سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حكايات من مسلسل الخطف: «عمر» اختفى أثناء اللعب مع أبناء الجيران.. ومنتقبة خدرت «نورا» ثم خطفتها طفل بنى سويف اختُطف من «صوان الفرح».. وأسرته أعلنت عن فدية مالية كبيرة ولم تعثر عليه حتى الآن
ما من متجول فى مدينة أسيوطالجديدة إلا ويعرف «عمر أشرف»، ذلك الطفل الذى انتشرت صوره على أعمدة الإنارة والشجر وأبواب العمارات. ملامحه البريئة باتت معروفة لدى السكان والمارة. سنوات عمره الأربع جعلت مهمة البحث عنه أصعب مما توقع والداه، فبحكم انتقال أسرته للسكن حديثا فى عمارات المنطقة هربا من زحام الصعيد جعله لم يتدرب على نطق محل سكنه أو أى كلمات واضحة توضح معالم حياته سوى حفظه لكلمتى «بابا وماما» وأسماء إخوته. بصوت تملكه اليأس يحكى الأب أشرف عبدالرحمن قصة اختفاء عمر، فيقول «منذ انتقلنا للسكن فى أسيوطالجديدة وجدنا أغلب المناطق المجاورة للعمارات جناين خضرا، كنا كغيرنا نترك أولادنا يلعبون فيها دون خوف، ولأن عمر صغير لم نتركه وحده، بل دائما ما يلعب مع أخته الأكبر، ولم يكن هناك خوف، خاصة أن كل أفراد المنطقة يعرفون أبناء بعض، ومن الصعب أن يتوه أحد، وكعادته نزل عمر ذات يوم، مع أخته الطالبة فى المرحلة الابتدائية للعب، وفى نهاية اليوم عادت البنت إلى غرفتها تذاكر لأن عندها امتحان، وسألتها عن عمر فقالت بيلعب مع أطفال الجيران فى الجنينة، وتحركت على الفور لأطمئن عليه فلم أجده، فسألت عليه أطفال الجيران وأسرهم، لكن دون جدوى، اختفى عمر تماما». لم يترك «أشرف» بابا إلا طرقه بحثا عن ولده، بدأ بإبلاغ الشرطة ومنها تحرك إلى المستشفيات، دون فائدة، ويكمل: «تحملت ما لم يتحمله بشر، كلما اتصلت بى الشرطة لتخبرنى بوجود جثة طفل أهرول إليهم لأتفقد الجثث ويدى على قلبى أن يكون عمر بينهم، وعندما أخرج ولا أجده أحمد الله، وفى نفس الوقت أقول لو أنى أعرف أين هو حتى لو كان جثة لارتاح قلبى». أثار اختفاء «عمر» الذى وصفه والده بالخطف، طالما لم يظهر حتى الآن، تأثيرا بالغا على والدته، فمنذ اختفائه منذ أكثر من عام تعرضت لحالة نفسية سيئة، يقول عنها «أشرف»: «أصبحت الأم فى حالة غريبة يوم تكون طبيعية وأيام تفقد الوعى ولا تعرف من حولها، ذهبنا بها لمشايخ فى كل المحافظات، لكن دون جدوى، لن يشفيها إلا عودة ابنها، وأنا مستعد أعمل أى حاجة وأدفع دم قلبى، بس حد يقولى أى معلومة عن ابنى». من أسيوط إلى بنى سويف، لم تختلف قصة اختفاء أحمد محمد عن «عمر» إلا فى بعض التفاصيل، ففى كفر ناصر التابعة لمركز ببا، اختفى الطفل أثناء حضوره أحد الأفراح مع أسرته، يحكى عمه الحاج أحمد قصة اختفاء نجل شقيقه قائلا: «منذ ما يقرب من سنة، كنا فى فرح أحد أقاربنا، وقبل المغرب بنصف ساعة تقريبا اختفى أحمد بعد أن تركناه يلعب مع الأولاد بجوار صوان الفرح، تحرك الجميع للبحث عنه وسألنا القهاوى المجاورة فأخبرنا شخص أن هناك سيارة أخذت طفلا وأسرعت ولم نعرف إن كان هو الطفل المختفى أم لا، فتوجهنا إلى المركز وأبلغنا الشرطة وعرضنا فدية كبيرة لمن يعرف مكان أحمد ولكن لم يتصل أحد». ويتحدث «أحمد» نيابة عن أخيه وزوجته فيقول «أسرة الطفل منهارة منذ ذلك الوقت، وكلما وجدوا صورة طفل على الإنترنت أو التليفزيون ذهبوا على الفور للتأكد إن كان ابنهم أم لا، حتى إنهم بدأوا يرفضون الحديث مع الإعلام لأنه من وجهة نظرهم لم يفدهم فى شىء، لكن الأمل فى عودة الابن لم يختفِ، وإلى يومنا هذا فى انتظار أن يتصل أحد بهم ويطلب ما يشاء، المهم أن يعود أحمد إلى بيته». فى القليوبية مأساة مختلفة. وسط أسرتها البسيطة فى قرية كفر أبوجمعة بقليوب اشتكت «نورا» بنت