«شفيق ولا مرسى؟» سؤال يبادر به محمد سليمان -سائق ميكروباص- ركاب سيارته، البعض يخمن ماذا يقول؟ ولماذا؟ كثيرون يتهربون من الإجابة خشية الاصطدام معه، فى النهاية يعلن عن وجهة نظره بوضوح: لا شفيق ولا مرسى الاتنين ما ينفعوش.. ويا جماعة اللى ناوى ينتخب واحد فيهم يتفضل ينزل. يقولها فينزل بعض الركاب غاضبين، ويستمر آخرون لكن بعد الهجوم على المرشحين، فيطمئن قلب سليمان، وينطلق فى حديثه مع ركابه: أنا مش عاوز أنتخب لا ده ولا ده يعنى إيه الإخوان يمسكوا البلد، دول بق على الفاضى، الناس دى بتاعة مصلحتها، عاوزين يكوشوا على كل حاجة، ولو سيبناهم هيبقوا حزب وطنى تانى، والعينة بينة، أدينا بقالنا سنة ونص بنعانى منهم، هم اللى جابولنا الكافية، من أول الإعلان الدستورى والانتخابات الأولانية بتاعة الدستور أولا ولا الانتخابات -قاصدا الاستفتاء- اتحالفوا مع حزب النور وغرقونا كلنا، كفاية إخوان لحد كده، وأحمد شفيق كمان مش هانتخبه، أصلى لو انتخبته هابقى كأنى بنتخب حسنى مبارك، إزاى أرجع واحد زى ده بإيدى تانى، شفيق هايبوظ كل اللى حصل خلال السنة اللى فاتت، الشباب اللى راحت دى كده بالسلامة، ربنا يعوض عليهم، وعلينا، ولا كأنهم ماتوا وضحوا بحياتهم عشانا. ينظر محمد من وقت لآخر للركاب المتأففين من الحر، ويقول لهم كأنه يدافع عن نفسه: على فكرة أنا مش سواق ميكروباص على الخط ده، أنا أصلا كنت فى السياحة، باشتغل سواق فى المجال ده، لكن عشان البلد حالها واقف، والسياحة واقفة بقالها سنة ونص، صرفونا من الشغل، ومبقاش قدامى غير خط صفط اللبن - مترو. يسكن محمد فى أبوأتاتا، لا يطلب مسكنا أو أموالا من الرئيس القادم، الذى لن يختاره، لكن رغم كل شىء يأمل خيرا، يقول: عاوز من الرئيس الجاى عيش وحرية وعدالة اجتماعية، عاوز آخد حقى، الداخلية والجيش وأى حد شايل سلاح يحترمنى، وأعرف اللى لىَّ واللى علىَّ، محدش يظلمنى ولا أظلم حد.