ألقى الدكتور منير حنا رئيس أساقفة الطائفة الأسقفية بمصر، كلمة خلال قداس عيد القيامة، الذي ترأسه بكاتدرائية جميع القديسين بالزمالك، مساء اليوم، بحضور محمد يحيى، أمين رئاسة الجمهورية، مندوبا عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعدد من النواب والشخصيات العامة، وتناولت الكلمة الحديث عن حادثي طنطا والإسكندرية. واستهل حنا كلمته بالقول: "بدأ أسبوع الآلام هذا العام بأحداث مؤلمة ومحزنة حقاً، بدأ بهجمات إرهابية أثناء صلاة أحد الزعف، والتي أودت بحياة العديد من المصريين، الذين كانوا داخل الكنائس وخارجها في طنطا والإسكندرية، وخيم الحزن علينا جميعًا، إذ اختلطت سعوف النخل التي كان يحملها المصلين بالدم، وانسكبت الدموع من عيوننا جميعاً وجاء جيراننا ليقدموا العزاء في شهداء ومصابي مصر كلها". وأضاف حنا: "لقد أحسست أن الكنيسة في مصر تحمل الصليب، صليب الموت، وتسير خلف السيد المسيح، ونحن نعرف جيداً أن الموت على الصليب يقترن بالخزي والعار وليس فقط بالألم والحزن، ونحن نعرف جيدًا أن الموت على الصليب يقترن بالخزي والعار وليس فقط بالألم والحزن إلا إننا اليوم نأتي لنتذكر قيامة المسيح من الأموات، نأتي لندرك ونثق أن المسيح بقيامته كسر شوكة الموت". "ولو أن أسبوع الآلام توقف عند أحداث أحد الزعف أو جمعة الصلب، لما كنا هنا اليوم نهتف " المسيح قام – حقا قام" والترنيمه التي سنرنمها اليوم تقول "لو كان صليبك أنهى قصة حبك لما كنت الآن حيا أهتف المسيح قام" إن قيامة المسيح لا تدعنا نتوقف عند ظلمة القبر والحزن والألم والدموع بل تدفعنا بقوة نحو النور والفرح والرجاء". "كيف لي أن أمكث بائسًا في الجلجثة وشمس الرجاء لاحت والرب المسيح قام"، أحبائي لا يمكن أن نبقى في أحزان الأحد الماضي مثل هؤلاء الذين ليس لهم رجاء، لكن علينا ونحن ممسكين برجاء القيامه أن نتحرك إلى الأمام معلنين أن المسيح قام. "وكما قام المسيح سيقوم هؤلاء الشهداء وسنقوم نحن المؤمنين به فى اليوم الاخير.. فسفر الرؤيا يدون ما رآه الرسول يوحنا الرائى الذى قال "ورأيت نفوس الذين قتلوا من أجل شهاده يسوع ومن أجل كلمه الله.. هؤلاء ليس للموت الثانى سلطان عليهم بل سيكونون كهنه الله والمسيح وسيملكون معه" "إن قيامه المسيح يا أحبائى حولت خوف وحزن المريمات والتلاميذ الى فرح واصرار للشهاده فى كل أنحاء العالم، وقوه القيامه قادره أن تحول خوفنا وحزننا نحن أيضاً الى يقين وفرح". "لقد كان لي الشرف يا أحبائي أن ألتقى بأم شابين من الواحد والعشرين شابًاً الذين قتلوا بواسطه (داعش) على شواطئ ليبيا، وقالت لى إنني أثق إن ولداي أحياء مع المسيح وأنا أشكر الله أنهما لم ينكرا المسيح حتى يتجنبوا الموت لذلك أنا فخوره بهما". "تُرى من أين لهذه السيدة البسيطة هذا اليقين أن ولديها أحياء مع المسيح؟ لاشك أن إيمانهما بقيامه المسيح هو السبب في يقينها والتعزية التي ملأت قلبها". "أسطفانوس أول شهداء كنيسة المسيح كان قد اخرجه اليهود خارج المدينه ورجموه بالحجارة لانه كان يشهد عن المسيح، وكتب القديس لوقا في سفر أعمال الرسل أنه وقت رجم إسطفانوس نظر إلى السماء وهو ممتلئ من الروح القدس فرأى مجد الله ويسوع قائمًا عن يمين الله فلم يعبأ بآلام الرجم أو الموت بل طلب لراجميه غفران الله، فلولا رؤيه إسطفانوس للمسيح الحي المقام لما كان له هذا الرجاء والترحيب بالرجم. "أحبائي ليكن لدينا الهدف الذى وضعه بولس الرسول لحياته وهو "لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهًا بِمَوْتِهِ،" (في 3 : 10) إن معرفة المسيح واختبار قوة قيامته تساعدنا أن نشترك فى آلامه وموته بلا خوف أو قلق، فالمسيح الذى انتصر على الموت بالقيامهة قادرً أن "يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ" (2كو 2:14). واختتم حنا كلمته بالقول: "أحبائي لقد قام المسيح وهو حي الآن فدعونا بهذا اليقين أن لا نخاف من هؤلاء الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك ليس لهم مايفعلون أكثر، ونحن اليوم نصلى من أجل أسر الشهداء وأبنائنا المصابين حتى يختبروا لمسة شفاء الله، نصلي من أجل حماية آلهية لبلادنا الحبيبة مصر، دعونا بقوة القيامه نزرع الحب بدلا من الكراهية، ونطلب الغفران لكل من يسيئ لنا، ونعمل بإصرار لأجل خير بلادنا مصر، فبهذا ننتصر على الإرهاب والتطرف ونعلن أن المسيح حي لأنه قام حقًا من الأموات".