لطالما كانت العلاقة بين هوليوود وواشنطن متوترة ويشوبها التشكك من الجانبين، إلا أنهما علي الرغم من ذلك مرتبطان ارتباطاً وثيقاً. فقد تم إنتاج الكثير من الأفلام عن السياسة كما عادةً ما استغل السياسيون والديمقراطيون على وجه الخصوص هوليوود لأغراضهم الخاصة. وتتضح طبيعه تلك العلاقة في الانتخابات ،عندما يسعى المعسكران الديمقراطي والجمهوري إلي التأثير في الناخبين. ويعد فيلم "دابليو ""w" الذي بدأ عرضه أسبوعين قبل الانتخابات الأحدث في سلسلة الأفلام عن الانتخابات والسياسة الأمريكية. وهو من إخراج أوليفر ستون عن حياة الرئيس بوش. وعلي الرغم من تأكيد ستون أن الفيلم يقدم صورة عادله ومتوازنه لبوش إلا أنه يقر بأن الفيلم يتضمن أشياء تمثل صدمه للأمريكيين .كما يتوقع ألا يوافق بوش علي هذا الفيلم الذي يحاول فهم بوش الجيد السيء. ويقدم الفيلم بوش كشخص لم تكن حياته مستقره حتي سن الأربعين عندما جمع شتات حياته معاً وأصبح رئيساً .ويثير الفيام تساؤلات بشأن ما إذا كان بوش يريد أن يصبح رئيساً ؟و هل كان يجب أن يتولي ذلك المنصب؟ وهل كانت الولاياتالمتحدة ستكون في وضع أفضل إذا لم يصبح رئيساً؟ ومثال آخر علي تلك الأفلام ،فيلم "فهرنهايت 9/11 ""fahrenhit 9/11" للمخرج مايكل مور في عام 2004.هاجم ذلك الفيلم بوش بشده بسبب غزو العراق في محاوله لمنع ترشحه مرة آخري في انتخابات عام 2004.وعلي الرغم من صدور الفيلم قبل الانتخابات ببضعه أسابيع واثارة مشاعر الناخبين ضد بوش، إلا أنه لم يحل دون توليه الرئاسه لفتره ثانيه. ليس هناك فيلم "فهرنهايت "هذا العام ،ولكن مور رفض الجلوس دون الاسهام بشئ في حمله الانتخابات الحاليه.فقد أصدر فيلماً تسجيلياً مدته 97 دقيقه بعنوان "صحوه الكسول ""slacker uprising"عن جوله مور في الجامعات الأمريكيه لحث الطلاب علي التصويت لجون كيري .والفيلم ليس معروضاً في دور السينما ومن يريد مشاهدته يستطيع تحميله علي الانترنت بدون مقابل.ومن الواضح أن مور ،الذي دفع نصف ميزانيه الفيلم البالغه 2 مليون دولار،يسعي لاعطاء دفعه لأوباما. وبجانب فيلم مور طرح أيضاً هذا الخريف الفيلم الكوميدي "الترتيله الأمريكيه""an american carol"للمخرج والكاتب ديفيد زوكر .يجسد الفيلم شخصيه صانع أفلام تسجيليه مغمور يقود حمله لالغاء يوم الرابع من يوليو (عيد الاستقلال).يقول زوكر إنه يعارض الجمهوريين وسيصوت لمكاين .كما قال إنه يساند بوش فعلي الرغم من كل أخطائه إلا أنه لم تقع عمليات ارهابيه آخري ،فمهمه الرئيس صعبه للغايه. وطرح هذا العام فيلم ريدلي سكوت "مجموعه أكاذيب""body of lies"الذي يتناول خداع وخيانه وسلوك المخابرات المركزيه تجاه الانسانيه أثناء عملياتها في الشرق الأوسط. وكان فيلم "اعاده عد الأصوات"" recount"قد حاز علي اعجاب الكثيرين لتناوله الفتره بعد انتخابات 2000 .