أطالب، على وجه السرعة، بمحاكمة كل الشيوخ الجهلاء المخرفين المخربين الذين جهلوا الدنيا وطعنوا الدين سواء كانوا من العثيميين والبنبازيين والمودوديين الموتورين القطبيين الخوارجيين. علينا أن نسحب منهم فوراً لقب الشيخ ثم نهذب لحاهم الكئيبة ونغسل وجوههم البغيضة ونعلمهم ابتسامة القلب الصادقة ونمحو الأخرى الصفراء البلهاء المزيفة. نقرأ عليهم القرآن الكريم بعد الاستعاذة الحقة من الشيطان الرجيم، ثم نطلب منهم أن يحفظوا منه فقط ما يفهمونه ويذكروا منه فقط ما يعونه. نعيد عليهم كل يوم عشرات المرات قوله تعالى: «فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك». ونضع صوت الشيخ عبدالباسط عبدالصمد فى طبلة آذانهم وهو يقرأ ويرتل ويجود: «لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى»، وهو يعيد: «لست عليهم بمسيطر». ونعلمهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقتل أو يعذب الملعونين الذين اختلقوا حديث الإفك من العدم. والله أطلعه من فوق سبع سماوات على المنافقين فلم ينكّل بهم ولم يطأهم بالقدم. وبعدها نذهب إلى حى الحسين ونصعد إلى مشيخة الأزهر ونسأل شيوخ الحاضر بالإنابة عن أنفسهم وعن شيوخ الماضى: لماذا حاكمتم طه حسين وعلى عبدالرازق من قبل ثم من بعد تحاكمون سعد الهلالى ويوسف زيدان؟ ثم وياللعجب تتركون كل هذه الديدان تنخر فى عصب الأديان حتى يبدو الدين فكراً أقرب للجنون والهذيان؟ أما ذلك الرئيس، ألم يدرك بعدُ ما الذى صنعه ذلك المؤتمر الخسيس حينما قرر أن يستحضر شيوخ الفتنة ليبثوا سمومهم فى العلن ويدنسوا ديننا الطاهر بالعفن. قال لأمريكا سأحقق لكِ ما حلمتِ به منذ زمن، تدمير البلاد وقتل العباد دون أن يرحل المارينز خارج الوطن، فأنا، يا مولاتى، خادمك المطيع وإرهابك المريع. وها أنذا أعلن اشتعال النيران بين خصوم الزمان، وأعلنها أمام القاصى والدانى: الشيعة والسنة ليسا ديناً واحداً، إنهما دينان. وهذه المرة لن يكون موقع الصراع العراق، ففى مصر سوف يحدث الانشقاق، والفضل لهؤلاء الرفاق؛ أخرجتهم من السجون، وصار بينى وبينهم وفاق، بل قل إنه اتفاق، وسوف ترون قريباً كيف يموت الناس فى أبوالنمرس كأنهم وكأننا بلاد الواق واق، ولكن النتيجة يا أيها المرسى أنه بعد حين قد التفت الساق بالساق وإلى ربك يومئذ المساق، وأنت لا صدقت ولا وفيت، بل كذبت وغدرت وخنت. لقد أقمتُ فى طهران سنتين حينما عملت فى قناة العالم الفضائية وأنا سنى المذهب بالطبع قوى الاعتقاد فى مذهبى شديد الالتزام به. وكنت أنتقد أمامهم أشياء فى مذهبهم الشيعى وبالتحديد ما أعلمه ولا أسمعه عن موقفهم من السيدة عائشة والشيخين وكذلك ما أفهمه عن زواج المتعة، وكانوا دوماً يتناقشون بهدوء وتؤدة ورحابة صدر وحكمة. وما اعتدى علىّ أحد هنالك بأى صورة من صور الاعتداء حتى الإيماءة والنظرة، بل كنت وآخرون من زملائى السنة نناكفهم فى مذهبهم فيبتسمون ولا يعلقون، وكانوا يعتزون ويفخرون بأن شيخ الأزهر الإمام شلتوت قد أجاز الدراسة بل والتعبد بالمذهب الشيعى الاثنى عشرى فى الأزهر الشريف، فكيف تم ما تم وحدث ما حدث فى أبوالنمرس؟ إننى أتساءل: متى سوف يدرك البسطاء أنهم أتقى من هؤلاء الذين سموهم شيوخاً، وأنهم أنقى من هذه المسوخ؟ متى نمحو من ذاكرة الشرق والغرب هذه الصورة الرذيلة عن ديننا العظيم؟ فلا هو دين جلباب ولحية وزوجات أربع، وبيت لا يخلص من الأولاد الرضع، وسيف ورمح ومدفع. وإنما هو أعظم الأفكار إخلاصاً للقيم الرفيعة وأبعد المناهج عن الأساليب الوضيعة. أخيراً، وقد اقتربنا من 30 يونيو، أحب أن أتوجه إلى الفريق السيسى وزير الدفاع قائلاً: قديماً قالوا ناصحين: لا تكن حاداً فتُكسر، فأجابهم القادة الحكماء: إلا فى الحرب إن لم تكن حاداً تُكسر. فبربك كن حاداً وحاسماً هذه المرة، وصدقنى لن تُكسر لأننا يقيناً لن نُكسر.