المفترض وأنت تقرأ هذا المقال أن يكون الرئيس مرسى قد ألقى خطابه الذى يفترض أنه سيوجهه للأمة وليس للأهل والعشيرة، لكن الأكيد أننى شخصياً لا أعرف ماذا فعل مرسى لأننى كتبت المقال قبل ساعات من الخطاب، وكل ما فيه من ملاحظات أتمنى أن تفكر فيها جيداً فى هذه اللحظات التاريخية التى قد تسبق ثورة عليه، أو مصالحة وطنية بمخدر موضعى، أو حرب أهلية. والغريب أن الجميع يفضل الخيار الثالث، على ما يبدو، ويلعبون على طريقة (الفرصة الأخيرة) بمبدأ: «يا صابت.. يا اتنين عور»، حيث تعرف المعارضة بتياراتها المتباينة، التى اتحدت الآن، أنها لن تحشد هذا الحشد ثانية، ولن تستطيع مواجهة نفسها والمعولين عليها إذا فشلت هذه المرة، ويدرك الإخوان ومؤيدوهم أن نجاحهم فى مواجهة هذه الحشود والنجاح فى إزاحتها أو خلخلتها هى أول الطريق لتمكين حقيقى. وسط كل ذلك ينقسم الناس أنفسهم بين مؤيد لزوال الإخوان، ومعارض للمعارضة، لكن يبقى كثيرون منهم على نفس الكنبة التى يراهن كثيرون على تركهم لها، وسيمسكون بكيس فيشار ضخم يعينهم على مشاهدة الموقعة، قبل أن ينزلوا للاحتفال مع الطرف المنتصر. السؤال الكبير الذى ستجيبنى أنت عنه الآن: هل فعلها مرسى؟؟ جاء خطاب مرسى برداً وسلاماً على الجميع، ليحتوى أموراً خطيرة، ويجنب مصر شر الفتن، أم سيطبق المثل الشهير: «جه يكحلها عماها»، ليكون خطابه مناسبة جديدة لمزيد من الفشل وكسب عداوات أكبر؟ عموماً.. هكذا أرى الأمور... * أياً كان ما سيقوله مرسى لن تقبله المعارضة.. وسيعجب به دراويشه ويهللون له. * يراهن كثيرون على أن خطاب مرسى لن يجعل الناس تنزل يوم 30.. بل سيدفعهم للنزول عقب الخطاب مباشرة. * لا يوجد وقت للبنج أو المسكنات الموضعية لأن مرسى تأخر كثيراً فى الإنصات إلى صوت العقل، ولم يف بتعهداته، ورضى أن تكون جماعة إرهابية هى يده الباطشة التى يهدد بها معارضيه، وهو بذلك يستحق ما سيؤول إليه، وسيسقط عاجلاً أو آجلاً. * الشىء الوحيد الذى يمكن أن يفعله مرسى ويعطل الكثير من الصدامات هو أن يتولى شخص مثل عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع رئاسة الوزراء ويشكل حكومة تكنوقراط تمثل كل التيارات بمنأى عن مرسى والجماعة، الذين سيكفيهم اختباؤهم خلفه إلى حين، ولا أظن مرسى سيفعلها، ولا أظن السيسى سيقبل، أو يوافق الجيش على أن يكون كبش فداء جديداً. * الذين سينزلون يوم 30 عند الاتحادية شرفاء وثوار وقادة معارضة محترمون.. لكن من بينهم من كانوا فلولاً أو ثورة مضادة أو حزب كنبة.. من بينهم هؤلاء الذين شتموا الثورة والثوار والشهداء، وها هى الآن الثورة تعجبهم، ويتحمل نتيجة اتحادهم جميعاً وتحويلهم لزعامات وقادة شخص واحد فاشل ربنا مسلط عليه دماغه وجماعته، واسمه محمد مرسى، وليس ذنب الثوار نزول هؤلاء، مثلما لم يكن ذنبهم ركوب الإخوان على الثورة، لكنه ذنب مرسى وحده. * الجيش والشرطة والمخابرات.. أنا شخصياً لا أعرف إلى أى جانب سينحازون مهما قالوا أو صرحوا أو لمحوا. ومهما أمل فيهم الجميع، لكن هم قادرون هذه المرة على قلب الأمور. * الدماء ليست فى مصلحة أحد. الدم كله حرام.. الدم كله حرام.. الدم كله حرام. * من الغباء أن يندس إخوان وسط تظاهرات الاتحادية أو يجرّوا البلد إلى أى عنف من أى نوع سواء بصورة مباشرة أو من خلال أذرعهم وخلاياهم. سيخسرون للأبد، وستتحول الأمور لحرب شوارع. * الذين سخروا من الذين عصروا على أنفسهم الليمون.. أخشى أنهم سيواصلون سخريتهم من هؤلاء الذين سيكتشفون أنهم سيأكلون (الكاكا). * قبل ما أمشى: بعد رحيل الإخوان عن السلطة.. وسيحدث ذلك حتماً.. من هى القوة المنظمة الوحيدة التى يمكن أن تدير بدلاً منهم البلاد؟؟؟ من سيركب الثورة القادمة؟؟؟ أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم.