بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الجفاف والتصحر الموافق 17 يونيو من كل عام، أقيمت ندوة في ساقية الصاوي، حاضر فيها كل من دكتور سامر المفتي الخبير البيئي ورئيس مركز بحوث الصحراء السابق، والخبير البيئي د. مصطفى صبري الحكيم مستشار وزير البيئة الأسبق. أوضح دكتور المفتي أن 86% من مساحة مصر شديدة القحولة، وهذا انفراد للمناخ المصري فهي الأولي عالميا من حيث نسبة التصحر، ويجب وضع برامج مكافحة التصحر في حسبان أي رئيس لمصر، وأي مسؤول لا يضع في حسبانه مناخ مصر الصحراوي ذي الطبيعة الخاصة "يبقى بيهرج"، والنتيجة كما نراها برامج تعمير الصحراء التي لم تكتمل أو أثبتت فشلها. يعرف الفلاح المصري ثقافة الوادي وطريقة الزراعة فيه مختلفة تماما عن الزراعة في الصحراء، من حيث المحاصيل وطريقة التعامل مع التربة وكثير من الأمور. وأضاف أن وادي النيل عبارة عن جرح في وجه الصحراء، ونهر النيل الذي أحيا الوادي هو افقر الأنهار بالموارد المائية، فهو هدية سماوية أعطاها لنا الله ورفضنا عطيته ببناء السد العالي، الذي حجب كل الخير والطمي، والجريمة التي لا تغتفر هي البناء على الأرض الزراعية، وأي رئيس يقول غير هذا الكلام يرتكب جرما عظيما. وأشار الخبير البيئي إلى أن جزءا كبيرا من سبب مشكلة التصحر من صنع الإنسان وممارساته الخاطئة. أما د. مصطفى صبري الحكيم فأكد أن مشروع مقاومة التصحر مرتبط بليبيا والسودان ويجب التعاون الإقليمي، والعقبة الأساسية هي التمويل لذا يجب أن يدخل بند مكافحة التصحر ضمن ميزانية الدولة. وشرح صبري الحكيم أن لفظ تصحر يعني تدهور الأرض الزراعية، ما قد يؤدي إلى عقمها، فهذه التربة تكونت عبر آلاف السنين، وهي لن تعوض وأي كلام عن هدم بناء خرساني تم تشيده على تربة زراعية يعد كلاما غير معقول فالأرض بعدها لن تعود كما كانت أبدا.