لايزال الرئيس مرسي يتابع ما يحدث في مصر وكأنه مواطن عادي..فلاهو محمد مرسي القيادي بجماعة الإخوان الذي صدع رؤوسنا في البرلمان حول إراقة الدماء،ولا هو محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة فربما كان سيخرج بيان أفضل مما نراه الآن،ولا هو محمد مرسي الأستاذ الجامعي الذي يطرح بعض الرؤي لحل الأزمة الراهنة...إنه المواطم محمد مرسي الذي يعيش في الصحراء وكأنه في كوكب آخر! محمد مرسي تخلي عن كل ماسبق..وإكتفي فقط بأن يجلس في صفوف المتفرجين..يصر علي عدم رؤية المعارضة والشباب الثائر في الميدان..يعاند ويكابر ويخشي تقديم أي تنازل..لم يكن لديه رجل رشيد...يعيش داخل القصر وكأنه مقر لجماعة الإخوان أو حزب الحرية والعدالة ينتظر التعليمات!. لو أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة في الحكم الآن لسمعنا الكثير عن مبررات زائفة يعلمونها جيداً ربما يوجهون سهامهم إليها دون دليل لخداع الرأي العام..الآن لم يعد لك حجة فأنت الرئيس وجماعتك تتحكم في القرار السياسي ولك كامل في الحرية تشكيل الحكومة وأعضاء الجماعة يتولون المناصب القيادية لدرجة جعلت من مجرد مدرس لم يذهب لمدرسته منذ سنين رئيساً لمدينة بل أن هذا المدرس يشعر بالضيق لعدم تعيينه محافظ لمجرد أنه إعتقل فترة وكأن الإعتقال هو المؤهل الوحيد لتولي المناصب. سيادة الرئيس...إن الجاهل إذا تولي منصب فهو فاسد دون أن يشعر...ولقد إخترت سيادتك مجموعة من الجهلاء والفاسدين معاً لتولي زمام الأمور في مصر بعد أن إعتمدت علي أهل الثقة وليس أهل الخبرة ليزداد الوضع سوءاً علي كل المستويات الإقتصادية والسياسية والإجتماعية بل تارجع الخطاب السياسي لمنصب رئيس الجمهورية لأنك مازلت تشعر بأنك تخاطب شعبة من جماعة الإخوان في الخلاء وليس شعب يملأ الميادين. سيادة الرئيس...شرعيتك تتآكل من الأسكندرية إلي أسوان مروراً بمدن القناة...نسيت أو تناسيت أن الأيام تعيد نفسها والثورة تجدد دماءها...وكان عليك أن تبدأ ولا تنتظر المظاهرات تصل إلي باب القصر في الإتحادية وإلي منزلك في العدوة بالشرقية. سيادة الرئيس..إن تصريحات بعض قيادات الجماعة الذين وصفوا حكم محكمة جنايات بورسعيد بأنه بداية القصاص للشهداء بل إنه بداية تنفيذ وعودك هو عذر أقبح من ذنب لأنه يحمل في طياته إعتراف صريح بتدخلك في شئون القضاء وهذا مالا نقبله علي الإطلاق. كان من الأولي للرئيس إذا كان ذلك صحيح أن يقتص أولاً لشهداء ثورة 25 يناير الذي جاءوا به رئيساً وإنتقل من سجن مبارك إلي قصره...كان من الأولي له أن يأتي بحقوق أبناء السويس والإسماعيلية وبورسعيد أصحاب الشرارة الأولي للثورة بدلاً من تركهم الآن في بحر الدماء نتيجة سياساتك التي لم تتغير عن سياسة حسني مبارك وحبيب العادلي..بل كان من الأولي أن تقتص لشهداء مذبحة رفح الذين لا نعرف مرتكبيها حتي الآن قبل أن تطالب زملائهم بحماية شرعيتك المتآكلة بإهدار الدماء. إن أنصارك يشوهون إنتفاضة الشباب نتيجة أعمال السلب والنهب التي يتعرض لها البعض نتيجة المظاهرات وتناسوا أن الأمر تكرر أثناء ثورة 25 يناير لكنه الحلال علي الإخوان والحرام علي الآخرين. نقول لك أن نزول الملايين للميادين في ذكري الثورة رسالة لعلك تفهمها بأن الشعب لديه القدرة علي النزول في أي لحظة..وأن مصر لم تكن فقط جماعة الإخوان ومقر المقطم..ما أقوله رسالة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً.