أطلقت مجموعة من النشطاء الألمان مبادرة إنسانية تحت مسمى "الهواتف العادلة"، حيث تساءلت عما إن كانت الشركات التي تقوم بتصنيع الهواتف المحمولة في جيوبنا تحترم حقوق العمال لديها، أوالعمال الذين يستخرجون المواد الخام التي تستخدم في الصناعة؟ غالبية الشركات المصنعة للهواتف المحمولة لا تحترم حقوق العاملين بها، حيث يكشف تقرير صحيفة "الجارديان" أن العاملين في شركة "فوكسكون" الصينية، التي تقوم بتجميع ملايين أجهزة "آي فون" و "آي بود"، يواجهون أوضاع عمل قاسية، حيث يعمل أكثر من نصفهم لمدة 11 يومًا متصلة دون الحصول على راحة من العمل. كما يواجه العاملون مشكلات تتعلق بالرعاية الصحية، ما يزيد من حالات الأمراض النفسية بين العمال. بحثت مجلة "نيوساينتست"، في تحقيق عن هاتف محمول يحترم حقوق الإنسان، فكانت الإجابة "لا يوجد"، لإن شركات التجميع الكبرى لا تراعي شروط ميثاق "تحالف المواطنة" لصانعي الإلكترونيات الخاصة بحقوق العمال والحفاظ على البيئة، ولا تطبقها على أرض الواقع، ومن غير المتوقع تحسن وضع عمال المناجم الذين يستخرجون الكثير من المواد المستخدمة في صناعة البطاريات والمكثفات والدوائر الإلكترونية لأجهزة المحمول. ويقاسي العاملون، ومن ضمنهم أطفال وكبار في السن، ظروفًا غير إنسانية، ويتقاضون رواتب ضئيلة للغاية في جمهورية الكونغو، حيث تنتج مناجمها نصف إنتاج الكوبالت في العالم المستخدم في إنتاج البطاريات الموجودة بأجهزة المحمول، كما أن مناجمها تنتج التنجستن والتانتاليوم، وهي مواد تستخدم في صناعة الدوائر الإلكترونية والمكثفات. أما الأكثر قسوة أن عوائد هذه الأموال التي يتم شراء المواد الخام بها لا تذهب للعمال ولكن لشراء أسلحة تستخدم في الحروب والنزاعات. يقول باس فان هابيل، أحد مؤسسي مبادرة "الهواتف العادلة"، "إنه في السنوات العشر الأخيرة حدثت 4 مليون حالة وفاة في الكونغو، والأمر ليس بعيدًا عن الهواتف المحمولة غير العادلة". يحلم فان بأن يستطيع من خلال مبادرته أن يصمم هاتفًا محمولا ببرمجيات مفتوحة المصدر ومواد خام ومصانع وشركات تحترم حقوق العمال.