حالة من الخوف والقلق تنتاب أوساط المثقفين والمهتمين مما يمكن أن يطال دار الكتب والوثائق القومية، خاصة بعد الإقالات الجماعية الأخيرة.. الاتهام المباشر بإمكانية تدخل جماعة الإخوان فى حذف وإخفاء بعض الوثائق يفرض نفسه بقوة بعدما اكتشف الخائفون أنه لا توجد ورقة واحدة تثبت هروب الرئيس محمد مرسى من السجن، رغم وجود تسجيل صوتى له يثبت الحادث. «أخشى وأخاف وخوفى مشروع من أن يدمر الإخوان الوثائق التى لا تتفق معهم، فيفقدها العالم كله إلى الأبد».. تتحدث د.إيمان عز الدين، المشرف العام على المكتبة التراثية بباب الخلق، مؤكدة أن هناك مخطوطات تتعلق بفترات إسلامية لا تتفق مع هوى الإخوان، يهمهم ألا تكون موجودة على الإطلاق: «الفكرة إنهم بيحاولوا يمحوا ذاكرة هذا البلد، الأجيال الحالية فاكرة، لكن الأجيال القادمة فى حالة محو الوثائق هتسمع فقط، لكن مش هتقدر تتأكد من الحقيقة، هدف الإخوان ليس فقط الوصول إلى مقاعد السلطة، لكن أيضاً السيطرة على ذاكرة الأمة وتاريخها». «لا توجد مجموعة وثائق بعينها تسمى وثائق الإخوان، لكن فى الوقت نفسه توجد العديد من الوثائق التى تتعلق بهم، التى أفرجت عنها مؤسسات الدولة المختلفة، هناك وثائق حول الإخوان قادمة من وزارة الداخلية ومن البوليس السرى ومن رئاسة الجمهورية ومن مجلس الوزراء، ومن هيئات وجهات وصل عددها إلى أكثر من 8600 جهة، من أسوان إلى الإسكندرية» يتحدث د.عبدالواحد النبوى، المدير السابق لدار الكتب والوثائق القومية مشيراً إلى أنه من بين الوثائق المتعلقة بالجماعة قرارات مجلس قيادة الثورة ومنها قرار حل الجماعة. وقال: بالنسبة لدار الكتب والوثائق كل الأوراق التى تدخل يوجد بها محضر استلام وقائمة باستلام الأوراق موقع عليهما من موظفى دار الكتب وموظفى الجهة صاحبة الأوراق، لذلك فكل الأوراق الموجودة بالهيئة يوجد بشأنها قوائم تضم نوعها وتاريخها وموضوعاتها، محفوظة فى (أمانة حفظ الوثائق) ولا يستطيع أحد إخراجها إلا بقواعد خاصة».