عضو لجنة دراسة الإقليمي: تقليل عدد وأطوال التحويلات بدءا من 2 أغسطس    أنقرة تفند مزاعم استهداف تركيا للدروز في سوريا    عندما يصبح القائد واحدًا من الجائعين.. ما دلالات التغير في جسد أبوعبيدة بين الظهور الأول والأخير؟    عقبة وحيدة تمنع الأهلي من ضم مصطفى محمد (تفاصيل)    سيدات "مسار" يخضن 3 وديات في المغرب استعدادًا لتصفيات شمال إفريقيا    القبض على هدير عبدالرازق وطليقها بعد تداول فيديو الاعتداء على البلوجر في الشقة    تشييع شقيقتين غرقا في النيل والبحث مستمر عن جثمان الثالثة    أستاذ علوم سياسية: العلاقات المصرية السعودية ركيزة للأمن القومي العربي    سفير أمريكا لدى إسرائيل: الهجوم على كنيسة فلسطينية بالضفة عمل إرهابي    أخبار الاقتصاد اليوم: موعد صرف مرتبات شهر يوليو 2025 للعاملين بالدولة.. توقعات بارتفاع أسعار الذهب 40% خلال النصف الثانى من 2025.. وأسعار القهوة العالمية تسجل أعلى مستوى لها على الإطلاق    تنظيم الاتصالات: التعويض الإضافي عن حريق سنترال رمسيس موجه للمتضررين فقط    قائمة منتخب مصر لكرة السلة في بطولة بيروت الدولية    ذهبية وفضية لألعاب القوى فى البطولة الأفريقية بنيجيريا    تنويه عاجل بشأن امتحان المتقدمين لشغل وظائف بالهيئة القومية للبريد    ضوابط الإنفاق على الدعاية الانتخابية للنظام الفردي والقوائم بانتخابات الشيوخ    هدير عبد الرازق في قبضة الأمن بعد فيديو اعتداء طليقها عليها بالضرب    كشف غموض واقعة "رضيع المقابر" بعد إدعاء العثور عليه بقنا    عمرو أديب: لست موقوفا وأقضي أجازتي الصيفية    من مهرجان العلمين الجديدة.. ساحة U-Arena تفتح أبوابها للعالم    رقص على صوت نانسي عجرم.. إلهام شاهين تنشر لقطات عفوية مع ابنة شقيقتها (فيديو)    محمد رمضان يطرح أحدث كليباته من ضهر راجل    فستان جريء بفتحة ساق.. إليسا تستعيد تألقها في حفل زفاف نجل إيلي صعب    سلمى أبو ضيف بفستان ساحر.. ما سر ارتدائها اللون الأسود؟    أمين الفتوى: الرضاعة تجعل الشخص أخًا لأبناء المرضعة وليس خالًا لهم    بلغة الإشارة.. الجامع الأزهر يوضح أسباب الهجرة النبوية    رئيس جامعة الأزهر: الحج ورد في آيتين من سورة آل عمران لخصوصية التوحيد فيها    حسام حسن ل فيتو: أتمنى تطبيق تجربة مستشفى العجمي بجميع المراكز العلاجية في الجمهورية (فيديو)    متحدث «الصحة»: 2.8 مليون عملية جراحية مجانية ضمن مبادرة القضاء على قوائم الانتظار    توزيع 600 كرتونة غذائية و7 أطنان من السلع الأساسية للأسر الأولى بالرعاية بسنهور المدينة في كفر الشيخ    خل التفاح مفيد لصحة الكبد- إليك السبب    «المعلمين»: مشروع علاج لأعضاء النقابة بخصومات تصل 60%.. تفاصيل    مرتبات شهر يوليو 2025.. موعد وأماكن الصرف وجدول الحد الأدنى للأجور بعد الزيادة الجديدة    انتشال سيارة ميكروباص سقطت في رشاح شبرا هارس بالقليوبية    ألسن عين شمس تعلن فتح باب القبول ببرامج الدراسات العليا    أسامة نبيه يدفع بتشكيل جديد لمنتخب الشباب فى الودية الثانية أمام الكويت    جهاز المحاسبة الألماني يحذر من عجز محتمل في صندوق المناخ والتحول التابع للحكومة    تنويه عاجل من «التنظيم والإدارة» بشأن مستندات المتقدمين لوظائف