سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الوطن" ترصد أسرار وحكايات "الهجرة الكروية" إلي العراق 12 لاعباً مصرياً فى مرمى النيران.. وكبير «المغامرين» يقرر الرحيل عن «النفط» بسبب الملل و«حبسة» الفندق
احتراف اللاعبين المصريين بالعراق علامة استفهام كبيرة، البعض اعتبرها مخاطرة بسبب الظروف الأمنية واستمرار التفجيرات هناك، والبعض الآخر اعتبرها رحلة للبحث عن المال ولقمة العيش وقت توقف النشاط الكروى فى مصر.. «الوطن» اخترقت حياة اللاعبين المصريين داخل الدورى العراقى الذى يزيد عددهم على 14 لاعباً وبحثت عن ظروفهم والمخاطر التى تحيط بهم وبوجودهم داخل مستطيل أخضر حوله مشاكل وانفجارات وبلاد لم تعرف بعد طعم الاستقرار. محمد شوقى صاحب أول تجربة احتراف بالدورى العراقى من خلال الانضمام إلى نادى النفط العراقى، الذى مثل انتقاله علامة استفهام كبيرة، قرر المثابرة والتركيز فى المباريات خلال الموسم الجديد، رافضاً الحديث عن تجربته فى التوقيت الراهن طالباً إرجاء ذلك إلى ما بعد نهاية الموسم الحالى. وعلمت «الوطن» أن شوقى قرر الرحيل رسمياً من النفط العراقى لشعوره بالملل الشديد، حيث يقيم فى أحد الفنادق ببغداد ويرغب فى الرحيل لتنقلاته القليلة وخروجه فى أضيق الحدود، وأنه كلف أكثر من وكيله بالبحث له عن عرض احتراف خارج العراق خصوصاً أن عقده مع ناديه يوجد به شرط جزائى قيمته 60 ألف دولار، فيما يحصل اللاعب على عقد سنوى قيمته 300 ألف دولار. وتلقى اللاعب عرضاًَ من أحد الأندية التايلاندية بالإضافة لأكثر من عرض محلى يفاضل بينها، وبشكل عام ظهر شوقى بشكل طيب خلال الموسم الحالى ويشارك بصفة مستمرة. وفى صفوف فريق «القوة الجوية» يوجد رضا الويشى لاعب الأهلى السابق، الذى أكد أن الدورى العراقى جيد إلى حد كبير ومستواه أفضل بكثير من دوريات خليجية، ولكنه يعانى من بعض المشاكل منها أرضية الملاعب السيئة التى تعوق اللاعبين عن تقديم مستوى طيب خلال الموسم الحالى، بالإضافة لبعض المشاكل الخاصة بالاحتراف الذى تم تطبيقه لأول مرة الموسم الماضى بعد فترة انقطاع كبيرة، لكن بشكل عام هى مسابقة تحظى باهتمام جماهيرى كبير. واعترف الويشى بأن السبب الرئيسى لموافقته على الاحتراف هو توقف النشاط الكروى، وكثرة تأجيلات الدورى جعلته يرحل عن مصر، وقال اللاعب إنه بشعر بالأمان فى العراق، ولا توجد سوى بعض الحوادث الفردية من فترة لأخرى أشبه بما يحدث فى مصر لكنها بعيدة عن مقر إقامته فى بغداد. وأضاف الويشى أنه لم يحدد مستقبله وإمكانية استمراره فى العراق خلال الموسم المقبل من عدمه، كاشفاً عن تلقيه أكثر من عرض من الخليج وغيره، رافضاً الكشف عنها خلال الموسم الجارى خصوصاً أنه حصل على كافة مستحقاته من القوة الجوية دون تأخير. أما طلعت محرم مهاجم المقاولون السابق فيلعب حالياً فى فريق «الصناعة» العراقى، ويشعر اللاعب وفق رأيه بالارتياح فى العراق، محدداً مشاكل الدورى العراقى وأبرزها التوقفات الكثيرة فى حالة حدوث تفجيرات أو وجود انتخابات محلية، وهو ما يؤثر بالسلب على شكل المسابقة بالإضافة للعصبية الشديدة للجماهير. وأضاف محرم أن معظم الفرق تعانى من تأخر صرف المستحقات، حيث تربط الأندية صرفها بالمشاكل التى تمر بها الأندية، ويدخل نظام الاحتراف هناك موسمه الثانى وهو ما يؤثر على اللاعبين وشكل المسابقة من الناحية الاحترافية. وأكد محرم أن الأندية العراقية تترقب غموض موقف بطولة الدورى، حيث يخشى الجميع توقف المسابقة فى حالة حدوث تفجير أو ما شابه ذلك، وقال اللاعب إن الدافع المادى لم يكن سبباً فى موافقته على اللعب فى الصناعة العراقى، ولكن ذلك جاء بسبب شعوره بالقلق من إقامة الدورى المصرى، بالإضافة إلى تجاهل معظم الأندية صرف المستحقات. أما أحمد فتحى «بوجى» لاعب الزمالك السابق ومنتخب الشباب والمحترف بصفوف «الطلبة العراقى» فيشعر بأن الأجواء فى الدورى العراقى أفضل كثيراً من نظيرتها فى الدورى المصرى حيث