صدر الخبر الغامض المخيف منذ أيام يقول إن جهة أمنية مجهولة رفيعة المستوى صرحت عن وجود اتصالات بين عناصر داخلية وخارجية لتنفيذ مخطط لإشعال البلاد يوم 25 يناير القادم... الخبر كله مبنى للمجهول ويفتقر إلى الخيال تماما. المؤسف أن الصحافة الأجنبية وبعض المحلية سخروا من هذا السيناريو الفارغ من أى معلومات واضحة، ورغم الشكوك فى مسألة المخطط الشرير (ربما هناك مموَّه شرير) فإن سيناريوهات الرعب التى يتحدث عنها المجلس العسكرى ويرددها مستشاروه ووزراؤه وإخوانه وإعلامه ساذجة وقديمة واتهرست فى ثورات وحروب نفسية قديمة، وهناك سيناريوهات أكثر خيالا وجموحا لإرهاب المواطنين وتخويفهم من الثورة ومن النزول يوم 25 يناير، ولا بأس أن نقتبس فى «الخير» من الأفلام الأمريكية بعض الأفكار، فهؤلاء الناس شغلتهم الأفلام والسيناريوهات والخدع، وهذه 5 سيناريوهات متقنة تضمن إلى حد كبير إلهاء المواطنين وإدخالهم حظيرة السلطة كالخرفان المذعورة. سيناريو احتلال البلد: بدأ استخدام سيناريو احتلال البلد فى أثناء الثورة من خلال نشر الإعلام الرسمى أخبارا مفبركة عن دخول إسرائيل سيناء واقتراب السفن الأمريكية من قناة السويس، ولكن الكلام وحده لا يكفى، ودعونا نستلهم سيناريو فيلم «الذيل يهز الكلب» Wag the dog وفيه يحاول الرئيس الأمريكى التعمية على فضيحة جنسية تهدد فرصه على المنافسة على فترة ولاية ثانية، ويقترح عليه كبير مستشاريه (روبرت دى نيرو) إلهاء الرأى العام وإيهامه أن أمريكا دخلت الحرب مع دولة ألبانيا بعد اعتداء الأخيرة على قوات أمريكية، وتم الاستعانة بمنتج هوليوودى شهير (داستن هوفمان) لإخراج مشاهد مصورة شديدة الإتقان عن هذه الحرب الوهمية لصنع بروباجاندا إعلامية. ملحوظة: بلاش تكون القوات المعادية «إسرائيلية أمريكية قطرية إيرانية صربية»، تكفى دولة واحدة لإعطاء الأثر المطلوب، ويحذر الاستعانة بأى مخرجين من «موجة كوميدى» أصلا. سيناريو الحواوشى المسموم: بغضّ النظر عن ظروف وملابسات هذه الحادثة الغامضة، فقد تكون ملهمة للغاية، ولنرَ كيف استطاع الحاكم الديكتاتور آدم ساتلر زعيم حزب نورسفاير من الفيلم المستقبلى «الثاء من ثأر» (V for vendetta) السيطرة على بريطانيا وإجهاض مطالب المعارضة بالحرية والديمقراطية، فى البداية هاجمهم ووصفهم بأعداء الوطن، وأثار رعب الشعب أن تلقى بريطانيا نفس مصير الولاياتالمتحدة التى كانت غارقة فى حرب أهلية طاحنة نتيجة ثورة قامت فيها، وجاءت اللحظة الحاسمة حينما تم اتهام جماعة معارضة بتلويث محطة مياه بميكروب غامض قتل 80 ألف مواطن، وأصاب ملايين آخرين، واستثمر ساتلر وحزبه خوف الناس ليفوز بالحكم، واستطاعت شركة يملكها أحد أعضاء حزبه اكتشاف وإنتاج ترياق شفى الناس من الميكروب، ويكتشف محقق شرطة لاحقا أن ساتلر وحزبه هم الذين قاموا بنشر الميكروب وإخفاء الترياق حتى اللحظة المناسبة لإتمام السيطرة الكاملة على الشعب. سيناريو زلزال الشيخة ماجدة: هددتنا الشيخة الشريفة ماجدة مؤخرا بالزلازل والمصايب وعظائم الأمور إذا لم نفرج عن مبارك، ولكن لتكن الكارثة أكبر، وليكن فيلم 2012 دليلا لنا لاستخلاص سيناريو مرعب مركب تؤكد فيه قنوات ماسبيرو والقنوات الخاصة أن مصر ستشهد تسونامى مدمرا عام 2012، ويا ريت تخرج علينا مذيعات الرعب المرتبكات بماسبيرو للولولة على حال المحافظات المصرية التى ستسقط عليها كرات اللهب والمولوتوف السماوى، وينشر المجلس العسكرى رسالة يذكر فيها أنه يبنى غواصة ضخمة فى المصانع الحربية تتسع لعدد محدود من الناجين، والأولوية ستكون للمواطنين الشرفاء، وبشكل خاص الذين يتظاهرون لتأييده فى العباسية. سيناريو الكائنات الفضائية: هل سيناريو هجوم سفن فضائية معادية على ميدان التحرير وباقى الميادين فى مصر بعيد عن التصديق؟ هل ادّعاء أن الطرف الثالث هو كائنات فضائية تشبه البشر تماما كما فى المسلسل الخيالى «V» سيناريو واسع حبتين؟ الحقيقة بعد غسل المخ المكثف الذى تقوم به قنوات مثل «الفراعين» وغيرها هناك من يصدق أن مبارك برىء، وهناك من يصدق أن العسكر سيتركون الحكم طواعية، وهناك من يصدق أن الفتاة التى سحلها العسكر وعراها فعلت هذا عمدا، ولهذا فمع بعض المجهود والغموض يمكن بث أخبار عن أطباق طائرة بعضها يهبط فى أماكن قريبة من الاعتصامات ويخرج منه كائنات غامضة ترتدى كوتشى ماركة «اللهو الخفى»، وتلصق بهذه الكائنات تهم خطف النشطاء وتعذيبهم وقتل المتظاهرين، وسيستخدم محامو مبارك، خصوصا فريق الدفاع الكويتى، هذه المعلومات لتبرئة مبارك. سيناريو الفوتوشوب: لا يجب أن يضيع مجهود عمرو مصطفى فى خداع الرأى العام بنظرية أن كل صورة تثبت انتهاكات الشرطة أو الجيش هى خدعة «فوتوشوب»، ففى فيلم «S1m0ne» ينجح المخرج السينمائى ألباتشينو بعد مجهود كبير فى العثور على نجمة أحلامه الممثلة الجديدة، ولكنه أخفى عن الجميع أن النجمة الحسناء مجرد خدعة هولوجرام (تجسيد رباعى الأبعاد)، وإذا أقنع المجلس الشعب بشخصية ثورية هولوجرامية تعتصم فى التحرير لعدة أسابيع ثم فجأة يكشف للجميع أنها مجرد إنتاج خدعة برنامج كمبيوتر متطور صناعة الماسونية العالمية، وستكون الثورة بمن فيها أكبر خدعة تكنولوجية فى التاريخ، وسوف يستهلك الثوار طاقتهم ووقتهم لإثبات أنهم ليسوا خدعة رباعية الأبعاد!