حالة من الغضب العارم، انتابت أوساط الفنانين والمثقفين وراقصى الباليه بعد وصف فنهم بأنه «فن العراة» وذلك خلال اجتماع لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشورى، فنائب حزب النور السلفى، جمال حامد، طالب خلال جلسة أمس الأول بضرورة إلغاء «الباليه» بدعوى أنه ينشر الرذيلة والفحش بين الناس. الدكتورة نيفين الكيلانى، الأستاذة بالمعهد العالى للباليه، استقبلت طلب النائب السلفى بانزعاج شديد، وتساءلت: «ما رأى النائب فى نوادى القمار والملاهى الليلية ومحال الخمور وغيرها من المظاهر التى تجاهل النائب الحديث عنها فى مقابل هجومه على الفنون الراقية»، وأضافت: «ما يحدث من قبل التيار الدينى هو جزء من محاولة فرض توجهات بعينها على المثقفين لإجبارهم على الدخول فى قالب معين، ولكن هذا لن يحدث، ولا يمكن لأحد أن يفرض على الشعب المصرى ذوقاً أو ثقافة بعينها»، ووصفت نيفين ما يحدث ب«موجة انحدار وستمضى لحالها كما حدث كثيراً من قبل». نيللى كريم، ممثلة وصاحبة مدرسة لتعليم الباليه، وصفت ما يحدث بأنه جزء من مخطط لهدم الفن المصرى، والرجوع لعصور الظلام والتخلف، وقالت: «الباليه فن راقٍ ولا يمكن أن نقبل توصيفه بفن العراة، فهو علم يعتمد على 9 سنوات دراسة، ويستند إلى تاريخ طويل فى مصر التى شهدت أول أوبرا فى العالم العربى وأنشأت فرقة الباليه المصرية عام 1966 على يد خبراء روس وضمت عدداً كبيراً من الراقصين المصريين الذين أصبحوا من أمهر راقصى الباليه فى العالم كله، مثل ماجدة صالح وعبدالمنعم كامل ورضا شتا.. وغيرهم، وتساءلت: «كيف نلغى كل هذا التاريخ ونطالب بإلغاء فن راقٍ؟». عبدالله بدران، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب النور السلفى، قال إن كل ما ورد على لسان النائب جمال حامد، لا يعبر عن رأى حزب النور وإنما هو رأى شخصى، وأكد «بدران» أن الحزب لديه ملفات كثيرة أهم وأخطر من منع فرق الباليه فى الأوبرا، فهناك ملفات عن الخبز والمياه والكهرباء وهى ملفات تهم المواطن المصرى أكثر من اهتمامه بمنع فرق الباليه من الرقص على مسارح الأوبرا، وقال: «نحن لا نريد أن ننجرف إلى مثل هذه التصريحات التى لا تطعم المواطن ولا تفيده فى هذه الأيام التى تشهد أوضاعاً اقتصادية سيئة».