توجد مستويات قوية ومتقاربة داخل الدورى العراقى، وقال اللاعب إن المشكلة الوحيدة هى أزمة الملاعب التى تأثرت بشكل كبير نتيجة عدم الاهتمام بها فى السنوات الأخيرة، لكن بشكل عام الكرة العراقية من وجهة نظره تمتلك محترفين من كل الجنسيات ولاعبين أقوياء، والأوضاع السياسية مطمئنة عكس ما يتم تصويره فى وسائل الإعلام. وقال «بوجى» إنه توجد بالفعل بعض الانفجارات ولكنها فى أماكن بعيدة ومعروفة بخطورتها، وهو شخصيا يعيش فى أحد الفنادق ببغداد، ولا يعانى من أى مشاكل على الرغم من أنها بلد مزدحم بالسكان بشكل كبير ومستوى المعيشة فى البلد مرتفع بشكل كبير، وهو ما يجعله يشعر بالارتياح خصوصا أنه وقع فى يناير الماضى لمدة موسم ونصف. وأرجع بوجى ظاهرة انتقال اللاعبين المصريين إلى الدورى العراقى للمقابل المادى الكبير مقارنة بما تدفعه الأندية المصرية، كما جاء نجاح تجربة محمد شوقى ليمثل قوة دفع للعديد من اللاعبين المصريين لخوض التجربة، وقال اللاعب «أنا عن نفسى حصلت على كافة مستحقاتى دون تأخير، خصوصاً أن النادى تابع لوزارة التربية والتعليم العراقية، وهو الأمر الذى سهل احترافى خلال أيام قليلة». وتتشابه ظروف مصطفى جلال لاعب إنبى السابق مع بوجى؛ حيث انتقلا فى نفس التوقت إلى صفوف نادى «الطلبة» العراقى وظهرا بشكل طيب ويقيمان فى نفس الفندق، والاختلاف الوحيد بين بوجى وجلال أن الثانى يشعر بالغربة بسبب ابتعاده للمرة الأولى عن أهله، ويأمل اللاعب فى إثبات وجوده بالعراق للاستمرار به أو الرحيل منه إلى دورى أقوى أو على الأقل العودة لمصر بعد فترة من شعوره بالارتياح الشديد خلال فترة داخل العراق. ويعتبر وكيل اللاعبين العراقى محمد النداوى كلمة السر فى توجيه أنظار الأندية العراقية للتعاقد مع لاعبين مصريين خلال الفترة الماضية بداية من محمد شوقى مروراً بجمال حمزة وأحمد فتحى بوجى ومصطفى جلال، واعتبر الوكيل أن الأمر طبيعى وليس ظاهرة لعدة أسباب من وجهة نظره، أبرزها أن الاحتراف تم تطبيقه فى العام الماضى، وبعدها مباشرة تم التفكير فى التعاقد مع لاعبين من مصر لسمعة اللاعب وقدرته على التأقلم مع كافة ظروف الاحتراف، وقدرته أيضاً على المعيشة فى العراق بشكل كبير، كما أن إنجازات المنتخب المصرى وحصوله على ثلاث بطولات أمم أفريقيا، كان دافعاً أيضاً لتركيز الأندية العراقية على الاستعانة باللاعب المصرى. واعتبر «النداوى» تجربة وجود اللاعبين المصريين داخل الدورى العراقى ناجحة فى موسمها الأول، وستفتح المزيد من الفرص خلال الفترة المقبلة من أجل التعاقد مع اللاعبين، كاشفاً عن وجود بعض الصعوبات التى تواجه اللاعبين أبرزها سوء أرضية الملاعب بالإضافة لضغط المباريات بشكل كبير. وعن تعامله مع اللاعبين المصريين، وحالة القلق التى سيطرت عليهم من أحوال العراق السياسية، أكد النداوى أن كافة اللاعبين بالفعل كان لديهم تخوف لكن نجاح محمد شوقى وشعوره بالأمان نقل لهم الصورة الصحيحة وكان له الدور الأبرز فى الموافقة على الانتقال للعراق، معترفاً فى الوقت ذاته أن المقابل المادى كان عامل إغراء كبيراً للاعبين للموافقة على الاحتراف، حيث يحصل كل لاعب على مستحقاته فى وقتها بشكل منتظم، ويدخل فى معسكرات جيدة بشكل كبير، كاشفاً عن أنه كانت هناك محاولات لضم عدد من النجوم مثل عمرو زكى وأحمد عبدالظاهر وأحمد حسن مكى، ولكنها توقفت فى يناير الماضى بعد انطلاق الدورى المصرى، معتبراً الدورى العراقى من أفضل الدوريات فى منطقة الخليج ويشارك بصفة مستمرة فى دورى أبطال آسيا، ونتائج المنتخبات العراقية مميزة، وسيواجه الكرة المصرية من خلال منتخبى الشباب فى البلدين بمونديال تركيا. وعن أسباب فسخ جمال حمزة عقده مع نادى الصناعة العراقى أكد أن اللاعب أخطأ حينما وافق على الانتقال لنادٍ سيهبط الموسم الحالى فهو لاعب كبير وكان من الممكن أن ينتقل لناد أكبر لكن الظروف كانت صعبة للغاية ولم يستطع التأقلم، ففضل فسخ التعاقد والعودة من جديد إلى مصر.