة الاحتقان لدى الشارع وتشعل حالة من الغضب لدى القوى السياسية.
■لماذا لا تعتبر جولات مرسى رسالة للشعب بأن الرئيس متصل بالشارع؟
لأنه معزول عن الشعب لا يعرف الشارع إلا من خلال التقارير التى تكتب له والتى من السهل تحريفها وتزوير حقائقها وفقا لرغبة من لا يريدونه أن يعرف ما يدور حوله، وهنا التقارير هى التى تحكم مصر وليس مرسى هو من يحكم، ومصر الآن دولة أمنية إخوانية.
■هل تعتقد أن هناك دورا خفيا للمهندس خيرت الشاطر؟
خيرت الشاطر يحكم من خ ال تنظيمه السرى داخل الجماعة، الذى يتحكم فى كل أمورها.. هذا التنظيم مازال سريا وغير شرعى، والجماعة تحكم من خلال خيرت الشاطر ومحمود عزت وليس محمد بديع.
■كيف والدكتور محمد بديع هو المرشد العام لجماعة الإخوان؟
محمد بديع فى واقع الأمر هو المرشد العام وعلى من يرغب فى الصعود داخل » بركة « ولكنة رجل الجماعة أن يتقرب من خيرت الشاطر أو محمود عزت. الكتاتنى جاء رئيسا لمجلس الشعب ثم رئيسا لحزب الحرية والعدالة بعد حل البرلمان لأنه رجل خيرت الشاطر الذى أثبت للشاطر ولاءه وقدم له داخل التنظيم الكثير حتى يتقرب منه، وأسامة ياسين، وزير الشباب، الابن المدلل للمهندس خيرت الشاطر الذى تبناه، ويرى الشاطر أن لديه إمكانيات تنظيمية من خلال تجنيد الأشخاص وإدخالهم إلى كنف الجماعة كأعضاء، وجهاد الحداد من الشخصيات التى اقتربت من التنظيم الدولى والتى قامت بدور تقريب وجهات نظر الشاطر لدى قيادات الإخوان فى أوروربا وأمريكا والدول العربية. لكن الرئيس مرسى اختار شخصيات داخل
الرئاسة بعيدة عن الجماعة بعكس ما تقول؟ مرسى استعان بكل من لهم خصومة مع الشاطر مثال حسن مالك، الذى أسند له الملف الاقتصادى حتى لا يقال بعد ذلك إن الشاطر هو سبب انتعاش أى نشاط اقتصادى داخل البلاد، ومرسى على خلاف مع خيرت الشاطر لكثرة تدخلاته. ختاما،
■ما نوع الخلاف بين مرسى والشاطر؟ وما أوجه التعارض بينهما؟
مرسى يطمع فى شعبية تمكنه من الاستمرار فى الحكم لولايتين، والشاطر يستعد لتولى منصب الرئيس خلال الثلاث سنوات المقبلة، وهناك دائرتان تتشكلان لكل منهما، دائرة مرسى يستعين بحسن مالك ومحمد بشر محافظ المنوفية وسعد الحسينى محافظ كفر الشيخ ومحمود مكى نائب الرئيس وهو يعرف أنهم على خلاف مع الشاطر كما أنه يرفض أن تتحدث الجماعة باسمه، وهذه رسالة حملها للجماعة ياسر على، المتحدث الرسمى باسم الرئاسة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.