هيئة البريد    التفاصيل المالية لصفقة انتقال راشفورد إلى برشلونة    قوات العشائر تسيطر على بلدة شهبا بريف السويداء    غلق 47 منشأة طبية مخالفة بالبحيرة وإنذار 24 أخرى    براتب 900 يورو.. آخر فرصة للتقديم على فرص عمل في البوسنة ومقدونيا    ليالي المسرح الحر تختتم الدورة ال20 وتعلن نتائج المسابقات    باحث: موسكو لا تسعى لصراع مع واشنطن والمفاوضات في إسطنبول مؤشر إيجابي    دعاء أواخر شهر محرم.. اغتنم الفرصة وردده الآن    دون إبداء أسباب.. روسيا تعلن إرجاء منتدى الجيش 2025 إلى موعد لاحق    ضبط 20 سائقًا يتعاطون المخدرات في حملة مفاجئة بأسوان (صور)    رئيس جامعة قناة السويس يوجه بسرعة الانتهاء من إعلان نتائج الامتحانات    هل يجوز للمرأة أن تدفع زكاتها إلى زوجها الفقير؟.. محمد علي يوضح    وزير الصحة يوجه بتعزيز الخدمات الطبية بمستشفى جوستاف روسي    ليلى علوي نجم الدورة 41 لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط    وزير الكهرباء والطاقة المتجددة يتابع مستجدات الموقف التنفيذي لأعمال توفير التغذية الكهربائية لمشروعات الدلتا الجديدة    محافظ المنيا يتفقد محطة رفع صرف صحى بردنوها لخدمة 30 ألف مواطن بمركز مطاى    "بائعة طيور تستغيث والداخلية تستجيب".. ماذا حدث في المعادي؟    توقيع اتفاقيات تعاون بين 12 جامعة مصرية ولويفيل الأمريكية    خبر في الجول - جلسة بين جون إدوارد ومسؤولي زد لحسم انتقال محمد إسماعيل للزمالك    أسعار اللحوم اليوم السبت 19-7-2025 بأسواق محافظة مطروح    خالد جلال: معالي يشبه الغندور وحفني.. وسيصنع الفارق مع الزمالك    سوريا وإسرائيل تتفقان على إنهاء الصراع برعاية أمريكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفرا:«حماس» تحولت إلى «شرطى».. وقادتها "يبقوا مجانين" لو تخيلوا قدرتهم على مواجهة الجيش المصرى
سفير فلسطين فى القاهرة يتحدث ل«الوطن»: الحركة تخلت عن «خيار المقاومة العسكرية» منذ 2007
نشر في الوطن يوم 07 - 06 - 2013

قال سفير فلسطين لدى القاهرة مندوبها لدى جامعة الدول العربية، الدكتور بركات الفرا: إن حركة حماس تحولت من حركة مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلى إلى شرطى يحمى أمن إسرائيل، ويعتبر أعمال المقاومة ضدها خيانة.
وكشف «الفرا»، فى حوار مع «الوطن»، عن تفاصيل تحول «حماس» من المقاومة إلى طاولة المفاوضات، وأكد رفض السلطة الفلسطينية التدخل فى شئون مصر، وقال: «قادة (حماس) يبقوا مجانين لو تخيلوا قدرتهم على تحدى أو مواجهة الجيش المصرى، فيما يتعلق بأمن سيناء»، معتبرا حديث إسماعيل هنية عن «كامب ديفيد» تدخلا سافرا فى شأن مصر الداخلى، وأكد أن السلطات المصرية لم تقدم حتى اليوم أى طلب رسمى لفلسطين بشأن تعقب متورطين فى مذبحة جنود رفح.
* كيف ترى العلاقة المصرية - الفلسطينية بعد وصول الإخوان للحكم؟
- العلاقة المصرية - الفلسطينية علاقة قوية رسختها عوامل كثيرة جدا، منها: الجغرافيا والأهداف المشتركة والآمال، وهذا استغرق عقودا طويلة، وهناك دماء مصرية طاهرة سالت على أرض فلسطين، وعلى الرغم من تغير النظم الحاكمة، بدءا من ثورة يوليو إلى ثورة 25 يناير، فقد حرص الجميع على أن تظل هذه العلاقة قوية.
