تنظم المعارضة اليمينية الفرنسية المنقسمة، انتخابات تمهيدية في نهاية هذا الأسبوع لاختيار مرشحها إلى الانتخابات البلدية في 2014 في باريس، وسط أجواء متشنجة ناجمة عن خسارة نيكولا ساركوزي، في الانتخابات الرئاسية الأخيرة ومزايدات اليمين المتطرف. وبعد أكثر من سنة على هزيمة ساركوزي أمام الاشتراكي فرنسوا هولاند، ما زال حزبه الاتحاد من أجل حركة شعبية يبحث عن زعيم وعن خط سياسي، ويبدو عاجزا عن الاستفادة من التدني القياسي لشعبية الفريق الحاكم. وما زال ساركوزي متكتما حول نياته في العودة إلى معترك السياسة، حيث يتردد اسمه كثيرا في مسائل قضائية في الوقت الراهن، وقد وجهت إليه تهمة استغلال ضعف المليارديرة ليليان بيتنكور، التي استعان بها لتمويل حملته في 2007. وأعلن رئيس وزرائه السابق فرنسوا فيون، أنه سيترشح إلى الانتخابات الرئاسية في 2017، عبر الانتخابات التمهيدية في 2016 "مهما حصل". وفي مواجهته، يبدو رئيس الاتحاد من أجل حركة شعبية جان فرنسوا كوبيه، أبرز منافسيه ويدافع عن "يمين متحرر من العقد". وكادت المواجهة بين الرجلين أواخر 2012 للفوز برئاسة الاتحاد من أجل حركة شعبية، خلال انتخابات داخلية شابتها عمليات تزوير، أن تؤدي إلى انفجار أبرز أحزاب المعارضة. والاتحاد من أجل حركة شعبية، الذي أنشئ في 2002 لجمع كل عائلات اليمين الفرنسي (وسطيون مؤيدون لأوروبا وليبراليون وديغوليون موالون للدولة)، ما زال عاجزا عن تحديد توجه استراتيجي واضح وخصوصا حيال اليمين المتطرف. وفي الانتخابات البلدية في 2014، سيستبعد الحزب أي تحالف انتخابي مع الجبهة الوطنية، وهذا لم يمنع ناشطا من الاتحاد من أجل حركة شعبية من انتهاك التعليمات في شمال فرنسا، فعمد إلى تعليق عضويته. ومن جهتهم، تسبب نواب من الاتحاد من أجل حركة شعبية، في حدوث بلبلة لدى تظاهرهم إلى جانب مسؤولين من اليمين المتطرف، ضد القانون الذي يجيز زواج المثليين. وسيتاح للناخبين الباريسيين، سواء كانوا أعضاء في الاتحاد من أجل حركة شعبية أم لا، الاختيار بين الوزيرة السابقة ناتالي كوسيوسكو موريزي، الأوفر حظا، وجان- فرنسوا لوغاري ومستشار باريس بيار- إيف بورنازل والنائب الإقليمي فرانك مارغان، الذي يعارض زواج المثليين. ودعت حركة "كتلة المتمسكون بالهوية"، ومتشددو الاتحاد من أجل حركة شعبية، الناخبين إلى التصويت ضد كوسيوسكو-موريزي، لانها أمتنعت عن التصويت ضد زواج المثليين بدلا من أن تصوت ضده. وحذرت كوسيوسكو موريزي المسماة إن.كاي.أم مساء الخميس في بيان، من مخاطر حصول عمليات غش وتزوير في الانتخابات، وقالت إن عددا كبيرا من الأشخاص المسجلين على موقع الانتخابات التمهيدية، يواجهون مشكلة تقنية كبيرة على حواسيبهم التي سينتخبون عبرها. ومن جانبها، قالت المرشحة الاشتراكية آن هيدالغو إن انقسامات اليمين مفيدة حتى لو أنها اعتبرت أن "المشهد الذي يعطيه الاتحاد من أجل حركة شعبية اليوم في باريس في انتخاباته التمهيدية، ليس مشهدا جيدا للديموقراطية بمجملها".