شهد الاجتماع الثالث اللجنة التأسيسية لكتابة دستور جمهورية مصر العربية العديد من المشادات والمفارقات بين الأعضاء، حيث هدد المستشار حسام الغرياني رئيس الجمعية التأسيسية للدستور، بترك رئاستها، إذا لم يقبل الأعضاء بأسلوب إدارته للجلسات على طريقته فى إدارة جلسات المحاكم، وقال "أرجو ألا تندموا على رئاستي يا تشربوني للآخر أو أنزل من على المنصة". ومضى يقول، "لا توازنات مع القانون وعندما أقول لكم "القانون"، فلا يقل لي أحدكم هناك توازنات حتى لا يطعن عليكم وتحل الجمعية، أنتم مش عايزين تخلصوا الدستور؟". واعترض اللواء ممدوح شاهين عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة عضو الجمعية، على أسلوب الغرياني في إدارة الجلسة وقال "هذا عمل وطني ولسنا في محكمة، فلابد أن نتداول الآراء، ومتقولليش عندما أتكلم أقعد". واحتج شاهين مع أعضاء آخرين على طريقة التصعيد الأبجدي للأعضاء، موضحا أن الجمعية مشكلة على التوازن، فالهيئات القضائية ممثلة ب 6 شخصيات، رشحها القضاء، والكنيسة ممثلة ب 4، والأزهر5 ممثلين، معلقا "لو توفى ممثل القوات المسلحة - فى إشارة إلى نفسه - لابد أن يحضر عضو آخر من نفس الجهة". وكانت مشادة وقعت في بداية الجلسة بين المستشار الغرياني والنائب محمد عبد العليم داود لاعتراض الأخير على التصعيد من الاحتياطين إلى الأساسين بترتيب الأسماء المكتوبة، مدللا على خطأ ذلك بقوله "إذا اعتذر ممثل للكنيسة، فلا يجب أن نصعد أحدا من الأزهر"، فقاطعه الغرياني وطالبه بالتوقف عن الكلام، مارفضه داود، وواصل حديثه. كما اعترض عصام سلطان على إدرة الجلسة قائلا "يجب أن نسمع المقررين في اللجان، وأن يحتفظ الجميع بحقهم في الاعتراض". ورفع صلاح حسب الله رئيس حزب المواطن المصري العضو الاحتياطي بالجمعية، يده طالبا الكلمة، فسأله الغرياني "أنت أساسي والا احتياطي؟ "، فرد "احتياطي" فقال له "نزل إيدك يا حبيبي"، مستطردا الاحتياطي يجلس في الآخر، ولا يرفع يده لأنه يحضر بصفة مراقب. وأكد صبحي صالح عضو الجمعية والقيادي الإخواني أن تجاوز الترتيب الأبجدي "يعرض الجلسة للبطلان لأنه ينشئ مركزا قانونيا لمن يجرى تصعيده". وقال محمد عبد القادر نقيب الفلاحين عضو الجمعية للغرياني "أنت تحجر علي منذ الجلسة الأولى"، ثم رفض مواصلة كلمته، ووصف عمرو موسى المرشح السابق لانتخابات الرئاسة، عمل اللجنة بأنها "مهمة تاريخية تؤثر في العمل الوطني"، واقترح إقرار مواد الدستور كلا على حدة، وإحالتها إلى اللجنة المختصة، فى حال عدم الاتفاق، وأن تحاول هيئة المكتب التوصل لتوافق وليس الضغط بالأغلبية. مشيرا إلى "وضوح المادة ال 5 وتأكيدها على التوافق وتنظيم التصويت بالأغلبية". وشهد الاجتماع موقفا آخر أثار الجدل، حيث أصر 7 نواب سلفيين من أعضاء الجمعية، على عدم الوقوف في أثناء عزف السلام الجمهورى وسط حالة من الدهشة بين أعضاء الجمعية. وحضر الاجتماع عدد من الوجوة الغائبة عن الاجتماعين الماضيين منهم الشاعر فاروق جويدة وعمرو موسى، الذي استقبله الدكتور محمد البلتاجى ممثل حزب الحرية والعدالة، قائلا "لازم تعوض غيابك في المرتين اللى فاتوا"، فضحك موسى قائلا "يعنى آجى اجتماعين زيادة في التأسيسية". وتعذر جويدة عن عدم الحضور فى المرتين السابقتين بسفره للخارج، مؤكدا أنه يتوسم خيرا فى تشكيل الجمعية وأنها ستنهى الدستور فى أسرع وقت.