* وماذا عن العلاقات على المستوى الشعبى، خاصة فى ظل أحداث سياسية متوترة؟
- لم تتأثر هذه العلاقات على المستوى الشعبى؛ لأن هناك علاقات مصاهرة كبيرة من أيام محمد على باشا، وهذا أساس التواصل الشعبى المصرى - الفلسطينى.
* الشارع المصرى يتعامل مع فلسطين اليوم باعتبارها جبهتين: رسمية تمثلها السلطة الفلسطينية، وجبهة «حماس» باعتبارها تحاول التدخل فى شئون مصر..
- لدينا سياسة أرساها الرئيس محمود عباس أبومازن منذ أن بدأ الربيع العربى، وأعطانى تعليمات صريحة وواضحة بألا نتدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية، وعلى رأسها مصر، وإذا كان هناك فصيل ما له علاقة مميزة مع فصيل آخر فهو مسئول عن نفسه، ومن يطلق تصريحات تتعلق بهذا الأمر يتحمل مسئوليتها، وهذه التصريحات لا تمثل الشعب الفلسطينى؛ لأن الشعب يمثله فقط أبومازن، الرئيس المنتخب.
* لكن حركة فتح والسلطة الفلسطينية توارت عن المشهد السياسى ولم تعد قوة فاعلة فى ظل سطوة «حماس» على مقدرات سياسية تتعلق بالمفاوضات والوساطات المباشرة!
- هذا كلام غير صحيح، ويجب التمييز بين علاقة حركة حماس بتنظيم الإخوان، وعلاقة السلطة الفلسطينية كممثل للدولة الفلسطينية بالدولة المصرية، ما لا شك فيه أن علاقة «حماس» بالإخوان علاقة مميزة جدا؛ لأن الإخوان يعتبرون «حماس» جزءا لا يتجزأ من التنظيم، لكن على المستوى الرسمى للدولة، فمصر تعترف بأن الممثل الوحيد الشرعى للدولة الفلسطينية وللشعب الفلسطينى هو منظمة التحرير التى يترأسها أبومازن، و«حماس» فصيل من 14 فصيلا فلسطينيا؛ لهذا سيظل التعامل على المستوى الرسمى مع منظمة التحرير الفلسطينية فقط.
* تعتقد أن مثل هذا النوع من تصريحات قادة «حماس» يسبب حرجا للسلطة الفلسطينية والشعب الفلسطينى؟
- هذه التصريحات التى يدلون بها يعقبها رد فعل بالضرورة، وإذا كان رد الفعل سلبيا فبالطبع سيؤثر على صورة الشعب الفلسطينى، وبالتالى الأجدر أن نبتعد عن تصريحات تتعلق بالشأن الداخلى لأى دولة، خاصة الجوانب الأمنية، نحن نريد أن تظل علاقتنا مع مصر حكومة وشعبا لا تشوبها شائبة.
* ألا يعتبر صمتكم حيال تصريحات «حماس» ضعفا؟
- نحن لو لدينا كلمة خير سنقولها، لكننا ننأى بأنفسنا عن الدخول فى مثل هذه المهاترات، وإذا لزم التدخل فالتدخل لا يكون عبر وسائل الإعلام التى تُؤوّل الكلام وتنتقى ما تشاء، وعلى سبيل المثال فيما يتعلق بالشأن المصرى فنحن حريصون على أن تتعافى مصر بشكل سريع أمنيا واقتصاديا؛ لهذا لا يجب أن نزج بأنفسنا فى أى مهاترات من شأنها إضعاف الدولة المصرية، ونحن ضد أى تصريحات من شأنها التدخل فى الشأن المصرى، وأنا لم أدل بأى تصريح طوال السنوات الماضية حيال الأوضاع فى مصر.
* كيف استقبلت تصريحات إسماعيل هنية الأخيرة المتعلقة بضرورة تعديل مصر لاتفاقية كامب ديفيد؟
- أرى أن يُسأل فى ذلك إسماعيل هنية لماذا أدلى بهذه التصريحات من الأساس، وإسماعيل هنية لا يمثلنى، وهو مجرد كادر فى حركة حماس، ونحن كسلطة فلسطينية لسنا معنيين بأى تصريحات تصدر عن «حماس»؛ فنحن حريصون على أن يكون الشارع المصرى بكل أطيافه وفئاته معنا، ونبتعد عن أى تصريحات يمكن أن تخلق نوعا من البلبلة أو تعكر صفو العلاقات المصرية - الفلسطينية، ومن يملك شيئا مفيدا ليتحدث فيه بخصوص قضية مصرية، فعليه أن يلجأ للقنوات الشرعية الرسمية فى الدولة المصرية لكى يقول ما يريد، وليس عبر وسائل الإعلام.
