قال الدكتور حلمي شعراوي نائب رئيس مركز الدراسات العربية والإفريقية بجامعة القاهرة، إن "المظاهرات الشبابية التي تشهدها جامعة الخرطوم بالسودان، ربما تتطور إلى بقية أنحاء العاصمة والولايات، لأن نظام حكم الرئيس عمر البشير متشدد ويحكم بقبضة أمنية". وتستمر مظاهرات طلبة جامعة الخرطوم، لتدخل يومها السابع، في جمعة أطلق عليها" الكتَاحة" أو "العاصفة"، احتجاجًا على رفع الدعم عن المحروقات والإجراءات التقشفية الجديدة التي أطلقها الرئيس عمر البشير، وصعوبة الأوضاع الاقتصادية. ونتجت عن التظاهرات مواجهات بجامعة الخرطوم بين الطلاب والشرطة، استخدمت فيها قوات مكافحة الشغب القنابل المسيلة للدموع والهراوات لتفريق المتظاهرين. وأضاف شعراوي، في تصريحات ل"الوطن"، أن حكومة البشير "في مأزق تردي اقتصادي واجتماعي، بعد انفصال الجنوب، وندرة البترول، ما أدى إلى فوران طلابي داخل جامعة الخرطوم". وتابع شعرواي أن "الحركة الطلابية سبقت الأحزاب السياسية الكبيرة، نظرًا لأنها منظمة ولديها حرية في الحركة والتفكير بعيدًا عن الكيانات السياسية المكبلة". وفي رده على سؤال حول التظاهرات الطلابية وبداية ثورة شعبية في السودان على غرار ما حدث في دول الربيع العربي، أوضح الخبير في الشؤون الإفريقية، أن "السودان قامت به ثورة في العام 1964 والتي سميت ب (ثورة أكتوبر الكبرى)، على خلفية مقتل طالب شيوعي وقتها، وما تبعه من غضب طلابي تطور لشعبي عارم"، مشيرا إلى أن "التمرد السوداني الحاصل الآن له جذوره، ويحمل معالمه الخاصة". وقال "شعراوي "إن اللحظة الحرجة لم تأت بعد في مظاهرات الطلاب"، مستدركا "لكن إذا صار نظام البشير على غرار ما فعله الرئيس السابق حسني مبارك فإن الثورة قادمة في السودان، وإن صمد نظام البشير لبعض الوقت".