أنا اكتشفت اكتشافاً خطيراً جداً.. ولابد أن اعترف أن اختراع «الفيس بوك» الذى أصابنا بالإدمان اختراع مدمر لأنه كذاب جداً. ولا أعرف كيف لم يطرأ فى ذهن السيد الرئيس أن «الفيس بوك» هذا هو سبب كل البلاوى التى ألقت بالوطن من أعلى إلى أسفل ليسير على منحدر الصعود بسرعة الصاروخ.. هذا الاختراع هو الذى يقف فى طريق مشروع النهضة ولابد أن يُعدم وبعد الإعدام لا بد أن يُحرق بالبنزين أو السولار حتى لو اضطرت الحكومة لشرائه من السوق السوداء.. كل هذا الغضب اعترانى وأنا أقرأ أخباراً على «الفيس بوك» كلها مغلوطة ومؤلفة ولا يمكن أن تكون حقيقية، وأهمها على الإطلاق حكاية غريبة تقول إن الرئيس مرسى اجتمع بالسيد وزير الدفاع والسيد رئيس المخابرات العامة ورئيس المخابرات الحربية ورئيس الأمن القومى وقدم لهم طلباً بخصوص إعادة ترسيم الحدود المصرية الإسرائيلية الفلسطينية طبقاً لخريطة جديدة من تأليف إسرائيل وأمريكا يريدون فرضها على مصر!!!! وأنه قد حدث رد فعل عنيف وغاضب جداً من الفريق السيسى ورئيس المخابرات ورفض الجميع استكمال الحديث فى هذا الطلب، وأن الفريق السيسى قال للسيد الرئيس: إن أنا فعلت ذلك.. سوف تقوم ثورة من رجال الجيش تطيح بالجميع؛ لأن مجرد ذكر أى كلمة عن حبة رمل مصرية من أرض سيناء غير مقبول تماماً.. وباقى الحكاية أن المقابلة اختُصرت إلى نصف ساعة فقط بعد رفض الأربعة رجال استكمال الحوار.. وكده خلاص خلصت الحكاية وهى بالطبع غير قابلة للتصديق نهائياً؛ لأنه لا يوجد رئيس جمهورية أو ملك أو حاكم تولى الحكم وأقسم على اليمين الدستورية أمام الشعب وقال: «أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصاً على مصلحة الوطن وسلامة أراضيه»، ثم يفكر مجرد التفكير فى أن يطلب إعادة ترسيم الحدود لوطنه، ولا أظن أن كلمة إعادة الترسيم هذه ستعود على مصر بزيادة فى مساحة أرضها؛ لأن العبارة فحواها المعروف للجميع هو فكرة توطين «فلسطينيى»غزة فى سيناء، وهذا الطرح مطروح منذ عدة أعوام قبل أن يجاهر به بعض من رموز الإخوان ويعلنوه صراحة، والمؤامرة الإسرائيلية معدة منذ زمن وأطلقوا عليها خطة «الترانسفير» أى الإزاحة أو التحويل.. أى أنه بما أن الحدود واحدة فلا مانع من إزاحة شعب فلسطين الغزاوى عبر الحدود إلى أرض سيناء وتوطينهم فى ربع مساحتها.. والسبب هو أن إسرائيل تُصاب بالصداع المزمن من غزة ومشاكل غزة وشعب غزة، وهو منطق عجيب، وبدلاً من أن تحل إسرائيل المشكلة بأن تتعايش مع بعض القلة الباقية من شعب فلسطين وتتركه ليعيش فوق القلة الباقية من أرضه تحاول إزاحته ليحتل أرض دولة أخرى.. ورغم أن أطماع إسرائيل فى المنطقة كلها ليس لها حدود وخيالها واسع، لكن -والحق يُقال- حماس جماعة «حماس» لتوطين أهلهم، شعب غزة، فى سيناء لا يضاهى حماس شعب إسرائيل كله وحكومات إسرائيل كلها من يوم ما اخترعوها، وأيضا عداء إسرائيل لمصر وشعبها منذ عام 1948 وحتى هذه الأيام لا يضاهى حقد وكراهية جماعة حماس لمصر وشعبها، أما طمع إسرائيل فى أرض سيناء فهو يتساوى مع طمع حماس فى أرض مصر.. الواحد يقول الحق. وللحق أيضاً التاريخ القريب جداً يذكر البروفة التى حدثت عام 2008 عندما اجتاح الشعب الفلسطينى الغزاوى الشقيق الحدود المصرية وضرب واعتدى على الجنود المصريين ودخل بالبلطجة على العريش ورفح بحجة أن الحصار أتعبهم جداً ويريدون الحليب للأطفال والعيش والخبز، ولكن عندما دخلوا العريش رفعوا العلم الفلسطينى فوق مدرسة ومكتب بريد مصريين ونزلوا إلى الأسواق واشتروا أدوات كهربائية وموبايلات.. والبلد أيامها اتهنّت بالدولارات المزيفة.. إذن المؤامرة حقيقة واقعة معلنة من إسرائيل منذ فترة وتدرب عليها أهل غزة فى بروفة نهائية بقيادة الأخ مشعل، ثم روج لها السيد عصام العريان فى عبارات حب رقيقة ورومانسية وقال إنه متأكد أن الشعب المصرى لن يمانع فى إهداء قطعة أرض من سيناء إلى غزة، ومع كل ذلك اللغو الطويل والتآمر المعروف لا يمكن أن يصدق عاقل أن ما كُتب على «الفيس بوك» يقارب الحقيقة بأى شكل؛ لأنه لا يمكن لأحد أن يصدق أن الرئيس مرسى يطلب إعادة ترسيم الحدود وتشكيل جغرافيا جديدة لمصر التى تحافظ على حدودها منذ خمسة آلاف عام.. ويطلب من مَن؟! من السيد وزير الدفاع الذى يحمل فوق كتفيه وأكتاف كل المؤسسة العسكرية المصرية مسئولية الأرض وحدود الأرض وكيان الوطن.. ولأنه يعرف هو وكل رجال القوات المسلحة المصرية قدر الدماء التى تشبعت بها حبات رمال أرض سيناء، ولأن مصر فقدت أكثر من مائتى ألف من شبابها فى أربع حروب هى من أجل فلسطين وبسبب فلسطين.. لذلك كله أنا لا أصدق ما كُتب على «الفيس بوك».. لأنه لو كان مثل هذا الطلب قد حدث فعلاً لكان من واجب السيد وزير الدفاع القبض فوراً على السيد الرئيس واتهامه بالخيانة العظمى والحنث بالقسم الدستورى الذى أقسمه أمام المحكمة الدستورية وأمام الشعب بحماية أراضى الوطن، لهذا كله ولعدم معقولية ما كُتب على هذا الأفاك المدعو «الفيس بوك» فقد صدقت أن «الفيس بوك» كاذب كاذب.. لا تصدقوه ولابد للرئيس أن يتخذ إجراءات عنيفة ضده لنشر هذه الحكايات الخرافية والخطيرة جداً على الرئيس وعلى القوات المسلحة وعلى الشعب المصرى. وإذا تعذر الإعدام والحرق فأضعف الإيمان هو تكذيب الرئاسة للخبر الكاذب.. وبقوة.