أكد الدكتور خالد فهمى، وزير البيئة، أن مهمة الوزير صعبة لأن عمله يتطلب الكفاءة واليقظة، وأنه يعمل تحت ضغط نفسى مستمر، وإذا نجح فى مهمته ينسب الفضل له ولفريقه، أما فى حالة فشله يتحمل المسئولية وحده، وطالب «فهمى» بأن يستمر الوزير «فترة معقولة» نستطيع أن نحاسبه بعدها، مؤكداً أن الفترة يجب ألا تكون «قصيرة قوى»، ولا «كبيرة قوى»، وأن فترة الثلاث سنوات جيدة لرؤية إنجاز على الأرض، وأضاف أن الدولة تقرر إجراء التعديل الوزارى فى حال «لو رأت خطأ جسيماً أو حياداً من الوزير عن الأهداف التى جرى تحديدها له»، وأشار إلى أن اتصالات الرئيس عبدالفتاح السيسى لم تنقطع بالوزراء منذ أن يتم تكليفهم بمهامهم، مؤكداً أن القيادة السياسية تدعم الحكومة ل«اقتحام عش الدبابير» وحل مشاكل البلد. «الوطن» التقت «فهمى»، بعد ساعات من تجديد الثقة فيه، ليحدثنا عن «حياة الوزير»، وماذا تحقق فى عهده بوزارة البيئة، وما الذى سيعمل على تحقيقه خلال المرحلة المقبلة. ■ ما قائمة أهدافك؟ وما تحقق منها حتى الآن؟ - حينما جئت للوزارة كانت أول وزارة فى عهد الرئيس السيسى، وكانت حكومة المهندس إبراهيم محلب، وأتذكر جيداً حلف اليمين، والاجتماع الذى جرى مع الرئيس حينها، وفوجئت حينها أن السيد الرئيس يشدد على حماية نهر النيل، و«يبص على وزير البيئة ويقوله وزارة البيئة»، وكانت تلك أول مرة فى حياتى أرى أن وزارة البيئة ينظر إليها لحماية نهر النيل، لأن «الوزارة ماكانش ليها دعوة بيه، ولكن وزارة الرى»، وحينها السيد الرئيس كلفنى بذلك، ثم جاء لى تليفون على مكتبى فى تمام الساعة السابعة والنصف صباحاً. ■ وما كان فحوى الاتصال؟ - رددت على التليفون، فقيل لى: «إحنا الرئاسة، وسيادة الرئيس هيكلمك»؛ ف«حيانى سيادته، وقال لى يا سيادة الوزير عملت إيه فى التكليفات اللى قلتلك عليها إمبارح؟»، وكانت تلك رسالة لى بأنه «مفيش وقت، وأنا هتابعك». ■ وهل اتصالاته لا تزال مستمرة مثلما كانت؟ - بالطبع لا تزال مستمرة. ■ وهل كانت للمتابعة بعد تسليم تقارير أيضاً؟ - سأقول لك شيئاً لن تصدقه، شاركت فى حملة على شركات تصب على نهر النيل، وحينما عدت إلى مكتبى، فى وقت دخولى، وجدت اتصالاً من الرئيس يقول لى: «موفق». ■ ولكنك كنت أبلغته بها من قبل؟ - لم أكن قد تقدمت بتقريرى عنها لأى مسئول بالدولة، ولم يكن التقرير قد كُتب من الأساس؛ فالرئيس أراد أن يقول لى بكلمة واحدة: «أنا متابعك»، حين قال لى: «موفق»، وهو ما يجعلك كوزير تشعر بضغط، واهتمام معنوى، وتجتهد أكثر فى عملك. ■ ولم يكن هذا الاهتمام موجوداً فى عهد محمد مرسى حين كنت وزيراً؟ - بالطبع لا، فأنا سعيد بالعمل رغم قسوة الظروف لأن هناك دعماً لك على عكس ما حدث فى الحكومات السابقة، ومن ثم فأنا سعيد أنه جرى تجديد الثقة فى، ليس للمنصب، ولكن لأننى مدعوم من القيادة السياسية، وأنه يوجد أمامى وقت إضافى لأقدم شيئاً لبلدى فى المجال الذى أفهم فيه. ■ وهل ما زالت اتصالات الرئيس مثلما كانت سابقاً؟ - الاتصالات موجودة، ولكن أصبحت هناك مقابلات أكثر لمناقشة الموضوعات، والملفات الموكلة إلىَّ، وبالإضافة للاجتماعات الرسمية فى الرئاسة أو غيرها، كان لى الشرف أن أسافر مع الرئيس على طائرته الرئاسية 6 رحلات، منها 3 لأمريكا، وتجد الرئيس حينما يصعد إلى الطائرة «بيجيبنا كوزراء واحد واحد.. وتقعد ساعة أو ساعة ونص فى حوار مفتوح.. تأخذ منه توجهاً.. وتعرض المشاكل التى تواجهك فى عملك، والقرارات». ■ وماذا يحدث بعدها؟ - حينما تعود لمكتبك سواء أنا أو زملائى الوزراء تجد خطاباً مقبلاً من الرئاسة بتكليفات واضحة بفحوى ما تحدثت به مع الرئيس. ■ وما الاختلاف بين المكالمة الهاتفية من الرئيس واللقاء وجهاً لوجه؟ - فى التليفون تجد هناك «رسائل»، أما وجهاً لوجه فتجد هناك «نقاشاً». ■ ويحاسبك بالطبع عما كلفك به من قبل؟ - بالطبع، وأنا عن نفسى منذ صغرى معتاد على أن التكليف يعقبه محاسبة، سواء منذ أن كنت «ضابط شرطة»، وتلك الفترة لم تأخذ وقتاً طويلاً فى حياتى سوى نحو عامين، أو فى الجامعة أو وقت سفرى لألمانيا؛ لأتعلم أنى «قائد لكن القيادة الأعلى تحاسبنى»؛ فبالتأكيد هناك حساب، ولكن هناك «خلق العمل»، ونحن بالفعل تعلمنا كثيراً من الرئيس السيسى كوزراء. ■ مثل ماذا؟ - أولاً حين تجد قائدك يعرف تفاصيلك جيداً، دون حتى أن تبلغه عنها، وتجد أسئلة دقيقة، وفنية، ثم يتفانى بعمله، و«إزاى شايل الحمل»، وليس من الضرورى أن «نجلس فى فصل لنتعلم»، ولكن أى احتكاك يولد معرفة ودروساً يجب أن تستفيد بها، ومثلاً كل دقيقة تجلسها فى مجلس الوزراء تجد معلومة مهمة من زميلك، وأنا معروف من صغرى أنى لا أرحل من عملى قبل أن أنجز عملى، لكنى والله لم أعمل طوال عملى بتلك الكثافة تحت هذا الضغط النفسى؛ فالفترة بها عمل مضنٍ، وتحت ضغط نفسى، وهو مقياس مدى عملك، وكفاءتك؛ فتقييم القيادة أن تعمل تحت ضغط سواء وقت أو خلافه. ■ مثل ماذا؟ - أنك يجب أن تتابع كل شىء، و«الناس فاكرة إن الوزير بيقول ثم ينفذ»، ولكن الأنظمة الإدارية لدينا لا تعمل بالسرعة التى تحتاجها الفترة الزمنية التى نعيشها، لأنهم لم يدربوا ولا يأهلوا على ذلك، لأننا لم نستثمر فى التدريب «صح»، وحينما دربناهم كان «تدريب لمجرد التدريب»، وليس لأنهم يحتاجون، بالإضافة لدورات مستندية طويلة لا تجعلنا نصل للهدف بسرعة، والقوانين غامضة، ويمكن أن تُفسر «كده أو كده»، أو بأكثر من معنى بشكل دقيق، ولا يوجد حماية للموظف العام؛ فحين أريد أن آخذ قراراً يجب أن يكون جريئاً.