«نبيل وهيب» مجرد موظف بهيئة قناة السويس، لم يكن يتخيل أن يتحول إلى لص رغم أنفه، فى واقعة درامية مثيرة تعرض لها فى الواحدة ليلاً عندما هاجمه 4 لصوص أثناء عودته من توصيل زوجة جاره المسلم إلى المستشفى واستولوا على سيارته عنوة، وهو بداخلها، واستكملوا جولة السلب والنهب فى شوارع بورسعيد، وهو مقيد فى المقعد الخلفى. يحكى نبيل قصة هذه الليلة التى لن ينساها هو وأسرته، وكأنها فيلم سينمائى بقوله: «كنت أركن سيارتى بعد أن أوصلت زوجة جارى أحمد إلى أحد المستشفيات بالإسماعيلية، وفوجئت بأربعة لصوص يوقفوننى وهددونى بأنهم إذا تكلمت سيقتلوننى وأنهم هاربون من حكم المؤبد، وأشهروا مسدساً وأشاروا إلىّ بالتحرك، ونفذت أوامرهم». ويكمل: «ركبوا سيارتى بالقوةو، ثم أوقفوها بعد نحو 50 متراً ليبعدونى عن عجلة القيادة وفتشوا ملابسى وسرقوا 2000 جنيه والتليفون المحمول وفيزا كارت، وذهبوا بى إلى البنك وطلبوا منى الرقم السرى وأعطيتهم الرقم، وذهب أحدهم إلى ماكينة الصرف ولم يكن فى حسابى أى رصيد فغضبوا منى، واستكملوا السير بعد أن عصبوا عينى، وخلال هذه الفترة شعرت بأنهم يسيرون بسرعة، وكنت أسمع صراخ سيدات: حرامى، واستمروا فى سرقة المارة حتى الساعة الخامسة فجراً، وتوقفت مرة أخرى السيارة وعرفت أنها أمام منزلى بعد أن نزعوا عنى الغطاء، ثم طلبوا منى أن أصعد معهم لشقتى لأحضر لهم 20 ألف جنيه، فأكدت لهم أنى لا أملك المبلغ فصرخوا فى وجهى أن أصعد». «وعرفوا من متعلقاتى أنى مسيحى، وحاولت أن أراوغم وأضللهم عن الشقة فى العمارة الوحيدة بالشارع، وعرفوا من شكل الصليب على الباب أنها شقتى، وطلبوا أن أفتح الباب، وبعد التهديد بقتلى فتحت الباب، وكان ابنى أندرو قد استيقظ لاستذكار دروسه فى الثانوية العامة، ثم دخل معى أحد اللصوص واستمر الاثنان الآخران بالخارج لمراقبة الوضع، ونقل اللص المسدس إلى رأس ابنى وطلب منى إحضار مشغولات ذهبية، فدخلت إلى حجرة النوم وأيقظت زوجتى وطلبت منها أن تحضر لى الذهب». وتكمل زوجته «ماجدة وهيب»: «اعتقدت أنه يريد الذهب ليعطيه لزوجة جارنا المريض، وبالفعل أخرجته، ووجدت اللص يدخل علينا الحجرة وهو يخفى نصف وجهه ب(كوفية) من الصوف، ويصوب مسدساً إلى ابنى وحذرنى إذا صرخت بأنه سيقتل ابنى، ثم طلب منا أن نحضر ما معنا من أموال أو سيقتل ابنى ويهتك عمر ابنتى «آن»، 13 سنة، فركعت على الأرض وقبلت قدمه أن يتركهم وحلفت (بالإنجيل والمصحف) أننا لا نملك إلا تلك الأشياء فقط، فطلب منى أن أخلع دبلة زواجى فترددت فى البداية لأنها كانت ذكرى فصمم وسط سباب وألفاظ جارحة، وطلبت منه أن أخلعها بالصابون فى الحمام لصعوبتها، فبصق فى يدى عدة مرات ثم أمرنى بخلعها هى وقيراط كاد أن يقطع أذنى وهو يشده». «ثم أخذ يقلب فى المخدات وفرش المنزل بيد ويصوب اليد الأخرى على ابنى على أمل إيجاد أشياء أخرى ثمينة، وبعدها شدنى إلى الصالة بعد أن أخذ علبة الذهب (غويشتين وأسورة وخاتم)، بالإضافة إلى الدبلة والخاتم والقيراط التى كانت معى، ثم طلب من أبنائى إعطاءه تليفوناتهم المحمولة وما معهم من مال، وأعطاه أبنائى مصروفهم المالى فى براءة وخوف، ثم طلب مفتاح الشقة وتركنا وأغلق علينا الباب وترك المفتاح بالخارج». «وبعد أن نزل واطمأننت أن أولادى الثلاثة وزوجى بخير، أخذت أصرخ وأبكى ليس على سرقة أكثر من 30 ألف جنيه بل على أننا لم نقتل أو يتعرضوا لأبنائى. ولم نجد هواتف نتصل بها بالشرطة». وتوضح الزوجة: «فوجئنا بالسيارة قد سرقوها، وبعد يوم كامل من البحث عنها وجدناها ملقاة فى منطقة مبارك محطمة الأبواب نتيحة حادث».