لا يمل إخواننا السلفيون من التعبير عن بالغ قلقهم من تدفق الأفواج السياحية الإيرانية إلى مصر، يشاركهم فى ذلك بعض الأفراد من جماعة الإخوان، والمسئولين بالأزهر الشريف، خوفاً من أن يؤدى وجود الشيعة الإيرانيين إلى نشر التشيع بين أهل المحروسة، وأمام حالة الهلع التى أصابت هذا الجمع من المصريين لا يملك المرء سوى الضحك حتى القهقهة فى زمن عزّ فيه الابتسام. أيتها «الذقون البائسة» تخافون على المصريين من التشيع، فى الوقت الذى يوشك فيه الشعب على الجوع، ويزيد يومياً عدد الساعات التى يقضيها فى الظلام، ليعالج انقطاع الكهرباء بأساليب العصور الوسطى، مستخدماً شمعة أو «لمبة جاز»، وعما قريب تختفى المياه من الحنفيات لنعود إلى «زمن السقا»، وبدلاً من أن يغنى الأطفال فى الشوارع «السقا مات» سوف يغنون «السقا عاد»!، وها هى عصابات الخطف والسلب والنهب تعيدنا إلى عصور الشطار وقطاع الطرق الذين نقرأ عنهم فى قصص «ألف ليلة وليلة»، ليتم خطف البشر جهاراً نهاراً ويطلب الخاطفون دفع «الحلوان» من أهليهم مقابل تحريرهم. تخشون على المصريين من التشيع فى الوقت الذى لا تخافون عليهم من كل هذه المآسى التى تهدد حياتهم ووجودهم! إن من يقرأ كتب التاريخ، يعلم أن مصر كانت عاشت مؤمنة بالمذهب الشيعى لمدة تزيد على قرنين من الزمان، فى ظل الدولة الفاطمية، وقبلها كانت مصر تدين بمذهب أهل السنة، الذى عادت إليه على يد الناصر «صلاح الدين»، الذى يتمكن من إحيائه مرة أخرى، بعد أن غُلب الفاطميون على أمرهم، لترجع مصر إلى أصلها كدولة سنية، فى كل الأحوال كان المصرى يعيش على دين أهله، فإذا دان أهله بمذهب أهل السنة دان به، وإذا تشيّعوا تشيع معهم، وإن عادوا سنة كسابق عهدهم فعل. المصرى دائماً على دين أهله، وأهل بلده يدينون الآن بمذهب أهل السنة، لذلك فلا خوف عليه من وجود الشيعة الإيرانيين بمصر. لقد نقل السياسى الكويتى عن مصدر، وصفه بالكبير فى القصر الجمهورى بمصر، أن إيران عرضت على مصر 30 مليار دولار، مقابل نشر التشيع فى مصر، من خلال تسليم كل المساجد التى بناها الفاطميون بمصر للإيرانيين، وإرسال 20 ألف طالب مصرى للدراسة فى إيران، والسماح لإيران بإصدار جريدتين فى مصر، هكذا أكد «النفيسى» نقلاً عن أحد «كبارات» القصر الجمهورى، ولست أدرى، هل كان الاثنان فى كامل الوعى -وهما يرددان هذا الكلام- أم لا؟ فمن المعروف أن المسئولين بالقصر الجمهورى «حفيوا» وراء شيعة العراق من أجل الحصول على وديعة ب4 مليارات دولار وفشلوا، بالإضافة إلى ما يفهمه الجميع من أن الاقتصاد الإيرانى لا يتحمل هذه المنحة الخيالية. واضح أن «الاتنين دماغهم عالية جداً».. يعيشان هما الآخران «على دين أهلهم».