* هل تخلت «حماس» عن معتقدها الرئيسى الذى قامت عليه، وهو مقاومة الاحتلال، لكى تصبح فصيلا سياسيا له أجنداته على الساحة؟
- الذى يقرأ الأحداث يتأكد من أن «حماس» بدأت تنحو منحى سياسيا تريد من خلاله الاعتراف بها سياسيا، وعندما توقع مؤخرا اتفاقا مع إسرائيل، اتفاق التهدئة الأخير، وتأتى فى هذا الاتفاق جملة صريحة وواضحة تقول: وقف العمليات العدائية من الطرفين، فأعتقد أن «حماس» عندما تقبل بهذه الفقرة على وجه التحديد فهى تعترف بأن أى أعمال من قطاع غزة تجاه إسرائيل هى أعمال عدائية، وبالتالى هذا يعنى أن المقاومة المسلحة التى كانت تتحدث عنها «حماس» قد توقفت تماما.
* هل هذا يعنى أن «حماس» أصبحت فصيلا يعمل لصالح إسرائيل؟
- «حماس» أوقفت كل مقاومتها العسكرية والمسلحة ضد إسرائيل منذ عام 2007، وعندما حدث العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة فى ديسمبر 2008 وأوائل يناير 2009 عقد أيضا اتفاق بين «حماس» وإسرائيل، وتطور الأمر إلى الاتفاق الأخير الذى وقعت عليه، وبالتالى الزعم بأن حركة حماس حركة مقاومة انتهى.
* ماذا عن باقى الحركات الجهادية الأخرى والفصائل المسلحة؟
- أعتقد أن «حماس» وفقا للاتفاق الأخير الذى وقعته مع إسرائيل أصبحت تلاحق هذه الجماعات الآن وتمنعها من مقاومة إسرائيل.
* لكن «حماس» كانت تتهم حركة فتح بالعمالة لإسرائيل وخيانة القضية الفلسطينية!
- فعلا، كانوا يتهموننا بأننا نحمى أمن إسرائيل، أصبحت «حماس» اليوم هى الشرطى الذى يحمى أمن إسرائيل بموجب الاتفاق الأخير، كتائب القسام موجودة على الحدود الآن لكى تمنع أى عمل ضد إسرائيل، وفى إحدى المرات صدرت منهم تصريحات صريحة يقولون فيها: «إن أى عمل ضد إسرائيل هو خيانة».
* هل أنتم ضد هذا التوجه؟
- إسرائيل تحاصر قطاع غزة برا وبحرا وجوا، واعتداءاتها لا تتوقف، وبالتالى يجب ألا نعطيها أى فرصة للنيل من القطاع أكثر من ذلك، فنحن مهما بلغت إمكاناتنا لا تتوازى مع القوات الإسرائيلية؛ لذلك فنحن لسنا ضد ما وصلت إليه «حماس»، لكن الفكرة أننا وصلنا إلى هذه النتيجة مبكرا.
* هل تعرف مَن مِن قيادات «حماس» كان يتولى الاتصالات السرية التى أفضت لهذا الاتفاق مع إسرائيل؟
- لا أعرف من هم تحديدا، لكن «حماس» كانت لديها اتصالات سرية مبكرة مع إسرائيل وأمريكا ودول الاتحاد الأوروبى، و«حماس» تسوق نفسها الآن على أنها مرادف جديد للسلام على استعداد للتفاوض مع الجانب الإسرائيلى.
* ما سبب هذا التحول؟
- ربما وصلوا لقناعات تتعلق بأنه إلى متى سيظلون فى هذه الدوامة التى تسبب لهم خسائر كثيرة، فضلا عن أن أهم مقومات هذا التحول هو أن «حماس» تريد أن تقفز إلى سدة الحكم، وهذا مطلب لا أحد ينكره، وتتصارع مع «فتح» على الحكم، فى حين أن «فتح» هى التى بدأت الكفاح المسلح الفلسطينى منذ عام 1965، و«حماس» ظهرت فقط مع انتفاضة الحجارة بنهاية عام 1987، نحن وصلنا لمرحلة أن نهاية المقاومة المسلحة هى الجلوس على طاولة مفاوضات، وبالتالى لا بد من التوصل إلى حل مُرضٍ للشعب الفلسطينى بدأ باتفاق أوسلو الشهير.
