تحت عنوان «الولاياتالمتحدة تضغط على العسكر لنقل السلطة» كتبت مجلة دير شبيجل الألمانية أن الحكومة الأمريكية لم تتحرك إلا بعد أن استولى المجلس العسكرى على السلطة لنفسه، فهى الآن تهدد مصر بفقدان المليارات من أموال المساعدات، وتصر على أن يترك الجنرالات السلطة الدستورية، بعد أن شعرت بالقلق الشديد من الخطوات التى اتخذها المجلس مؤخرا لتوسيع صلاحياته، وطالبت واشنطن الجنرالات بالوفاء بوعودهم، والتخلى عن السلطة إلى برلمان منتخب ديمقراطيا أو أن يفقدوا المعونة العسكرية والاقتصادية. وأضافت الصحيفة أن الإعلان الدستورى الذى أصدره المجلس مؤخرا يحد من سلطة الرئيس المنتخب، وفى الوقت نفسه نقل الجنرالات صلاحيات البرلمان الذى تم حله قبيل جولة الإعادة لأنفسهم ليضمنوا السيطرة الكاملة على البلاد. وعلقت الصحيفة على الموقف عقب جولة الإعادة بالقول إن «المفارقة المثيرة هى أن كلا المرشحين يدعى أنه الفائز فى انتخابات لم تعلن نتيجتها بعد، وبغض النظر عن الفارق الضئيل الذى قد يرجح كفة أحد المرشحين محمد مرسى وأحمد شفيق عن الآخر، فإن المجلس العسكرى قد اقتنص لنفسه مقعدا أعلى من الرئيس من خلال سلسلة إجراءات متتابعة وسريعة. أما صحيفة تاجيس تسايتونج فقد اختارت زاوية خاصة عن أهم التحديات التى ستواجه مرسى، فقالت إنه «سيكون أول رئيس مدنى منتخب بحرية فى مصر بعد 62 عاما من الدكتاتورية العسكرية، وسيكون أول رئيس إخوانى فى تاريخ مصر والعالم العربى، وهو ما يثير شعورا بالفخر لدى الإسلاميين بالطبع، لكنه يسعد الآخرين أيضا (فقد أصبحوا ديمقراطيين مثل الغرب) كما يقول أحدهم». وأضافت الصحيفة «لكن الأمور ليست بسيطة تماما، فمستقبل مرسى فى منصب الرئاسة لن يكون ورديا، فإذا تعاون مع العسكريين لن تكون هناك مشكلة حقيقية، أما إذا لم يتعاون معهم، فستقف ضده جميع مؤسسات الدولة ووزارة الداخلية فى المقام الأول، فى الوقت الذى ستكون أولى أولوياته إعادة النظام والأمن، بالإضافة إلى فرص العمل، وإلا سيواجه بسرعة غضب المصريين وسيخروجون من جديد للاحتجاج ضده فى الشوارع.. معضلة مرسى أن مفتاح جهاز الدولة فى يد المؤسسة العسكرية، ولكى يمتلكه لا بد أن يقبل شروط الجنرالات».