«ولدى إليك بدل البالون ميت بالون/ انفخ وطرقع فيه على كل لون/ عساك تشوف بعينك مصير الرجال/ المنفوخين فى السترة والبنطلون.. عجبى»!! عجبى عليك يا «عمنا» وأنت تصف أبطال النضال «الحنجورى». وحده «صلاح جاهين» كان يملك عبقرية تلخيص المشهد فى «رباعية». قل -إذن- إنه «الدكتور»، ولا تهتم من أى جامعة وهمية حصل على الدكتوراه، أو إنه «الزعيم»، فكلمة الزعامة فقدت معناها منذ رحل «عبد الناصر».. كل الأوصاف تشابهت، بل وبعضها تطابق، فلم يعد هناك فرق كبير بين الصفقات السياسية و الألعاب البهلوانية! خذ مثلاً الدكتور «أيمن نور» الذى رفع شعار «إن خرب بيت أبوك خدلك منه طوبة»!!.. وشق طريقه (الزمالك - الاتحادية رايح جاى)، يقدم نفسه للحكام الجدد، ويمنّى نفسه برئاسة الوزارة.. وحين لم يفز بالوزارة ارتضى بدور «السمسار»، وبلغة أكثر تهذيباً «الوسيط»! نصب «نور» -المناضل السابق- كميناً محكماً للمخضرم «عمرو موسى»، وقطعاً «موسى» ليس ساذجاً ليقع فى فخ اللقاء السرى مع «خيرت الشاطر»، ولا هو طامعاً فى «كرسى» عند الجماعة.. لقد اركتب «موسى» خطيئة شق الصف الذى تسعى له الجماعة لإجهاض ثورة 30 يونيو! «الكمين» الذى نصبه «نور» للوقيعة بين أعضاء «جبهة الإنقاذ» وإفقادهم مصداقيتهم أمام الشعب ليس «مجانياً»!!، ولا هو لوجه الله والوطن.. إنها لخدمة الراعى الرسمى «الإخوان» لرجل «مهزوم».. «مرفوض»، رفضته المرأة التى أحبها ودافعت عنه وهو فى سجنه وآمنت به لدرجة التعرض للنيران حفاظاً على كرسيه فى حزب «الغد». لكن حزب «الغد» رفضه، وجبهة الإنقاذ كذلك، حتى النشطاء على تويتر ينسبون أولاده الى المرأة التى ربتهم فى غيابه(!!). لقد اقتربت «قليلاً» من «أيمن نور»، أحسست بحزنه وانكساره، لكنى لا أقبل أن يكون ثمن انكسار رجل هو ضياع وطن! رجل لم يلاحظ حتى الآن أن الجماعة تستغله ثم تفضحه على الملأ (بطريقة الكاميرا الخفية). اعتزل يا دكتور، إن كنت صادقاً، ليس لأن «الساحة امتلأت بالصبية والأقزام والشتائم والأكاذيب.. حسب قولك»، بل لتتطهر ساحة العمل الوطنى من الأقزام والسماسرة. اعتزل يا دكتور، لو كنت تعتبر فضحك بإذاعة ما سمى بالحوار الوطنى «جريمة».. وارحمنا من مبادراتك دون أن ترفع شعار «حقن الدماء»، فأنت تتعامل مع قتلة الثوار، مع عصابة تنشر الميليشيات لإشاعة الحرب الأهلية.. اعتزل أو اصمت!! عُد بذاكرتك قليلاً، تذكّر لقب «الوصيف» الذى لقبتك به الصحافة عقب منافسة «مبارك» على كرسى الرئاسة، تذكّر ذلك الشاب الحالم الطموح الذى كنت ترتدى حلّته! تذكّر كل أوصاف الديكتاتورية والفساد التى وصفت بها «مبارك»، ثم واجه نفسك أمام المرآة : «هل تصدق فعلاً أن «مرسى» هو التقى الورع ولا يمكن أن يكون ديكتاتوراً؟؟». إن كنت تصدق، فالشعب المصرى لم يعد ينخدع، لا بك ولا بحمَلة المباخر والمسابح! وعليك الآن: إما أن تخلع كذبتك الأولى، وتعلن للناس أنك لم تكن تجيد إلا دور «الوسيط» بين حزبك السابق والإدارة الأمريكية، وحين كنت تبحث عن عفو رئاسى من «مبارك» لتحتفظ بحقوقك السياسية.. أو أن تكف عن الخدمة فى بلاط «الجماعة»، وتتمرد.. «تعرف تتمرد؟».