* هل تريد إيران من خلال دعم «حماس» التأثير على مصر؟
- مصر أقوى من قوة «حماس» أيا كان من يمولها، لا «حماس» ولا أكبر من «حماس» ممكن أن يوقع مصر فى أى فخ.
* لكن «حماس» لا تزال «تدغدغ» مشاعر المسلمين والعرب بمقولة «القدس لنا.. وعلى القدس رايحين بالملايين» فى حين تجلس على طاولة المفاوضات مع إسرائيل وتعقد معها معاهدات؟
- هذا صحيح، وفى النهاية هم وصلوا إلى ما وصلنا إليه بعد 25 سنة، ولنا فى ذلك دليل بالحرب التى حدثت عام 2008 فى محاولة لاسترجاع جندى إسرائيلى واحد هو جلعاد شاليط، فسياستهم لم تكن موفقة بالمرة وهم من دعموا الانقسام الفلسطينى.
* أشارت أصابع اتهام ل«حماس» بالأحداث التى شهدتها سيناء، فكيف ترى هذا الأمر؟
- لا أعتقد أن «حماس» تورطت فى حادث مقتل ال16 جنديا، وموضوعيا «حماس» لا مصلحة لها فى هذا الحادث أو غيره لأن لها علاقة وطيدة بالإخوان.
* جرى الحديث عن صفقة ما تدخلت فيها «حماس» لقلقلة الوضع الأمنى فى سيناء لصالح أمريكا وإعطاء شرعية لها لدخول سيناء حماية لأمن إسرائيل؟
- لا أملك معلومات محددة حول هذا الأمر، وأعتقد أن الجيش المصرى قادر تماما على حماية أمن سيناء ويملك علاقات قوية جدا مع القبائل الموجودة فى سيناء، ولن يكون لأحد أى كلمة فى سيناء سوى الجيش المصرى فقط.
* هل تقدمت مؤسسة الرئاسة المصرية رسميا للدولة الفلسطينية بأى طلب يتعلق بتعقب بعض المتورطين فى مذبحة رفح؟
- لا.. لم يحدث، لكن إذا حدث شىء من غزة تجاه مصر فنحن لسنا مسئولين عنه، لأن غزة أصبحت تخضع لإدارة «حماس» كليا وهى التى تدير أمور القطاع تماما.
* «حماس» تعتمد ملف الأنفاق كورقة ضغط رئيسية على الدولة المصرية، خاصة فيما يتعلق بتحركات الجيش فى سيناء؟
- نحن ضد هذه الأنفاق جملة وتفصيلا ونطالب بإغلاقها تماما، وبكل موضوعية احتياجات قطاع غزة يجب ألا تتوافر إلا من فوق الأرض وليس من تحت الأرض وهذه الأنفاق لا تخدم إلا احتياجات «حماس» وقاداتها.
* لكن «حماس» تتحدث عن هذه الأنفاق باعتبارها المنفذ الوحيد للقطاع فى ظل الحصار الإسرائيلى؟
- هذه الأنفاق تصب فى مصلحة المخطط الإسرائيلى الرامى لإلقاء غزة فى أحضان مصر، وإخلاء مسئوليته تماما عنها، لأنه بموجب القانون الدولى إسرائيل هى القوة القائمة على قطاع غزة وهى مسئولة عن توفير كل احتياجات القطاع، وهناك 6 معابر تربط القطاع بإسرائيل هى كارم، وإيريز، ونحال عوز، وصوفا، وموسيفين، ومعبر كرم أبوسالم، ومن المفترض أن تدخل كل احتياجات القطاع من هذه المعابر وليس سواها.
