قالت الأممالمتحدة، اليوم، إن ما يصل إلى 40 ألف شخص فروا، منذ شن متمردون هجوما كبيرا في وسط السودان، وسط مؤشرات على استعداد المتمردين لتنفيذ حملة جديدة أقرب إلى العاصمة. وهاجمت الجبهة الثورية السودانية المتمردة مدينة أم روابة بوسط السودان ومناطق أخرى قبل أسبوعين. والجبهة تحالف من 4 جماعات متمردة من منطقة دارفور بغرب البلاد ومناطق في الجنوب، وكان احتلالها القصير لمدينة أم روابة بولاية شمال كردفان أقرب عملية يشنها المتمردون إلى الخرطوم، في محاولتهم لإسقاط الرئيس عمر حسن البشير، وذلك منذ شنت جماعة متمردة هجوما غير مسبوق عام 2008 على أم درمان، الواقعة على الضفة المقابلة لمدينة الخرطوم. ويشهد السودان منذ عقود اشتباكات بين القوات الحكومية ومتمردين يقاتلون في مواجهة ما يعتبرونه تهميشا واستغلالا من جانب النخبة الحاكمة في الخرطوم. وأحبط التمرد المتكرر محاولات تحقيق الاستقرار في السودان. وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، أورد كل من القوات الحكومية والمتمردون أنباء عن وقوع اشتباكات في الطرف الشمالي الشرقي لولاية جنوب كردفان، المنتجة للنفط بالقرب من كوستي أكبر ميناء على نهر النيل في السودان، وحيث توجد مصانع السكر الرئيسية. وأفادت أنباء بأن أحدث اشتباك دار يوم الأحد الماضي. وقالت الأممالمتحدة، في تقرير، إن حوالي 40 ألف شخص فروا من الاشتباكات في مناطق مختلفة في جنوب كردفان، وأن أكثرهم لجأ إلى مدينة الرهد. وأضاف مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن "مفوضية العون الإنساني (الحكومية السودانية) تتوقع وصول المزيد إلى الرهد في الايام القادمة". وأوضحت السلطات السودانية أن عددا قليلا من العائلات السودانية نزح بسبب الهجوم الأصلي في أم روابة. واستعاد الجيش السوداني السيطرة على المدينة في اليوم نفسه لكن هجوم المتمردين المنسق أثار المخاوف من أن يستأنف المتمردون تحركهم نحو العاصمة. ويقول محللون إن المتمردين لن يحاولوا على الأرجح السيطرة على الخرطوم، لكن من الممكن أن يدفعوا الجيش السوداني لحرب استنزاف على عدة جبهات وهو ما يمكن أن ينهك موارد الدولة في وقت يواجه فيه السودان أزمة اقتصادية.