من الدلتا إلى الصعيد «الجوانى» تنوعت الأرض والجفاف واحد، حيث تواجه الأراضى الزراعية بقرى قنا أزمة حادة فى مياه الرى، مع جفاف الترع والمصارف الفرعية لدى أكثر من 30 قرية على مستوى المحافظة، الأمر الذى يهدد بتلف محاصيل آلاف الأفدنة، فى الموسم الجديد. الأزمة حولت ماكينات مياه الرى لدى المزارعين إلى محطات رفع من الترع الرئيسية إلى المصارف الفرعية فور وصولها إليها بنسبة لا تتعدى 10% من حصتها، نتيجة انخفاض منسوبها وعدم دخولها فى تلك المصارف الفرعية، فى سبيل الحصول على قطرة مياه لرى ما يمكن ريه، «الوطن» رصدت القرى المهددة أراضيها بالبوار فى أبومناع بحرى وقبلى وغرب وشرق وفاو قبلى وبحرى والسمطا وأبودياب والعطيات بدشنا، وخزام وحجارة قبلى بقوص، والأشراف القبيلة والبحرية والشرقية ودندرة والطويرات والقوصة بمركز قنا، والعويضات الكلاحين بقفط، والهيشة والصياد وحمرا دوم وأبوحزام ونجع سعيد والقناوية بمركز نجع حمادى، والمراشدة بمركز الوقف والحاج سلام بفرشوط. «علاء الدكم» مزارع بقرية الصعايدة بدشنا، يقول إن أزمة مياه الرى اشتدت مع اقتراب فصل الصيف، خاصة أن الأراضى فى فصل الصيف تحتاج إلى رى أكثر من مرة، لافتاً إلى أن هذا يعرض المحاصيل للموت، موضحاً أن مياه الترعة لم تصل منذ بداية مايو الماضى، وأن هذا الوقت قادر على «قتل» كثير من الزراعات بسبب العطش. ويقول الحاج محمد على: «فى الأول كانت أزمة السولار طاحنة ولم يكن هناك أى ماكينات رى تعمل، أما الآن فالسولار متوفر ولا تتوفر المياه، ماذا نفعل مع الحكومة الفاشلة التى تختلق الأزمات وتعجز عن حلها؟». وفيما يتجه المزارعون فى مراكز دشنا وفرشوط ونجع حمادى إلى رى أراضيهم بالمياه الجوفية خوفاً من موت محاصيلهم. يضيف: بعض زراعاتنا لم تسقَ حتى الآن منذ ما يقرب من شهر وهذا يتسبب فى تلف محصول القصب الجديد. العمدة عبدالحكيم عبيد، عمدة الشيخ على شرق بدشنا يقول: «ذهبت بنفسى إلى مديرية الرى بقنا وتوجهت إلى المدير العام ووعدنى بوصول المياه فى أقرب وقت ممكن»، مشيراً إلى أن السبب فى نقص المياه هو انقطاع التيار الكهربى المتكرر على محطات الرفع، والأمر كله مجرد وقت ليس إلا وإن لم يفِ بوعده سوف أصعد الأمر إلى الجهات العليا ولن نترك المزارع وأرضه يموتون عطشاً». من جانبه، يقول اللواء مختار فكار، نقيب منتجى ومزارعى القصب بقنا: «إن ما تفعله الحكومة مع المزارعين ضمن مسلسل الإهانة الذى تمارسه معهم منذ عقود»، مشيراً إلى أن الوضع أصبح أسوأ بعد ثورة يناير، مطالباً مديرية الرى بتوفير مياه، وخاصة فى شهر يونيو، لأن الأرض فى هذا الوقت من كل عام تحتاج إلى مياه الرى لزراعة محصول القصب والذرة الشامية والرفيعة، وهى محاصيل لا تقل أهمية عن محصول القمح». ويؤكد أحمد محمد أبوالوفا، نقيب الفلاحين بقنا، جفاف مصارف تروى آلاف الأفدنة بسبب عدم وصول مياه الرى لها منذ شهر، مما ينذر بكارثة، ويقول: «أكثر من ثلاثين فرعا لترعة الكلابية الضخمة التى تمتد إلى مئات الكيلومترات جفت، مما ينذر بكارثة توقف زراعة المحاصيل الصيفية وبوار معظم الأراضى هذا الموسم». ويلفت إلى أن مزارعى قرى حجازة وخزام بقوص أكبر المتضررين بسبب عدم وجود مياه جوفية بديلة لمياه النيل لرى زراعاتهم. أخبار متعلقة: "الوطن" ترصد خريطة"شقوق الظمأ"في 5 محافظات الأرض "بور" .. والحكومة "معندهاش دم" أراضى استصلحها «ناصر» وقتلتها «النهضة» الشرقية..المزارعون: "بيوتنا هتتخرب" عطش يخنق الأرض .. وشقوق تتسع