تصاعدت حدة التوترات الأمنية فى شبة جزيرة سيناء، وشارك عشرات الجهاديين والملثمين فى مسيرة نظمتها جماعة الإخوان بالعريش، رفعوا خلالها رايات الجهاد السوداء، فيما أعلنت قوات الجيش المصرى حالة الاستنفار التام، خصوصا بعد قيام حركة حماس بنشر قواتها على طول الشريط الحدودى. وشارك أكثر من 2000 شخص فى مسيرتين، إحداهما للرجال، والأخرى للسيدات، نظمتهما جماعة الإخوان بمشاركة الجماعات الجهادية. ورفع المشاركون فى المسيرة الأعلام السوداء والخضراء، وقالت مصادر أمنية وعدد من الأهالى إنهم شاهدوا مشاركة ملثمين يُعتقد أنهم وراء ضرب الأكمنة والحواجز الأمنية بشمال سيناء فى أوقات سابقة، إضافة إلى عناصر جهادية من أبناء رفح والشيخ زويد. وقال شهود عيان إن الجهاديين الذين شاركوا فى المسيرة التزموا الصمت ولم يرددوا أى هتافات، غير أنهم كانوا يطلقون الرصاص بصورة متقطعة، فى إشارة إلى أن دورهم الفعل وليس الكلام أو الشعارات. وأكد مصدر بالجماعة السلفية بالعريش، أن محمد الظواهرى، الأب الروحى للجهاديين فى سيناء، اتصل بالجماعات الجهادية وحثهم على المشاركة فى المسيرة التى نظمتها جماعة الإخوان. وانطلقت المسيرة النسائية من ميدان الفواخرية باتجاه جامع النصر بقلب العريش، ورددت المشاركات: «إسلامية إسلامية رغم أنف الحرامية». وشهدت مدينة العريش استنفارا أمنيا غير مسبوق، خلال المسيرة، وواصلت أجهزة الجيش فحص المارة بطريق الشيخ زويد ورفح بالكشف الحديث «الكومبيوتر» فى كمين الريسة والميدان، واستُنفر كمين شارع جندل بقلب العريش، خوفا من مهاجمة مسيرة مؤيدى الرئيس منصة المعارضة بميدان الحرية بجامع الرفاعى. وكثفت القوات الأمنية من وجودها على الطرق والممرات المؤيدة إلى شارع الرفاعى، كما كثفت طائرة حربية من تحليقها فوق العريش. وأكد شهود عيان أن قوات الجيش أعادت انتشارها على طول الحدود مع غزة، البالغة 14.700كيلو متر، خاصة مناطق الأنفاق، مشيرين إلى قدوم تعزيزات ضخمة من القوات والمعدات إلى رفح، ومناطق وسط سيناء. وقال الشهود إنهم لاحظوا انتشارا مكثفا لكتائب القسام والشرطة الفلسطينية على الحدود مع مصر، مضيفين أن الجيش الإسرائيلى نشر قواته على الحدود مع مصر، وأن دوريات الجيش الإسرائيلى تقوم بتمشيط الحدود أيضاً. وقال مصدر أمنى إن مناطق الأنفاق مسيطر عليها تماما، بالتعاون مع مشايخ القبائل وأهالى سيناء، فيما أكد مصدر سيادى أن هناك تنسيقا أيضاً مع إسرائيل لمنع أى اختراقات أمنية للحدود بين مصر وإسرائيل، وأوضح أن الجيش ينتشر الآن فى سيناء وفى مناطق «ج»، بعد التنسيق مع إسرائيل ومع قوات الطوارئ الدولية الأممية فى سيناء. وأكد المصدر أن معبر رفح لن يغلق ما دام هناك تعاون وتنسيق أمنى مع حكومة حماس فى غزة.