رشح المواطن محمد باكوس نفسه فى انتخابات الرئاسة الماضية، وعرض الرجل برنامجه الانتخابى لكن الناس فضلت المرشحين ال13، ومن بعدهم المرشحين الاثنين محمد مرسى وأحمد شفيق، وانتهى السباق الرئاسى بفوز مرسى، وقد التزم المرشح الرئاسى المحتمل بالنتائج ولم يظهر طيلة عام كامل، لكنه عاود الظهور مرة أخرى حين وجد الأمور لا تسير على ما يرام. بدأ باكوس حديثه للجماهير قائلا: «مساء التجلى حسب التوقيت المحلى، على السلطة والمعارضة، وكل المرضى.. سيادة الرئيس، نحن أهالى عب الزبلاوى، الناس اللى تحت فحت ومن غير لو سمحت، بنوجهلك أول رسالة للحالة بدون سفالة، مش مستعدين ندفع كفالة». الخصم الشريف الذى آثر الاختفاء لم يتحمل الكثير من الأزمات، فخرج بمنتهى الأدب والأخلاق يحاور رئيس الجمهورية دون «سفالة» على حد تعبيره، ل«يطرش» البُقين لمرسى. كان باكوس المرشح المحتمل السابق يعلم أن محادثة رئيس الجمهورية فى هذا التوقيت درب من قلة الأدب، بحسب الأعراف الإخوانية، لذا اختصر الطريق على المعلقين مقدماً نفسه ب«محمد باكوس، قليل الأدب»، لكنه عاد ليعلن نقطة تميزه أنه «عمره ما كدب». هو مواطن مصرى بسيط جداً، له أصحاب مثل «أيمن الكفران ووليد طغيان وصاحب عيا، لديه تسلخات وجاكت جلد»، يعرف باكوس الشعب المصرى بصورة جيدة، فلا ينشغل بكلمته للرئيس عمن جاءوا ليستمعوا إليه من أمثال: «جمال معاصى، والباشا ماهر فرعون، والتحفة سامح مراهم اللى الدكتور قاله ادهن مطرح الخبطة قعد يدهن السلالم أسبوعين». أما فحوى الرسالة، فبدأ بتذكير الرئيس مرسى ببداية القصة، يقول باكوس: «فى انتخابات الرئاسة رفضنا المقاطعة مع احترامنا للمقاطيع، وتقدر يا ريس تسأل المشركين، مافهمناش يعنى إيه تحالفات، وبنحترم كل الحلاليف، انتخبناك لأنك بتمثل التيار الدينى، ورفضنا الطيار أحمد شفيق والتيار الشعبى، فنجحت فاتقطع عننا التيار الكهربى». هكذا القصة باختصار، بدأت قصة الرئيس مرسى وانتهت، يعترف باكوس: «أيوه كلنا سمعنا كلام المشايخ لأن لازم نحافظ على الهوية الإسلامية، لأن دا دينى ودين أمكم ودين أبوكم، وشاركنا فى حملة (اشترى المصرى) واشترينا أربع نسخ من الأهرام، وبنطلق من هنا من عب الزبلاوى مؤتمر لتسويق مصر كلها تحت شعار (ما تسوقينى يا ماما قوام يا ماما). وندخل معاك فى لب الموضوع: هل اللى بيحصل فى مصر قضاء و(قطر)؟ هل مصر بقى كلها حرامية معدش فينا نصابين؟». لا يكتفى باكوس كأغلب أعضاء المعارضة بطرح المشاكل دون حلول لها، لذلك ختم رسالته البهية بمجموعة من الحلول، قال فيها: «الحل فى كلمتين: دولة القانون، فى بلاد بره بيقولك إنت لا تستطيع أن تنتهك القانون، كل ما فى الأمر إنك شخص منهزم، لكن فى بلاد جوه أى هلفوت فاشل عاوز يعمل لنفسه قيمة بيتعلم الشتيمة، الحدود يا ريس، لسه امبارح ماسكين اتنين مش مصريين واحد كان بيضحك والتانى معاه رصيد فى التليفون، طبعاً سلمناهم للمسجد عشان القسم كان قافل». ويواصل باكوس اعترافاته فى رسالته المجيدة: «إحنا كلنا وحشين مع بعض، مش حلوين، يا ريس مش هجيبلك من الآخر، هجيبلك من الموقف، من غير لا حيكى ولا ميكى ولا الفيل صديقى، اشترى منى الكلام الحقيقى، لو مشروع النهضة إن النور يقطع فننهض نولع الشمعة، أو إن الميه تقطع فننهض عشان نتيمم، يبقى بلاش من أمه، وشيل قنديل اللى ورّانا أيام وأسعار مقندلة، واديله مادلية، وهات فل من الفلول وخلى اللى يقول يقول، يعنى فل بس بيعرف يحل حتى لو كان مستغل، أحسن من الشريف اللى بيعل ويشل». ويفضفض باكوس ببعض أحزانه فى نهاية رسالته قائلا: «أنا سبت الفراخ وقلت مالها الوراك؟ وبلاها الوراك وجبت الهياكل، اتعاملت مع الرقاب والأجنحة، معنديش مشكلة، بس دلوقتى الأولاد مش قادرين يبلعوا الريش، أرجوك متنسانيش، بطير ونهضة كنت واعدنا فروحنا بصمنا وأيدنا، قل لى إيه تانى بإيدنا؟ نجحت وبقيت سيدنا، بعنا ذهبنا وحديدنا، وبنفس هدومنا عيدنا، من نواياك إيه هيفدنا، إدينا بقى رشة وبدنا، ماشيين ببركة الستار ولغينا وجبة الفطار وبنتعالج عند العطار.. سؤال وانت من الشطار: هى الطيارة هتفضل تلف جوا المطار؟». لا يدع المغرضون باكوس يستكمل رسالته فيبعثوا له بمن يقطع حديثه إلى رئيس الجمهورية، ألا وهو سائق سيارة أنابيب، يخرج جميع المستمعين، فيلعنهم باكوس ويقول لهم: «تصدقوا، حرام فيكم العصير وحلال فيكم مرسى وجبهة الإنقاذ، ولا يلبث أن يحمل أنبوبته هو أيضاً ويهم راحلاً لتغييرها».