قال الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، إنه لا يمكن أن يقوم عصر رشيد الآن، مع إمكانية حدوث حرب عالمية في أي وقت، ومع ذلك فإنه على الخليج أن يأخذ احتياطاته في هذه اللحظة. وأضاف هيكل، في المحاضرة التي ألقاها في جامعة جورج تاون الأمريكية بالدوحة تحت عنوان "الخليج.. اليوم بعد غد"، هناك 5 قوى نووية الآن، الولاياتالمتحدة بحاملات طائراتها وقواعدها، والصين، والهند، وباكستان، وكوريا الشمالية، وجميعها قوى نووية معلنة، ثم أن بعضها لديه خلافات كامنة كما هو الحال بين باكستان والهند، والهند والصين، والصين واليابان، ثم أن بين هذه القوى دولا مثل كوريا الشمالية قد يدفعه تشديد الحصار حوله إلى مجازفة غير محسوبة لكسره، يضاف إلى ذلك أن هناك إمكانية نووية علمية، غير جاهزة عمليا على الفور، لدى اليابان مثلا، مهما قيل لنا عن كره الشعب الياباني للأسلحة النووية، كما أن هناك احتمالات نووية كامنة لدى كوريا الجنوبية، وفى أستراليا، أي أن هناك زحاما نوويا كثيفا على شرق الخليج. فإذا تذكرنا أن غرب الخليج عليه مواقع نووية أخرى في إسرائيل، وإلى حد ما في إيران، إذن فإن تركيا أغلب الظن لن تقبل لنفسها عريا نوويا، ومع علمنا جميعا أن الغطاء النووي لأي قوة ليس قابلا للاستعمال بسهولة، وعلينا الاعتراف بأن القدرة النووية أفضل ضمانا من الوقاية ضده نفسيا وعمليا، لذلك سوف نشهد انتشارا نوويا حتى وإن لم يكن هدفه عسكريا، وقد نتذكر أن البلد الذي جئت اليكم منه وهو مصر، كان يملك في أوائل الستينات من القرن الماضي مشروعا للأبحاث النووية، ومشروعا لصناعة الصواريخ، وكان الهدف منه تحصيل علوم الذرة والفضاء وليس السلاح ومدى وصوله، مع إدراك أن للعلوم مفاتيح يملكه أصحابها أن يفتحوا هذه الأبواب متى أرادوا. إن ذلك يقودنا بالتداعي إلى أزمة عابرة تحوم حول الخليج، وعواصفها الآن تتجمع، وإن كان موعد هبوبها ينتظر، وأعني بذلك إمكانية ما يمكن أن تصل إليه أزمة المشروع النووي الإيراني، فهذا مشروع وفي ظرف مدة قد لا تتجاوز نهاية هذا العام وصل إلى نقاطه الحرجة على جسر أزمة، وهناك احتمالان لا ثالث لهما، إما أن يتمكن المشروع الإيراني من تحقيق وعده ويصل، وإما أن تستطيع إسرائيل بمساعدة الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تنفذ وعيدها وتضربه. وفي الحالتين نجاح الوعد أو تنفيذ الوعيد فإن كل حالة منهما لها آثار ولها نتائج سياسية وإستراتيجية. الأخبار المتعلقة: هيكل في محاضرة بالدوحة: الخليج مطمع قوى دولية وإقليمية.. والاستثمارات خير ضامن لأمنه هيكل في محاضرة بالدوحة: الزمن القادم آسيوي.. وبؤرة الصراع الإمبراطوري انتقلت إلى شرق البحر الأحمر هيكل في محاضرة بالدوحة: البترول الخليجي يفقد صفاته.. وشبه الجزيرة تنتظر 100 مليون نسمة خلال 10 أعوام هيكل في محاضرة بالدوحة: الخليج مطمع قوى دولية وإقليمية.. والاستثمارات خير ضامن لأمنه