* القطاع لا يجد الغاز والكهرباء وباقى مستلزمات الحياة؟
- الكهرباء فى قطاع غزة مصدرها كالتالى 120 ميجاوات من إسرائيل، و80 ميجاوات الطاقة القصوى فى قطاع غزة و2 ميجاوات من مصر، البنزين، والغاز الطبيعى، والسولار والديزل من إسرائيل، إذن بالتالى على إسرائيل المسئولية كاملة فى احتياجات القطاع وإلا عليها أن تنسحب انسحابا كاملا من القطاع وترفع الحصار عنه حتى نتمكن من توفير احتياجاته من البحر، أما الحديث عن أن الأنفاق توفر احتياجات القطاع فهذه كذبة كبرى، فما يتم فى الأنفاق ما هو إلا «تجارة سوداء» لا يستفيد منها إلا التجار على الجانبين المصرى والفلسطينى وقد أثروا ثراء فاحشا على حساب أبناء غزة، وهذه الأنفاق تمثل خطورة كبرى لأنه من خلالها يمكن دخول أى شىء وكل شىء بما فى ذلك السلاح والمخدرات، كل شىء ممكن يمر عبر هذه الأنفاق، وبالتالى فنحن مصرون على إغلاقها تماما.
* مَن يملك قرار إغلاق الأنفاق، فكلما دك لهم الجيش أنفاقا فتحوا أنفاقا جديدة؟
- «حماس» تملك إدارة متخصصة للأنفاق ولا يمكن أن يحفر نفق دون علمهم أو تمر حقيبة صغيرة دون علمهم، هم لا يعترفون بالبدائل الشرعية من المعابر، و«حماس» تسيطر تماما على الجانب الفلسطينى لكنها غير مسيطرة على الجانب المصرى، وإن كانت تربطهم علاقات بهم لإتمام صفقاتهم التجارية، وسياسة الجيش المصرى فى هدم هذه الأنفاق سياسة صحيحة مليون بالمئة، لأن الأمن القومى المصرى هو أمن لفلسطين أيضاً.
* «حماس» تعتبر مطالبتكم بغلق الأنفاق مزيدا من تضييق الخناق على قطاع غزة؟
- لأنهم يريدون إعطاء المبرر الدائم لكى تظل هذه الأنفاق مفتوحة وتستمر تجارتهم السوداء بها، وفى ذات الوقت هم يساعدون إسرائيل فى التخلى عن مسئوليتها تجاه القطاع وأبنائه وإلقاء كل مشكلاته على مصر، وبالتالى ضرب القضية الفلسطينية فى مقتل، والحمساويون ليسوا حريصين على مصلحة شعب قطاع غزة، فالأنفاق دمرت قطاع غزة ودمرت الاقتصاد الفلسطينى لصالح فئة واحدة فقط.
* هل طلب منكم الجانب المصرى الضغط على «حماس» لإغلاق الأنفاق؟
- لا، فنحن من حيث المبدأ لا سلطة لنا على «حماس» وهم من يتولون القطاع بالكامل والعالم كله يعرف ذلك.
* هل تتوقع أن تحسم قضية الأنفاق بتدخل عسكرى مصرى إذا استمر تهديد الأمن القومى المصرى؟
- لا أتمنى ذلك بالتأكيد، وأتمنى أن تغلق الأنفاق بشكل سلمى، وإذا لم تغلق هذه الأنفاق طواعية فالجيش المصرى قادر على إغلاقها تماما وفى النهاية لا «حماس» ولا غير «حماس» تقدر على الجيش المصرى، والجيش أولى بحماية أمن بلده وهذا حقه تماما وليس أحد من شأنه أن يفرض عليه شيئا، ومن يفكر فى ذلك مجنون فقد عقله، فنحن نتكلم عن مصر وليس عن دولة صغيرة.
* إلى أى مدى شاركت «حماس» فى عملية اقتحام السجون أيام الثورة؟
- هناك قضاء مصرى عادل سيقول كلمته وستظهر الحقيقة وفقا للعدالة، والمتهم برىء حتى تثبت إدانته.
* هناك توجه لإعلان تشكيل جديد لحكومة الوحدة الوطنية خلفا لحكومة سلام فياض، مَن أبرز المرشحين لها؟
- حتى الآن، الرئيس أبومازن لم يصل إلى الاسم المرشح لتشكيل الحكومة الجديدة، ونأمل أن نصل إلى تشكيل حكومة توافق وطنى تمهيدا للانتخابات المقبلة.
