أنا بنت جيل سمع وماشافش، ولما شاف اتصدم ومافهمش! أنا بنت جيل سمع أن الرجل المصرى محصلش، جدع وشهم ودمه حامى.. وعلمونا فى المدرسة أن الجندى المصرى -الراجل- انتصر فى حرب أكتوبر لأنه شجاع مابيخافش، مايقبلش حد يمس أرضه أو عرضه. علمونا فى الكتب أن شخصية المصرى تبان وقت المحن والأزمات. قالوا لنا إن المصرى غيور، مايرضاش العيبة على بنت بلده. كلام اتزرع جوانا عشنا به وصدقناه، ما الراجل ده أبويا وأخويا وجوزى وجارى وزميلى. لما قامت الثورة فرحت أنا وجيلى، بقينا شركاء فى التغيير، كنا حاسين إننا غرباء بنقرا ونسمع عن تاريخ جاهز، عشان كده نزلنا كلنا الميادين، وشفنا المصريين عن قرب، 18 يوم زى ما الكتاب بيقول، شباب زى الورد، مفيش فرق بين إسلامى وليبرالى، مسيحى ويسارى، كلنا حلمنا واحد، كلنا اخوات واخوة فى الوطن. لا تحرش ولا حتى كلام جارح، كنا البنات حاسين بأمان مع اخواتنا وقلنا هو دا المصرى اللى قرينا عنه وعايشناه. لما كنا نروح بيوتنا، ننام آمنين، شباب مصر مابينامشى، واقف فى الشوارع عشان يحمينا، رجولة بجد!! مرت أيام الثورة الحلوة ودخلنا فى متاهات، إعلان دستورى ورا إعلان، وانتخابات وخناقات وتخوين وناس تدخل ناس الجنة وتدخل اللى مختلف معاها النار.. وبدأ الكلام عن المرأة وعن حرمانية نزولها الشارع ومشاركتها فى التصويت، يعذبوها فى الطوابير وطالبوا برجوعها البيت، ودى كانت البدايات: بدأت الحكاية بالتحرش بالبنات فى المظاهرات، بنات اتخطفت من وسط الناس، قدام عينيهم، ومحدش عرف إيه اللى جرى لبنات كتير، وقالوا بنات مش محجبة ويستحقوا اللى جرى ليهم.وزاد الأمر عن حده، مابقاش تحرش ولا خطف فى مظاهرة، دا بقى جريمة بتحصل كل يوم فى شوارعك يا مصر، مفيش بنت بتمشى وهى مش خايفة ومرعوبة، من إيدين سافلة تفتش فى جسمها قدام الناس ومفيش حد بيتحرك، يحميها، يدافع عنها. بقى عادى نشوف ناس بتخطف ست فى الشارع، مع جوزها أو أولادها، ماشية على رجليها أو راكبة عربية، ما تفرقشى، تصرخ تستجير تلاقى الكل يبصلها ومالوش دعوة، يعرض نفسه للخطر ليه، هى كانت أخته ولا بنته ولا مراته؟ هل هؤلاء رجال مصر اللى قرينا عنهم فى الكتب؟ ولا دول رجال مصر اللى عملوا الثورة وحموا ستات مصر؟ مين دول اللى بنشوفهم وبقى فى عروقهم مية مش دم.. رجال مصر مش كده يشوفوا ست تنضرب وتتسحل وتغتصب ولا تفرق معاهم، أكيد فيه حاجة غلط!! يا رجال مصر، يا أخويا وابن عمى وجارى وزميلى العزيز، ارجع لنا وافتكر أن الشهامة والرجولة والجدعنة كانت طباعك، وأن الخوف غريب عنك، ماتستسلمشى لضعفك ويأسك، ارجع راجل زى زمان، دافع عن شرف بنتك وأختك، دافع عن شرف بلدك.