سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو| على طريقة "الريان".. نصاب المرج يجمع 46 مليون جنيها باسم الدين الأهالي: استغل الدين وحفظه للقرآن في النصب على أكثر من 16 شخصا من أغنياء المرج
ارتدى عباءة الدين وارتاد المساجد بحثًا عن ضحاياه من أبناء أكبر عائلات المرج. ورغم جهله وعدم استكماله التعليم، إلا إن الشيخ (م. ص) أو "ريان المرج" البالغ من العمر 26 عامًا، اتخذ طريقه في عالم النصب للإيقاع بضحاياه عن طريق الدين، فعمل جاهدًا على حفظ القرآن ومعرفة تعاليمه على يد واحدة من أكبر عائلات المرج تضم نخبة من علماء الشريعة، هي عائلة "حلمي"، ليتكلم ويمشي بين الناس باسم الدين حتى استطاع أن يكسب ثقتهم، فأوهمهم بتوظيف أموالهم في مجال تجارة الطيور الحية، ليختفي فجأة وبحوزته 46 مليون جنيهًا. ترجع بداية (م.ص) عياد إلى عام 2006، عندما زار محمد حلمي أستاذ الشريعة والقانون، الذي ينتمي لأكبر عائلات المرج، ليتودد إليه ويطلب منه تعليمه القرآن وأحكامه. ولسماحة ونبل عائلة "حلمي"، لم يرفض طلبه وأدخله إلى منزله وعامله كأحد أبنائه، وعلمه وحفظه القرآن بالكامل، ولم يكن يعلم حينها أنه سيستغل هذا في النصب، وأن أبناءه سيكونون أول ضحاياه. وقال حلمي، نجل الدكتور محمد حلمي: "كان عياد يأتي لوالدي ويقترض منه مالًا، وكان صادقًا ويعيدها في موعده، وكرر ذلك عدة مرات حتى توفي والدي، فكان يأتي إليَّ بعدها ليقترض مني، وبعد أن أقرضته، سألته ماذا يفعل بهذه الأموال، فقال إنه يوظفها في التجارة، فرفضت أن أقرضه، فعرض عليَّ أن يوظف هذه الأموال بدلا من اقتراضها ويقاسمني الأرباح، وبدأ الأمر بمبالغ بسيطة لا تتجاوز 30 ألف جنيهًا لتوظيفها في مجال تجارة الطيور الحية". وأكد حلمي ل"الوطن" أن "عياد" استمر لمدة عامين يوظف أمواله وأموال أشقائه، وكان ملتزمًا بتسديد الأرباح في موعدها، حتى اختفى في 20 يونيو 2012 الماضي، ليفاجأ باتصالات من شخصيات معروفة تسأله عنه، وعندها "علمت أنه لم يكن يأخذ المال مني وإخوتي فقط". واجتمع كل من كان "عياد" يعمل معهم بمكتب حلمي، وفوجئوا بأنه جمع منهم ما يقرب من 46 مليون جنيهًا. وتابع حلمي: "اختفى بجميع الأموال التي حصل عليها من الناس، بعد أن أوهم كل واحد منهم أنه يتعامل معه فقط. كان يستغل كل واحد على حدة، ونصب عليَّ أنا وإخوتي في 13 مليونا و500 ألف جنيهًا". وأضاف: "توصلنا حتى الآن إلى أنه جمع 46 مليونًا، لكن بعض من تم النصب عليهم لا يريدون إعلان ذلك"، مؤكدا أن "عياد استغل الدين وبدأ يحدث الناس به، كما استغل تعامله مع أكثر من 16 شخصا معروفا يثق فيهم جميع أهالي المرج". وقال حسين محمد إبراهيم، أحد الضحايا: "وثقت به لاستعداده للإمامة في المسجد ولأنه من عائلة معروفة في المرج"، موضحا أنه "كان يعمل مشكلة مع الناس لو لم يكن إماما للصلاة، وأهله كانوا يتفاخرون بحفظه للقرآن". وأضيف: "عرفته لأول مرة في رمضان الماضي، حيث كان يصلي بنا إمامًا، وقال لي إنه يعمل في تجارة الطيور الحية واستيراد الدواجن المجمدة من الخارج، وفي البداية استثمرت معه 50 ألفًا، وكان يلتزم بسداد الأموال بأرباحها في موعدها المحدد، ونظرًا لأنه معروف وكل صحبته من أهل الدين، زادت ثقتي فيه حتى نصب عليَّ في مليوني جنيه". وأكد خالد أحمد، أحد الضحايا، أنه تعرف على النصاب عن طريق التزامه وحسن خلقه وحفظه للقرآن وتقربه من الشباب وحبهم له، وكان دائما يشارك الناس في فرحهم وحزنهم، مضيفًا: "علمت بالصدفة أنه يوظف الأموال في تجارة الطيور الحية، وعرض عليَّ أن أستثمر نقودي معه، لكني رفضت، ثم قبلت بعد أن علمت أن عائلات وشباب أهل ثقة يتعاملون معه"، لأنه "راجل حافظ القرآن كله وبتاع خير، أو هذا هو ما كان ظاهرا للناس، حتى ظهر على حقيقته ونصب عليَّ في مبلغ مليون ومائتي ألف جنيه". وأشار محمد محفوظ، أحد الضحايا، إلى أنه تعرف على "عياد" في المسجد أيضا و"أصبحنا أصدقاء، ونظرًا لفصاحته ولباقته وحديثه الدائم باسم الدين، وثقت به وضحك عليَّ في 850 ألف جنيهًا". وأضاف أنه حرر محضرا ضده، وقضت المحكمة بحبسه غيابيا لمدة ثلاث سنوات برقم 11466 لسنة 2012. واستطرد: "بدأت رحلة البحث عن النصاب"، مشيرا إلى أنهم بعد بحث مضنٍ عثروا عليه مختبئا في مركز دير مواس بمحافظة المنيا، حيث وعدهم بإعادة الأموال في مواعيد محددة، لكنه اختفى مرة أخرى، وعثروا عليه ثانية مختبئا بفيلا في عزبة النخل، وتم تقديمه لقسم شرطة المرج لتنفيذ الحكم بالسجن الغيابي، حيث قررت نيابة المرج حبسه 15 يومًا على ذمة التحقيقات. وقال محفوظ إن أشهر العائلات التي نصب عليها "الشيخ محمد" هي "محفوظ" و"عويس" و"حلمي" و"فرحات" و"حشيش" و"الحمايدة" و"صوان"، وكان أشهر ضحاياه كمال عويس الذي حصل منه على مبلغ ثلاثة ملايين جنيه، وحسن عويس سبعة ملايين و300 ألف جنيه، ورجب عويس ثلاثة ملايين ونصف، ومجدي الصعيدي 800 ألف جنيه، وأمين محفوظ ثلاثة ملايين ونصف، وإيهاب محفوظ 600 ألف جنيه، وإسلام حشيش مليوني جنيه، ومحمد شافعي ثلاثة ملايين، وحسن محمد إبراهيم مليوني جنيه، وحصل منه شخصيا على 800 ألف جنيه.