* ظهرت مؤخرا تصريحات صادمة تتعلق بتبادل الأراضى بين الجانب الفلسطينى والجانب الإسرائيلى، فما حقيقتها؟
- هذا الموضوع كان مطروحا منذ أن كان إيهود أولمرت رئيسا لوزراء إسرائيل، وكنا نتفاوض على قضايا كثيرة مع الجانب الإسرائيلى، من بينها اتفاق الأمن والحدود واللاجئين والكتل الاستيطانية الكبيرة التى يجب أن تنضم إلى إسرائيل ولا تبقى فى الأراضى الفلسطينية، وكانت نقطة خلافية كبيرة، ولن تتم إلا فى إطار تسوية شاملة، بعد إقامة الدولة الفلسطينية وفقا لحدود 67 مع ضم قطاعى الضفة الغربية وغزة وعاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئين والأسرى والمعتقلين، لكن إسرائيل لا تريد سلاما ولا تريد دولة فلسطينية عاصمتها القدس، وتريد فقط شرعنة الاحتلال.
* ماذا عن القدس؟
- لا يمكن لكائن من كان أن يأخذ منا القدس أو المسجد الأقصى أو مقدساتنا الإسلامية أو المسيحية، القدس لنا ولن تكون لغيرنا، وإذا أراد الإسرائيليون أن يقيموا الهيكل، فليقيموه فى جهنم، وليس فى القدس، والشعب الفلسطينى يكظم غيظه حتى هذه اللحظة بكل الطرق لكن هذا لن يستمر طويلا.
* متى يمكن أن ينفجر الشعب الفلسطينى مجددا ضد إسرائيل؟
- فى أى لحظة دفاعا عن مقدساته، لأن إسرائيل تمارس ضغطا مخيفا على الضفة الغربية وقطاع غزة وحولت القطاعات إلى كنتونات عسكرية معزولة، والشعب يعامل من خلال البوابات للعبور للمناطق الأخرى مثل الحيوانات، ويكفى أن جدار الفصل العنصرى التهم أكثر من 15% من مساحة أراضى الضفة الغربية.
* إن كانت هذه هى المعاناة الحقيقية فكيف وقعت «حماس» على اتفاق مع إسرائيل بهذا الشكل، هل هى مخترقة من الموساد؟
- لا أقول ذلك ويسأل فى ذلك «حماس» وقياداتها، لماذا وقعوا مع إسرائيل؟ ولصالح من؟ ولأى أسباب وقعت؟ ولماذا وقعت؟ «حماس» فعلت ما فعلت منفردة.
* كلمة منفردة هنا، تعنى أن إسرائيل تعترف ب«حماس» كسلطة فلسطينية موازية؟
- فلتعترف إسرائيل بمن تريد، لكن «حماس» هى فى النهاية سلطة أمر واقع وليست سلطة شرعية جاءت بعد انقلاب عام 2007، وبالتالى تعامل إسرائيل معها هو تعامل مع أمر واقع، ومن مصلحة إسرائيل أن تكرس لحالة الانقسام الفلسطينى الفلسطينى، وهذا الانقسام الذى أحدثته «حماس»، لو أن إسرائيل أنفقت مليارات الدولارات لفشلت فى إحداثه.
* لماذا لم ينجح اللقاء الأخير الذى عقد فى القاهرة مؤخرا وجمع بين موسى أبومرزوق، عضو المكتب السياسى ل«حماس»، وعزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لفتح، برعاية مصرية؟
- نجح، لكن إن شاء الله تلتزم الأطراف بما ورد فيه خلال الثلاثة أشهر المقبلة، وأن تحل كل المشكلات العالقة لكى ننتقل فورا إلى تشكيل الحكومة الجديدة والانتخابات البرلمانية وأن تلتزم «حماس» والفصائل الأخرى لإنهاء الانقسام.
* تردد أن هناك حالة انقسام داخل حركة «حماس» وأن بعض قياداتها تدرس بجدية فكرة تأسيس حركة تصحيحية تنطلق من الداخل إلى الخارج للانفصال عن الحركة بعد التجديد لخالد مشعل كرئيس للمكتب السياسى للحركة؟
- ليس عندى معلومات مؤكدة، ولا توجد أى حركة دون خلافات داخلية، ونعم «حماس» بها خلافات داخلية لكن لا أعرف إلى أين وصلت؟
* كيف تصف علاقة إيران ب«حماس»؟
- لا تزال إيران هى الممول الرئيسى ل«حماس»، لأنها تعتبر «حماس» قوة موازية لحزب الله فى المنطقة، لصالح إيران وحدها وليس الشعب الفلسطينى، فإيران لا تمول أحدا لوجه الله تعالى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.