«شعبان»، 34 سنة، هو المتهم الرئيسى فى جريمة قتل صديقه الذى ارتبط بعلاقة آثمة مع زوجته وتقطيع جثته وإلقائها بجوار فتحة الوادى بمنطقة المرج بمساعدة أسرة زوجته.. شعبان اعترف بالجريمة وروى تفاصيلها كاملة وعاد بسنوات عمره إلى الوراء. قال إنه ولد فى محافظة سوهاج ولم يكمل تعليمه وعمل فى مجال المعمار، ونظراً لضيق الرزق سافر إلى السعودية للعمل، وهناك تقابل مع المجنى عليه عاطف، وعملا معاً لمدة سنوات، وبعد ذلك اكتفى شعبان من العمل فى الغربة وقرر العودة إلى القاهرة، للزواج والعمل، وذهب إلى أحد أقاربه بمنطقة المرج وقابل ابنتهم وطلبها للزواج، ولم يترددوا لحظة فى قبوله وبالفعل تم الزواج، وعاش الاثنان حياة سعيدة حتى أنجبا الطفلة زينب، وبعد عامين أنجبا محمد. كان شعبان يذهب إلى عمله ويلبى كل متطلبات أسرته، ومرت الأيام وإذا بثورة 25 يناير، وركود سوق المعمار وجلوس شعبان على المقهى دون عمل، وبدأت الخلافات الزوجية تعرف طريقها لمنزله بسبب ضيق اليد، وبدأت الخلافات تأخذ طريقها إلى الطلاق، وأثناء بحث شعبان عن عمل فى المناطق الجديدة، ذهب إلى التجمع الخامس وإذا به يقابل صديق الغربة والبلد «عاطف». كان الصديق فى حالة مادية جيدة حيث يمتلك سيارة ملاكى، فوجد أنه طوق النجاة له بالنسبة للظروف التى يمر بها، فوعده عاطف بأن يدبر له عملاً معه، وبعد مرور أسبوع لم يرد عليه عاطف، فقام شعبان بالاتصال به وطلب منه تلبية دعوته للغداء، وكانت المرة الأولى لدخول عاطف بيت شعبان والتعرف على أسرته، تناول طعام الغداء وظل معهم حتى نهاية السهرة، وكان كثير الكلام عن النعمة التى فى يده. تعددت زيارات عاطف لشعبان، سواء فى وجوده أو غيابه «أكل معانا عيش وملح»، على حد قول شعبان، وفى نفس الوقت كانت الأمور المادية والخلافات الأسرية تزداد سوءاً، وفى 22 مايو الماضى وأثناء جلوس شعبان على المقهى مع أصدقائه، قرر العودة إلى المنزل، وإذا به يجد باب الشقة مغلقاً على غير العادة، فلم يبالِ وقام بالطرق على الباب، ففتحت له زوجته الباب ووجد الارتباك عليها، فدخل إلى غرفة النوم فإذا به يجد صديقه عاطف مختبأ خلف الباب، فقام بالإمساك به وضربه، أما زوجته فقد دخلت غرفة الصالون وأغلقت الباب عليها من الداخل. فقام شعبان بتقييد عاطف بحبل غسيل وانهال عليه بالسكين حتى أصبح جثة هامدة، ثم اتصل بأسرة زوجته، فحضر والدتها ووالدها وشقيقها، وحكى لهم ما فعله، وشاهدوا الجثة وطلبوا منه الهدوء لعدم افتضاح أمره، وأنهم سوف يخلصونه من الجثة. التقت «الوطن» الزوجة وداد. ح، 25 سنة، وروت قائلة إن زوجها هو المسئول عما حدث لأنه لا يعمل وكذلك عاجز عن تلبية نفقات البيت الأساسية وفى نفس الوقت أحضر صديقه الذى لا يعرف أخلاقه وأدخله البيت وأجبرها على الجلوس معه، وطلب منها أن تستضيفه فى حضوره أو غيابه، ونظراً لضيق اليد وكذلك لأنه كان ميسور الحال رضخت لمغريات المجنى عليه، وأقامت معه علاقة غير شرعية قبل شهرين من الواقعة، وقالت إنه يوم 22 مايو الماضى اتصل بها وطلب الحضور وأبلغته بان زوجها خارج البيت وسوف يتأخر ولا بد من ترك السيارة فى منطقة بعيدة عن المرج حتى لا يراها الزوج، وبالفعل حضر المجنى عليه وأثناء وجودهما فى غرفة النوم فوجئت بطرق على الباب، وعندما فتحت وجدت زوجها شعبان، فهرولت إلى غرفة الصالون وأغلقت عليها الباب من الداخل حتى لا يقتلها، ولم تفتح له رغم محاولاته كسر الباب إلى أن سمعت صوت أمها ووالدها وشقيقها يطلبون منها أن تفتح فإذا بها تجد المجنى عليه جثة هامدة وسط بركة من الدماء، ووجدت زوجها يصارحها بأنه سامحها لأنها مجنى عليها وهو الذى غرّر بها، وكذلك أنه مسئول عن السماح لمثل تلك الأشكال أن تدخل بيته فى غيابه. وأضافت الزوجة بأنهم جلسوا جميعاً بجوار الجثة يفكرون ماذا يفعلون، وفى النهاية اتفقوا على التخلص منها فى مكان بعيد حتى لا يتم التوصل إليها، وبالفعل ذهب شقيقها سيد وأحضر «تروسيكل» وقاموا بتقطيع الجثة إلى نصفين ووضعوها فى جوالين، وحملوها، وذهب شقيقها ووالدها إلى منطقة فتحة الوادى بمنطقة المرج وألقياها جوار شريط السكة الحديد، ورجعا، ثم أخذت والدتها شريحة الهاتف المحمول وألقتها فى صندوق القمامة، وأخذ شقيقها هاتف المجنى عليه وقام ببيعه لأحد الأشخاص، إلى أن وجدوا يوم 3 يونيو المباحث تطرق الباب وتلقى القبض عليها وتعترف بارتكابهم للواقعة هى وزوجها وأسرتها. النقيب أحمد طارق، معاون مباحث قسم شرطة المرج، قال: إنه بمجرد العثور على جثة مجهولة بجوار فتحة الوادى تم تشكيل فريق بحث بقيادة المقدم هشام قدرى مفتش المباحث والرائد محمد رضوان رئيس المباحث والملازم أول محمد عصمت معاون المباحث، وقمنا بفحص جميع بلاغات الغياب والاختفاء فى القاهرة الكبرى، حتى وجدنا شاباً يحرر محضراً باختفاء شقيقه فى التجمع الخامس، وعلى الفور ذهبت إليه وأخذته وذهبنا إلى مشرحة زينهم وبعرض الجثة المجهولة عليه، تعرّف عليها وأكد أنها جثة شقيقه عاطف، ومن هنا كانت البداية.. وقمنا باستئذان النيابة العامة لمعرفة المكالمات الصادرة والواردة من هاتف المجنى عليه، وتوصلنا إلى أن آخر مكالمة كانت بين المجنى عليه والمتهمة، وبالقبض عليها ومناقشتها اعترفت بارتكاب الواقعة هى وزوجها وأسرتها دفاعاً عن الشرف.