كشف سيد النواوي، من كبار مستوردي اللحوم، عن صعوبة كبيرة تواجه حلم الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، في زيادة واردات مصر من اللحوم السودانية من 5% إلى 20%، خلال الأيام القادمة. وقال النواوي، إن هناك صعوبات كثيرة، من أهمها النقل البحري والبري، بين البلدين، فلا يوجد طرق كافية بين البلدين سوى حلايب وشلاتين التي تعد من أطول الطرق، لنقل البضاعة ما يؤدي إلى زيادة التكلفة، التى تقلل هامش الربح، وتجعل الاستيراد غير مجدٍ، فضلا عن مخاطر الطرق والإضرابات والسرقات. وأشار إلى وجود قرار من وزير الزراعة يتضمن ضرورة الذبح في ميناء الوصول، وعدم تداول اللحوم حية، خوفا من نقل الأمراض والأوبئة. وأضاف أن أقرب موانئ هي ميناء سفاجا، وأبو سمبل، لافتا إلى أن الطاقة الاستعابية لهما لا تمثل سوى 3% فقط من الكميات المستوردة من اللحوم السودانية كما أن أي زيادة سوف تودي إلى تكلفة أعلى نتيجة انتظار فترات طويلة في تلك المجازر. وأضاف أن بعض الشركات التي تنتمي إلى أجهزة الدولة تتحكم فى تجارة اللحوم المستوردة في السودان وإثيوبيا وتفرض رسوما على الاستيراد. وأوضح أن الأوبئة والأمراض تعد أكبر العوائق لاستيراد الحيوانات واللحوم السودانية، كونها تفتقد الحصول على شهادة خلو من الأمراض الوبائية من المنظمات العالمية والإقليمية، خاصة منظمات مكتب الأوبئة الدولي ومنظمة الأغذية والزراعة العالمية، وهيئة الصحة العالمية والاتحاد الإفريقي، والمراكز العلمية المرموقة عالميا مما جعلها غير جاذبة للاستيراد. وقال إنه على الرغم من إمكانيات السودان الحيوانية فإن صناعة الإنتاج الحيواني ما زالت تقليدية وبحاجة ماسة لتوطين التقنية في جميع مراحلها، بدءا بالإنتاج ومرورا بمشروعات البنيات الأساسية (مثل تصنيع الأعلاف والإضافات العلفية ونقل الحيوانات بالشاحنات المتخصصة وإنشاء وتشغيل مذابح الحيوان الحديثة والنقل المبرد للحوم وانشاء التخزين المبرد والمجمد للحوم)، مشيرا إلى أن السودان تفتقد التسويق والمشروعات التي تضيف قيمة للذبيح مثل تصنيع اللحوم والاستفادة من مخلفات ذبح الحيوان في الاستهلاك البشري، وهو ماجعل جودتها أقل مقارنة بباقي الدول التي نستورد منها اللحوم. كان الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، أصدر قرارا عقب زيارته للسودان، بزيادة استيراد مصر من اللحوم السودانية لتصل من 5 إلى 20% من حجم اللحوم المستوردة من الخارج.