رغم أنه استاد رياضى، فإنه ظل لسنوات شاهدا على تزوير كل الانتخابات التى تمت فى عهد حسنى مبارك الرئيس السابق بلا استثناء، فاستاد العريش كان يستقبل لجان الفرز العامة فى الانتخابات البرلمانية فى شمال سيناء، التى كانت تشهد تزويرا فاضحا لمصلحة مرشحى الحزب الوطنى، وبلغت ذروتها فى انتخابات 2010، وأخيراً أُبعد عن السياسة وحماقتها، بعدما قررت لجنة الانتخابات الرئاسية نقل لجنة الفرز العامة فى المحافظة إلى محكمة شمال سيناء. لم يكن استاد العريش شاهداً فقط على التزوير، بل كان شاهداً أيضاً على سنوات من حصار قطاع غزة، مثل فيها الاستاد المحطة الأخيرة للمساعدات التى كانت تجمع من المصريين أو القوافل القادمة من دول الجوار، لتبقى فيه، ويمنعها مبارك ونظامه من الدخول إلى القطاع المحاصر، ويتذكر الأهالى كيف ملأت المساعدات جنبات الاستاد، وظلت به لأكثر من 6 أشهر حتى تحللت وفسدت، ودخلت الفئران والقوارض حلبة المنافسة من أجل الاستفادة من ذلك المخزون، وهو الأمر الذى أزعج البلطجية وبعض أهالى العريش وفضلوا الاستفادة من تلك المساعدات وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ووصل حجم تلك المساعدات وقتها إلى ما يقرب من 10 آلاف طن بجانب 400 طن مساعدات ليبية تم إعدامها. يقول نقيب شرطة بالعريش رفض ذكر اسمه: «كنت أتولى حراسة الاستاد وقت تخزين المساعدات به عام 2009 أنا وجنديان آخران، وكنت دائما موجودا بخدمات التأمين وقت الانتخابات، لكن الشىء الذى آلمنى حقا هو فساد وسرقة المساعدات قبل إمداد قطاع غزة بها وعندما اقتحم الأهالى سور الاستاد القصير ونهبوا ما كان به، لم أستطع السيطرة على الموقف أو التصدى لهم، وعندما طلبت المساعدة لم يحضر إلى أحد، ووقع رؤسائى فى مديرية أمن شمال سيناء جزاءات علىَّ رغم أنى لم أخطئ». ويقول هانى صلاح مدير استاد العريش: «رفضت عقد مؤتمرات انتخابية لمرشحى الرئاسة، فمكان السياسة ليس ملاعب الرياضة، وكنت لا أحب تنظيم أى فعاليات سياسية عليه كالانتخابات أو فرز نتائجها، لا قبل الثورة وحتى بعدها، لكنى كنت مضطراً لقبول ذلك، رغماً عنى، لأن الأمر كان فى يد مدير الشباب والرياضة بشمال سيناء»، موضحا أن الاستاد يستضيف ثلاثة فرق من شمال سيناء لأنه الملعب الرياضى الوحيد بالمحافظة صاحبة ال 6 مدن، ومشيراً إلى وجود خطة تطوير للاستاد فى ميزانية العام الحالى.