اعتبر خبراء أن إقدام الرئيس محمد مرسى على مناقشة قضية «سد النهضة» على الهواء مباشرة، سلوك غير مسئول و«غير مفهوم» من رجل لا يعى خطورة المسألة على الأمن القومى المصرى. قال اللواء طلعت مسلم، الخبير الأمنى، إن مرجعية «مرسى» الدينية وانتمائه لجماعة تستمد قوتها من مظاهر دينية، كانت السبب فى خروج الاجتماع الأخير بهذا الشكل، فبدلا من أن يكون الاجتماع بخبراء الأمن والقيادات العسكرية لبحث تطورات أزمة السد الإثيوبى، والرد على الداعين للتدخل العسكرى، خرج علينا باجتماع ضم القيادات الدينية والحزبية، وهو ما يطرح تساؤلا عن الجدوى من أخذ رأى الدين علنا فى مسألة تتعلق بالأمن القومى المصرى. وأضاف «مسلم»، ل«الوطن»: «كان من الأولى بالرئيس أن يعقد اجتماعا مغلقا مع القوى الوطنية لمناقشة ما أسفر عنه تقرير اللجنة الثلاثية بعيدا عن عدسات وسائل الإعلام حتى لا تكون معلومات الأمن المصرى عرضة للتناقل فى وسائل الإعلام والفضائيات، ولكن يبدو أن مرسى يحاول أن يرفع الوعى المصرى تجاه قضية سد النهضة، ولم يجد أمامه سوى هذه الطريقة خاصة أنه يبدو متخبطا ولا يستطيع اتخاذ أى قرار فى هذه القضية، لذا لم يجد أمامه سوى إشراك القوى الوطنية لتحميلها مسئولية اتخاذ أى قرار». وأشار «مسلم» إلى أن «الرئيس مرسى لا يملك صورة واضحة بشأن المشكلة، لذا لم يخرج علينا ببيان مفصل يذكر فيه أهم المعلومات عن الأمر كما فعل فى معظم خطاباته السابقة». من جانبه، قال اللواء زكريا حسين، الخبير الاستراتيجى: «يجب محاسبة الرئيس عن حديثه حول مشاكل تتعلق بالأمن القومى على الملأ بهذا الشكل، مما يعنى أن الرئيس لا يعى أبسط أساسيات الأمن وكيف تدار الأزمات الكبرى، وما أعرفه أن هذه الأزمات التى نمر بواحدة من أخطرها متمثلة فى حجب مياه النيل تحتاج لعقد اجتماع عاجل مع مجلس الأمن القومى ومجلس الدفاع الوطنى والمجلس الأعلى للقوات المسلحة والتى نص الدستور الإخوانى على تشكيلها ووضع الرئيس على رأسها كما نص على اجتماعها فى أوقات الأزمات وبدلا من الاجتماع بهذه المجالس أو تشكيل مجلس لإدارة الأزمة خرج علينا مرسى باجتماع مع رؤساء الأحزاب ورجال الدين فى موقف مشابه لما حدث فى حادث خطف الجنود، والذى أثار حالة من التعجب لدى جموع المصريين بعدما طالب مرسى بفتوى حول الحادث، وها هو يعيد الكره مرة أخرى». واعتبر «حسين» أن «اجتماع أمس مع القوى الوطنية هو مجرد جلسة إعلامية للدردشة أشبه بمجالس المصاطب، بعيدة كل البعد عن علم إدارة الأزمات، خاصة أن مرسى لم يدعُ أيا من خبراء الرى وراح يستمع لآراء بعض الشخصيات التى لا تملك أى دراسات أو معلومات عن القضية، وبالطبع انتهى الاجتماع دون أى توصيات».