التاريخ المصري لا يعرف معنى انتخابات الرئاسة فعليا، ربما عرفها التاريخ الحديث مرة واحدة بصورة شكلية، وبصورة مسرحية هزلية في 2005، لكنه جربها أخيرا بشكلها الأقرب للواقعية خلال الأيام القليلة الماضية، وأقبل عليها بغض النظر عن توجهات الناخبين ورغبتهم في فوز مرشح دون آخر. فيما تُجرى خلال أشهر قليلة، تحديدًا في السادس من نوفمبر القادم، انتخابات الرئاسة الأمريكية رقم 57، ذات التاريخ الطويل والمخضرم، حيث تُجرى كل أربع سنوات. التاريخ الطويل لانتخابات الرئاسة الأمريكية، ساعد في ظهور مجموعة من الأفلام الهوليودية التي تناولت أحداث الانتخابات الأمريكية، إما عن وقائع حقيقية أو عن قصص خيالية، ربما تكون من داخل كواليس الانتخابات، أو من وجهة نظر الناخبين، من أبرزها الفيلم الأمريكي Wag the dog الذي يحكي عن تلاعب طبيب الرئيس ومنتج سينمائي بالناخبين الأمريكيين، عن طريق اختلاق حرب مفبركة للتغطية على فضيحة جنسية للرئيس الأمريكي وقع فيها قبيل أيام من الانتخابات الرئاسية، الفيلم من إنتاج 1997 من بطولة روبرت دي نيرو وداستن هوفمان، وأتى في أعقاب فضيحة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون المعروفة بفضيحة مونيكا. وحول الفكرة نفسها، مع اختلاف المعالجة يدور فيلم Primary Colors الذي تم إنتاجه في 1998 من بطولة النجم جون ترافولتا، حيث يؤدي دور مرشح رئاسي يخوض المعركة الانتخابية محملا بفضيحة جنسية، وقد أظهره المكياج قريب الشبه من الرئيس الأمريكي بيل كلينتون. وفي إطار بعيد عن المطبخ السياسي للانتخابات، قدّم كيفين كوستنر فيلم Swing Vote الذي يحكي قصة ناخب توقف تحديد الرئيس القادم على صوته بعد انقطاع التيار الكهربي أثناء التصويت، الفيلم يدور في إطار كوميدي مُظهرًا محاولات المرشحين لاستمالة الناخب إلى صفه، وهو من إنتاج 2008. أما في السينما المصرية، فقد أدى غياب عملية الانتخابات الديمقراطية بين أكثر من مرشح عن الواقع السياسي، إلى اختفاء الأفلام التي تناقش هذه الفكرة سينمائيا، ولم تظهر إلا في فيلم "ظاظا" الذي تم إنتاجه في 2006 ولعب بطولته النجم هاني رمزي، بعد إجراء أول انتخابات رئاسية في مصر عام 2005، بينما تناولت كثير من الأفلام المصرية كواليس انتخابات البرلمان أكثر من مرة، يُذكر منها فيلم "بخيت وعديلة – الجردل والكنكة" وفيلم "طيور الظلام" وفيلم "عمارة يعقوبيان" المأخوذ عن رواية بنفس الإسم للأديب علاء الأسواني.