قال المهندس سعد الحسينى، عضو المكتب التنفيذى لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للإخوان المسلمين، إن الجماعة تقبل المصالحة مع جميع القوى السياسية التى هاجمتها طوال الفترة الماضية، إلا أنه أضاف: «نتصالح مع أى شخص ما عدا من قتل الشهداء، فهذا حق خاص للزوجة أو الأم أو ولى الدم، أما من سرق أموال الشعب فيجب أن يعيدها مرة أخرى»، وأوضح فى حوار ل«الوطن» أن التصالح مع الفريق أحمد شفيق، المرشح الخاسر للرئاسة، بعد تهديداته واتهاماته للإخوان، قضية تُبحث فى إطار التصالح والنظر إلى الأمام. * هل يمكن أن يتصالح الإخوان مع خصومهم الذين هاجموهم طوال الوقت باتهامات، بعد فوز الدكتور محمد مرسى بالرئاسة؟ - طبعا هذا بالتأكيد. * هل يمكن أن تتصالحوا مع الذين قتلوا الشهداء؟ - حق الشهداء خاص، بمعنى أنه حق أم أو زوجة أو ولى الدم، لكن مبدأ التصالح والعفو والتسامح والحب كلها قيم عظيمة، والدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، جاء بإرادة كل المصريين من الانتخابات العظيمة التى جرت، وليس فقط ممن صوتوا له بنعم، بل أيضاً من صوتوا له بلا، فالجميع شارك فى سيمفونية، ومن قالوا له لا هم فى قلبه ويجب التحاور والتفاهم معهم؛ لأنهم مصريون ولديهم وجهة نظر وهذا حقهم، ونحن نريد وضع أيدينا مع الجميع، للانطلاق إلى الأمام، سواء كان ليبراليا أو علمانيا أو إسلاميا أو قبطيا، رجلا كان أو امرأة، فليس أمامنا إلا التسامح والتحاور، فنحن مصريون «وهنروح من بعض فين»، فلا بد من التفاهم، وأعتقد أننا سنحقق لمصر الكثير من حرية وعدالة ومواطنة وتنمية وريادة. * البعض يقول نتصالح مع رموز النظام السابق ونعطى لهم فرصة جديدة لمراجعة أنفسهم.. فهل توافقون على التصالح معهم؟ - نحن نفرق بين الملايين الذى كانوا يقولون إنهم أعضاء فى الحزب الوطنى المنحل، وبين رموزه الذين نهبوا وسرقوا أموال البلد، فهؤلاء الملايين ليس بيننا وبينهم شىء، أما الذين سرقوا أموال الشعب وتمسكوا بها فى الوقت الذى كان المصريون جائعين فلا يجب التصالح معهم؛ لأن النظام البائد استلم البلد وهى مدانة ب20 مليار جنيه، وتركها مدانة ب1300 مليار، فنحن نطالب بأموالنا المنهوبة وعفا الله عما سلف، وآخر قانون كنا نعده قبل حل البرلمان هو «التصالح مع المستثمرين»، وكان يتضمن أن يعيد المستثمر الذى حصل على أراضٍ ليست من حقه ما حصل عليه مرة أخرى للدولة، دون حبس أو غرامة، وإذا تعذر نحصل على القيمة السوقية، وعفا الله عما سلف وننظر إلى الإمام، لكن لم يُسمح لنا بإصدار هذا القانون نتيجة قرار المشير حسين طنطاوى، رئيس المجلس العسكرى، بحل البرلمان. * وهل يمكن التصالح مع الفريق أحمد شفيق بعد سيل التهديدات والاتهامات التى وجهها لحزب الحرية والعدالة وتهديده بحله؟ - هذه قضايا نبحثها فى إطار التصالح والنظر إلى الأمام. * يعنى باختصار أنتم تتصالحون مع أى شخص ما عدا من قتل الشهداء ورموز النظام السابق الذين سرقوا أموال الشعب؟ - الذى قتل الشهداء فأهلهم هذا حقهم الخاص، أما أموال الشعب فلا بد أن نستعيدها. * هل يمكن أن تتصالحوا مع قنوات الإعلام التابعة للنظام السابق وبعض الصحف الموجهة طوال الوقت للهجوم عليكم؟ - العنوان العام لنا هو التصالح والنظر إلى الأمام، وسيد البشرية سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- قال: «اذهبوا فأنتم الطلقاء» وهذه هى الشريعة الإسلامية.