وعلي الرغم من أن الفيلم أثار غضب الديمقراطيين بسبب القائه اللوم على جور لسماحه لبوش بسرقه الانتخابات منه، إلا أنه ساعد في تأييد نظرية أن الجمهوريين سرقوا شيئاً مما يعزز مقوله "وضع الحد للفساد الجمهوري". ولا يعتمد الأمر فقط علي الأفلام التي صدرت في سنوات الانتخابات ،فهناك أفلام مثل "سيريانا"(2005) الذي أثار الأمريكيين ضد بوش والجمهوريين وسياساتهم الخارجيه .وهناك سلسله من الأفلام التي هاجمت الحرب علي العراق "التسليم""rendition"،"أسود وحملان""lions for lamb""حجب""redacted".وعلي الرغم من عدم تحقيق تلك الأفلام نجاحاً كبيراً في السينما إلا أن تأثيرها مجتمعه جعل انتخابات الكونجرس لعام 2006 في صالح الديمقراطيين. وكان قد صدر فيلم "صوت حائر""swing vote "في الشهر الماضي .وهو فيلم محايد لا يهدف إلي مسانده حزب علي حساب الآخر بل يعكس العمليه الانتخابيه ذاتها وحمي الانتخابات التي تجتاح الولاياتالمتحده .ويريد الفيلم من جانب توصيل رساله أن التصويت في الانتخابات أفضل من اللامبالاه كما يوضح علي الجانب الآخر أن السياسه لعبه جوفاء. وهذا الفيلم حلقه في سلسه الأفلام التي تناولت الانتخابات مثل"الألوان الأساسيه" "primary colours" عام 1998 و"رجل العام"2006"man of the year" و"أولي""primary"،الفيلم الذي جعل المشاهدين يعايشوا الأنشطه اليوميه للمرشحين أثناء الحمله الانتخابيه بصوره غير مسبوقه. وصنعت مجموعه من الأفلام التسجيليه عن الانتخابات خاصه انتخابات عام 2000 و2004 التي أثارت نتائجها الكثير من الجدل والتساؤلات عن الناخبين المسجلين وعد الأصوات والمسئولين الفاسدين ومن بين هذه الأفلام: "قصه لي أتوتر"The Lee Atwater story " الذي يروي فصه لي أتوتر السياسي الذي أدار ثلاث حملات انتخابيه للجمهوريين وكان دائماً يعطي معلومات خاطئه عن المعارضه .فهو كان يعتبر الانتخابات حرب ولذلك يعد الأب الروحي للحملات السلبيه .وتم عرض الفيلم في مؤتمرى الحزب الجمهوري والديمقراطي لأنه يكشف الكثير من الأشياء. فيلم "يوم الانتخابات"election day" حيث يعرض حياه احدي عشر شخصاً يوم الانتخابات 2 نوفمبر 2004 منذ شروق الشمس وحتي منتصف الليل. فلقد قدم الفيلم شخصيات مختلفه من بينها المدان السابق والناشط ومراقبي الانتخابات وأمهات عاملات وعمال في مصنع وكيف يتحملون المسئوليه ويدلون بأصواتهم في الانتخابات. وفي فيلم "حر للجميع" "free for all" يقدم صانع الفيلم نفسه كمواطن عادي فقد الثقه في العمليه الانتخابيه وبحث بنفسه عن الأشياء التي أدخلت جورج بوش البيت الأبيض. واكتشف التفرقه والتمييز العنصري في عمليه عد الأصوات وكذلك كيف يسيطر الأفراد والكيانات الاقتصاديه علي الديمقراطيه. وفيلم "سرقه أمريكا صوت وراء صوت" stealing America:vote for vote" يكشف السرقه المنظمه لأصوات الناخبين خلال العقد الماضي عن طريق اجراء مقابلات مع شهود عيان لكشف الاجراءات الأمنيه .ويريد هذا الفيلم دفع الناخبين لفتح أعينهم والتأكد مما إذا كانت أصواتهم تم عدها أم لا.