جاءت عظة البابا تواضروس الثاني، بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، عن التوبة، في أول لقاء له مع الأقباط، بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، بعد أحداث الخصوص والكاتدرائية الدامية، الأسبوع الماضي، والتي قرر على إثرها الاعتكاف بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، وإلغاء عظة الأسبوع الماضي. تحدث البابا، في بداية عظته، قائلا: "نتذكر أبناءنا الذين سقطوا في أحداث الأسبوع الماضي، وهذه الأحداث التي سببت ألما شديدا لنا في الكنيسة، ولنا في مصر، هذا الألم والغضب الداخلي عبرنا عنه بأكثر من وسيلة، ونقدم التعزية لكل أسر الضحايا، وقلوبنا معهم جميعا". وشكر البابا، المسلمين، قائلا: "أشكر إخواننا في الوطن الذين شاركونا وقدموا مشاعر صادقة، سواء عن طريق التليفزيون أو بالاتصال والرسائل"، مؤكدا أن مجموعة من الشورى، حضرت إلى الكاتدرائية، وأظهروا مشاعر طيبة، كما حضر وفد من مشيخة الأزهر، وأكد أن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، هو أول شخص اتصل بنا، بعد الأحداث، كما حضر وفد من القيادات الأمنية وقدموا التعازي، مشيرا إلى أن المسؤولين وعدوه بسرعة التحقيقات فيما حدث، وكشف المتورطين، والإسراع في إصدار قانون بناء دور العبادة وتعويض أسر المصابين والشهداء. وقال البابا، إن الأحداث تدفعنا إلى حياة التوبة بشكل مستمر؛ لأن توبة الإنسان هي التي تعطيه الهدوء، ولاسبيل سوى بالتوبة"، وإن لم تتوبوا فجميعكم تهلكون" ونتأمل في الله الحاضر في كل مكان والقادم في كل زمان، والله الذي يحتضن كل إنسان والله القادر على كل شيء. وختم البابا، عظته قائلا: كنيستنا قوية وهي كنيسة شهداء على مر العصور وستظل الكنيسة مهتمة بوطنها، وطلب البابا من الأقباط الصلاة من أجل الكنيسة والوطن، وأكد أن كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله. وسبق إلقاء العظة، تنظيم وقفة لحركة "عايز أقولك إني بحبك" أمام الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، رافعين لافتات تحمل شعارات الحب، ومنها "مسلم ومسيحي أيد واحدة"، والعديد من آيات القرآن والإنجيل، التي تحض على المحبة، وتم توزيع بعض الوريقات تحت عنوان "أخويا المسلم عايز أقولك إني بحبك، أخوك المسيحي".