أسفرت النتائج الأولية للانتخابات الإيرانية عن تقدم المرشح المعتدل حسن روحانى، حيث أعلن المدير العام للجنة الانتخابات بوزارة الداخلية الإيرانية حسين على نورى، أمس، أن «روحانى» تصدر قائمة أصوات الناخبين فى الأصوات التى تم فرزها بالفعل، والتى وصلت إلى نحو 12 مليون صوت، من إجمالى ما يقرب من 50 مليون صوت. وبعد فرز نحو 30% من الأصوات، بدا أن المفاوض النووى السابق حسن روحانى استفاد من زيادة فى شعبيته فى الآونة الأخيرة بين الليبراليين الإيرانيين الذين اجتذبتهم سياساته التقدمية، حيث حصد المركز الأول بإجمالى أصوات وصل إلى النصف من إجمالى الأصوات التى تم فرزها، بينما تلاه محافظ طهران الحالى محمد باقر قاليباف، بفارق أكثر من 4 ملايين صوت، وتلاه محسن رضائى ثم سعيد جليلى ثم على أكبر ولايتى. وقال المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله على خامنئى، فى تغريدة له على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»، إن «الانتخابات الرئاسية تعد تصويتاً على الثقة فى الجمهورية الإسلامية، بصرف النظر عن نتيجتها. التصويت لأى من المرشحين لصالح الجمهورية الإسلامية والثقة فى النظام». وقالت صحيفة «ذى تليجراف» البريطانية، إن عدداً من أعضاء حملة «روحانى» تعرضوا للاعتقال من قبل الشرطة الإيرانية، بعد سماعهم يرددون هتافات مناصرة ل«مير حسين موسوى»، المرشح الإصلاحى الخاسر فى انتخابات عام 2009، الذى يخضع للإقامة الجبرية بعد أن اتهم الرئيس محمود أحمدى نجاد بتزوير الانتخابات. وقالت وكالة أنباء «أسوشييتد برس» الأمريكية، إنه لم يتحدد أى المناطق التى تم فرز الأصوات بها، لكن من الممكن أن تكون العاصمة طهران بين المدن الأولى التى بدأ الفرز بها، مشيرة إلى أن «روحانى» يستطيع تحقيق فوز كبير فى المدن الأخرى، مقللة من أهمية فوزه، حيث إنه سيكون انتصاراً محدوداً ولن يُحدث تغييراً فى التحالف الضيق بين رجال الدين والحرس الثورى الإيرانى، حيث إنهم المتحكمون فى المؤسسات الإيرانية والسياسات الأساسية. وكشفت مصادر إيرانية مطلعة عن أن نسبة إقبال الناخبين على صناديق الاقتراع لاختيار خليفة الرئيس «نجاد» وصلت إلى ما يقرب من 80% من إجمالى من لهم حق التصويت. وقالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية إن الشعب الإيرانى يريد رئيساً قوياً يستطيع التغلب على المشكلات الاقتصادية التى استفحلت نتيجة العقوبات الدولية، مؤكدة أن ملايين الإيرانيين ذهبوا إلى الانتخابات لاختيار خليفة «نجاد»، سعياً لإعادة إحياء الاقتصاد المتدهور للبلاد. ونقلت الصحيفة البريطانية عن أحد الناخبين قوله: «أشعر بالضيق عندنا أفكر فى حال الدولة سياسياً وأمنياً واقتصادياً»، وقال آخر: «نريد رئيساً قادراً على التعامل مع العالم الخارجى دبلوماسياً». وأشارت وكالة أنباء «رويترز» إلى أنه من غير المرجح أن تؤدى الانتخابات إلى تغيير ملموس فى العلاقات بين طهران والغرب، لكن إذا فاز «روحانى» فهناك احتمالات أن ينتهج سياسة خارجية أقل تصادماً من الرئيس الحالى محمود أحمدى نجاد، وأن يضع «ميثاقاً للحقوق المدنية» فى الداخل. من جانبها، رأت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن تقدم المرشح الإصلاحى «روحانى» يعد مفاجأة بالنسبة للمراقبين، مشيرة إلى أنه كان من المتوقع أن يكون المتقدم هو أحد المرشحين المحافظين، وعلى الأخص المقربين من المرشد الإيرانى على خامنئى.
