في الوقت الذي يزور فيه الرئيس محمد مرسي مدينة برج العرب بالإسكندرية، تكتظ المدينة الصناعية بمشكلات العمال والمصانع التي أغلقت منذ الثورة وحتى الآن، وخلفت آلاف العمال المشردين لتصبح "مدينة للأشباح"، بحسب تعبير القيادات العمالية. يقول أحمد سلامة القيادي العمالي بحزب التجمع، إن أكثر من 200 مصنع بالبرج أغلقت منذ الثورة وحتى الأن أغلبها مصانع غزل ونسيج وملابس، نظرا لأن ملاكها كانوا من المستثمرين الأجانب، بخاصة الأتراك، وبعد أن توقفت حركة التصدير الى الدولة الأوروبية وأمريكا بعد الثورة أغلقت هذه المصانع أبوابها وخلفت ورائها الآف العمال المشردين. وتعد مشكلة العاملين بمصانع فرج الله ببرج العرب من أبرز المشاكل التي تواجهها المدينة، فيقول مجدي عبد السلام رئيس النقابة المستقلة للعاملين بالشركة، "إن إدارة المصنع أوقفت 65 عامل عن العمل منذ الإضراب الذي نظمه العمال في فبراير الماضي للمطالبة ببعض الحقوق المشروعة". وأوضح أن 28 عاملا من العمال أقاموا دعاوى قضائية بالمحكمة العمالية للطعن على قرار إيقافهم عن العمل بعد أن فشلت مفاوضاتهم مع القوى العاملة والمسئولين بها، مشيرا إلى أنه في حال إصرار الإدارة على التعنت تجاه العمال سيتم تنظيم إضراب مفتوح بدءا من يوليو المقبل. وأضاف "العمال لم يطالبوا سوى بحقوقهم المنصوص عليها في قانون العمل، وهي تثبيت العمالة المؤقتة ورفع الرواتب المتدنية وصرفها في موعدها مع بداية كل شهر، وصرف نسبة العاملين من الأرباح المنصوص عليها في القانون، وتحديد عدد ساعات العمل ومنحهم إجازاتهم الرسمية وتحسين بدل الوجبة وتوفير التأمين الصحي والرعاية الصحية الجيدة للعاملين وفقا للقانون". وتابع "نظمنا اعتصاما مفتوحا بنفس المطالب في العام الماضي، ووعدتنا إدارة الشركة بالاستجابة لمطالبنا بشكل تدريجي، وعلى هذا الاتفاق انهينا الإضراب واستأنفنا العمل، ولكن مر عام كامل دون تحقيق مطلب واحد من مطالبنا ودون أن تفي الإدارة بوعدها تجاهنا، وحين واجهناها بذلك أوقفتنا عن العمل"، على حد قوله. وفي السياق نفسه، نظم العاملون بمصنع أسمنت العامرية ببرج العرب، إضرابا عاما طيلة الأسبوع الماضي، احتجاجا على رفض الإدارة تنفيذ الحكم القضائي الصادر بأحقية العمال في نسبة 10% من الأرباح. وقال محمد إبراهيم أحد العاملين بالمصنع، إن العمال حصلوا على حكم قضائي بأحقيتهم في نسبة 10% من أرباح الشركة ولكن الإدارة تصر على أن لا تزيد النسبة عن 6% وترفض تنفيذ الحكم القضائي، مشيراً الى أنهم علقوا إضرابهم حتى تنعقد الجمعية العمومية للمصنع وتتخذ قرارها النهائي إما بتنفيذ الحكم القضائي أو الإصرار على نسبة ال6%، وهو الذي سيبدأ معه العمال التصعيد من جديد. ومن جانبه، قال فتحي عبد اللطيف رئيس الاتحاد الرسمي لعمال الإسكندرية، إن عمال برج العرب بشكل عام يواجهون العديد من المشكلات أبرزها ضعف الرواتب في مقابل الارتفاع الجنوني للأسعار، وزيادة عدد ساعات العمل لتصل في كثير من الأحيان إلى 12 ساعة بما يخالف القانون. وأوضح أن آخر المشكلات المتواجدة ببرج العرب هي مشكلة عمال الشركة الإسلامية للمنظفات الصناعية، والذين لم يتقاضوا رواتبهم منذ شهرين، فضلا عن علمهم بأن إدارة الشركة تهدف الى تصفيتهم وغلق المصنع، ما دفعهم لتحرير محضر ضدها بتاريخ 12مايو 2013 بقسم شرطة برج العرب. واعتبر عبد اللطيف، أن مشكلة مدينة برج العرب وعمالها هي الاستثمار، مطالبا الحكومة بالعمل على دفع المزيد من الاستثمار والأموال إلى هذه المدينة الصناعية، لإنقاذ مئات المصانع والشركات المهددة بالإفلاس من الإغلاق، والحفاظ على مصادر رزق آلاف العمال"، على حد قوله.