الثلاث سنوات، فجأة من ارتفاع درجة حرارة جسمها ودخلت فى حالة بكاء من شدة الألم. هرعت إليها أمها العشرينية إيمان سلامة عواد، وحاولت التخفيف من آلامها وأعدت لها «كمادات» مياه باردة، ووضعتها على جبينها، وباتوا ليلتهم على أمل التوجه إلى مستشفى حميات قليوب فى أول ضوء من نهار اليوم التالى، فى صباح هذا اليوم خرج رب الأسرة أحمد أبوسريع السائق الذى يبلغ من العمر 26 عاما إلى عمله المعتاد، وتبعته الأم والبنت إلى قليوب البلد، قاصدة مستشفى الحميات كما يروى محمد هلال أحد أهالى القرية الذى قال: «قبل بوابة المستشفى بأمتار قليلة ولدى مرور الأم من مزلقان القطار، استوقفتها سيدة منتقبة وسألتها عن أحد الأماكن بقليوب ثم أرغمتها على استنشاق مادة مخدرة وحملتها وابنتها مع آخرين إلى منطقة مجهولة وسط زراعات القليوبية، ظهرا حاول الأب الاطمئنان على زوجته وابنته فهاتف زوجته ورد عليه صوت غليظ أخبره بنبأ خطفهما وطلب منه فدية قدرها 50 ألف جنيه واشترط عليه عدم إبلاغ الشرطة وإلا انتهت حياة الرهينتين». تابع «هلال»: «كالمجنون توجه أبوسريع إلى قريته كفر أبوجمعة قرب مدينة قليوب ولطم خدوده ودخل فى حالة بكاء هيستيرى، لأنه لم يكن يمتلك من هذا المبلغ سوى جنيهات قليلة، تعاطف معه أهالى القرية وحاولوا التخفيف من روعه وجمعوا المبلغ فيما بينهم، وتوجه الأب إلى محطة مترو شبرا الخيمة، حسب الموعد الذى حددته العصابة المسلحة، ترك الخاطفون «الأم» لاستلام المبلغ وراقبوها من بعيد، فتوجه إليها الزوج والأهالى المرافقون له، ونقلت إليه تحفظ العصابة على ابنتهما المريضة مقابل تسليم الأموال إليهم، بالقرب من المكان الذى وجد فيه الأب والأم كان يقف شاب يتحدث فى الهاتف، شك أهالى القرية فى شأنه وتوجهوا إليه ثم ألقوا القبض عليه وعلى هاتفه وجدوا رقم الأب الذى هاتفه كثيرا للتفاوض معه، وهو ما يعنى أن الرجل المشكوك فى أمره شريك رئيسى فى عملية الخطف، أمسكوا به وتوجهوا به إلى قسم شرطة قليوب، حققت معه الشرطة لمدة 5 ساعات، ثم أفرجت عنه فى تمام العاشرة مساء، وهو ما تسبب فى حدوث حالة غضب أهالى كفر أبوجمعة الذين قاموا بقطع الطريق السريع لمدة ساعتين وأعادوا فتحه بعد وعد ضابط شرطة كبير برتبة لواء بعودة البنت فى أقرب وقت. وائل سليمان، ابن عمة والد البنت المخطوفة، أضاف قائلا إن الأسرة وأهالى القرية لم يذوقوا طعم النوم فى تلك الليلة، وباتوا ليلتهم على رصيف طريق القاهرة - الإسكندرية الزراعى، انتظارا للفرج الذى لم يأت طوال الليل فأعادوا إغلاق الطريق من جديد مع تمام التاسعة صباحا، وقام الأهالى أيضاً بقطع حركة السكة الحديد فى الاتجاهين، مما تسبب فى حدوث حالة من الشلل التام فى حركة السير. فقدت الأسرة الأمل فى عودة البنت عن طريق الشرطة وسلكت مسلكا مغايرا بعد أن قام الخاطفون بالاتصال على أبيها وطلبوا منه تجهيز 50 ألف جنيه لعودة البنت، فحاول استعطافهم وأخبرهم بأنه لم يجمع من المبلغ سوى 30 ألف جنيه فوافقوا وطلبوا منه أن تقوم زوجته بالتوجه مجددا إلى شبرا ب«الفلوس»، وهناك سوف تستلم ابنتها وهو ما حدث بالفعل، فى تلك الأثناء لم تنجح قوات الأمن فى إقناع الأهالى بإعادة فتح الطريق، وتعاملوا مع القيادات الأمنية بعنف شديد، وقالوا لن نفتح الطريق إلا بعد عودة نورا. يتابع وائل: فى تمام الثانية والنصف ظهرا عادت الأم ومعها ابنتها المريضة بالحمى إلى القرية فاستقبلها الأهالى بالزغاريد والهتافات، ثم فتحوا الطريق أمام حركة السيارات من جديد، وهو مشهد تكرر حدوثه فى الفترة الماضية بسبب حوادث الخطف المتكررة بالمنطقة التى لا تفرق بين الأطفال المرضى والفتيات والسيدات.