1150 قرية تعيش تحت خط الفقر تنتظر الرئيس القادم لانتشالها من الفقر المدقع وتحسين أحوالها المعيشية، خاصة بعد فشل الخطة الخمسية (2007-2012) للحد من تزايد معدلات الفقر بعد الأزمة المالية العالمية عام 2009 ثم أحداث ثورة يناير. وحسب تقارير التنمية البشرية، توزعت القرى الأكثر فقراً فى 9 محافظات هى «المنيا - سوهاج - أسيوط - قنا - الشرقية - البحيرة - حلوان - بنى سويف - أسوان) حيث يبلغ عدد سكان هذه المحافظات 11.8 مليون نسمة تضم أكثر من 1.1 مليون أسرة فقيرة تعيش فى هذه القرى بواقع 5.3 مليون فقير يمثلون 45% من سكان هذه القرى، كما يتركز 75% من الفقراء فى ثلاث محافظات هى «المنياوسوهاجوأسيوط». فى تلك المنطقة الشعبية، وبين الحوائط الأسمنتية، وتحت الأسقف الخشبية، يعيش عم «ربيع» هو وأسرته المكونة من 5 أفراد. يضحك ربيع ساخراً عندما يسمع هذه الأرقام «بيقول لك الفقر فى المحافظات..دى القاهرة أم الفقر وأبوه، هجّينا من بلادنا وقُلنا الخير فى مصر، جينا لقيناهم الهمّ بالكوم واللقمة بطلوع الضرس».. قالها ربيع غير مكترث بتقارير التنمية البشرية، يشير إلى كشكه الصغير الذى يؤويه وزوجته وأبناءه الثلاثة فى منطقة أبوالسعود التى حاصرتها الأنقاض من كل اتجاه. لم يجد ربيع سوى هذه المنطقة، التى كانت مراحيض عامة، حطمتها الحكومة بعد ثورة يوليو وأنشأت مكانها أكشاكاً لسكن الفقراء، وهو منهم، سكن «ربيع» أحد هذه الأكشاك، وعمل فى مدابغ الجلود التى تحيط بالمنطقة، يحوى الكشك، غرفة واحدة وحماماً مشتركاً، ترك الجلود وعمل فى الروبابيكيا، تعرف زوجته كيف تدبر نفسها ب5 جنيهات كل يومين، فهذا دخله الذى لا يزيد فى أحسن الأحوال على 20 جنيهاً فى الأسبوع. لا يخشى ربيع وأبناؤه على حياتهم «إحنا ميتين ميتين.. لو ماكنش من الجوع، يبقى من قرص التعابين، كل يوم أقوم من النوم ألاقى تعبان بينى وبين عيالى ألحق أموّته.. عشان كده علّمت ولادى مايخافوش من التعابين ويتعاملوا معاها إزاى»؟ حال ربيع لم ترصده المعايير العالمية، فمن يعيشون تحت خط الفقر هم الذين لا يتجاوز دخلهم اليومى «دولاراً أمريكياً» أى ما يعادل 6 جنيهات يومياً، وحسب د.نبيل فؤاد، أستاذ العلوم الاستراتيجية، فإن 40% من المصريين يعيشون تحت خط الفقر ولا يزيد دخلهم اليومى على دولار، أى ما يعادل 6 جنيهات فقط فى اليوم، ويجب على الرئيس القادم الاهتمام بهذه الشريحة الكبيرة من المجتمع من خلال تطبيق خطة تنمية ومكافحة الفساد والاهتمام بتنظيم سوق العمل وحسن استغلال الزيادة السكانية وتوظيفها بما يحقق أهداف الخطة. ودعا فؤاد الرئيس القادم لتخفيف عبء الفقر من خلال التنمية المتكاملة وتمكين الفقراء والفئات الأشد احتياجاً من المزايا الاجتماعية والإسهام فى تنميتهم اقتصادياً واجتماعياً إلى جانب النهوض بمستوى معيشتهم وتوجيه الموارد العامة نحو فئات اجتماعية فقيرة. ويعد فشل الحكومات السابقة فى توزيع الدعم الاجتماعى بشكل عادل أحد أسباب زيادة معدلات الفقر فى مصر حتى ذهب معظم الدعم إلى غير الفقراء، بالإضافة إلى تراجع كفاءة الإنفاق العام والاستثمارات العامة.