انتهى صراع السلطة فى قطر.. نجح الأمير تميم بن حمد، ولىّ العهد، فى الوصول لحكم البلاد، بانتقال ناعم، يباركه رضا أبيه، وقبول عائلته، وصمت خصومه وتراجعهم بعيداً عن الأضواء. لا يعرف أحد بعد كيف سيتعامل تميم مع الملفات الشائكة التى دخل فيها والده، خاصة علاقة قطر بالإخوان، لكن المؤكد أنه دخل فى صراعات خفية وطويلة مع أكبر مؤيديهم فى قطر: رئيس الوزراء حمد بن جاسم آل ثانى. ويقول المراقبون إن الأمير الجديد، يهتم كثيراً بالصراعات الداخلية التى يمكن أن تهدد قطر، يحرص على رضا القبائل المقربة منه، ويحلم بمواصلة مشروعات التنمية التى أطلقها والده بشكل قد يجعل قطر تركز على شئونها الداخلية قليلاً، وتأخذ فى عهده «هدنة» من الزوابع التى كان والده يثيرها من حوله بتدخلاته التى لا تنتهى فى شئون الدول العربية، وعلى رأسها مصر. وإذا كان أمير قطر السابق ينظر إلى «الإخوان» على أنهم استثمار ظل يدعمه ويستضيفه فى الدوحة حتى وصلوا إلى الحكم فى دول الربيع العربى، فإن الأمير تميم ينظر إلى شعب قطر على أنه هو الاستثمار الحقيقى، ولن يتردد فى أن تكون سياسته الخارجية مع مصر وغيرها من دول المنطقة، متفقة مع أهواء الشعب القطرى، وهى بالمناسبة، كانت تطالب والده أحياناً بدعم التيارات الوهابية الأكثر محافظة من الإخوان. المؤكد، أن تعامل تميم مع مصر، وفى سياسته الخارجية عموماً، لن يختلف عن الطريقة التى وصل بها للحكم: طريقة هادئة، سلسة، لا تثير استفزازاً ولا ضوضاء، وتنهى الصراعات بهدوء، وأعصاب باردة، تعرف كيف تصبر، وكيف تحكم.. وكيف تنتظر الفرصة المناسبة للحسم.. أو الانقضاض!.