منذ سنوات ونحن نحاول أن نهرب من الواقع، وهو إمكانية مواجهة محتملة فى أى وقت بين المنتخب الوطنى ومنتخب الكيان الصهيوني فى بطولة كأس العالم، ولكن ما كان يسخر منه البعض فى الماضى تحول إلى حقيقة وبات منتخب أبناء صهيون قريباً من المشاركة فى البطولة الأكبر فى عالم كرة القدم. فرغم اعتراضى الكلى على فكرة التطبيع والمشاركة فى مباراة مع الكيان الذي أرفض من الأساس وصفه بدولة، فإن فكرة تفوق المنتخب الصهيونى كروياً على نظيره المصرى باتت حقيقة، وقد نصبح مجبرين على خوض مواجهة بطعم «العلقم» لسببين: الأول هو تهمة التطبيع باللعب مع منتخب الصهاينة، والثانى أننا قد نخسر فى تلك المواجهة بالفعل لتفوقهم علينا كروياً. ها هو المنتخب الصهيونى يذل واحداً من أكبر المنتخبات الأوروبية وهو المنتخب البرتغالى الذى تعادل معه فى مباراة رسمية بتصفيات أوروبا لكأس العالم، وكاد يحقق الفوز لولا هدف متأخر سجله المنتخب الملقب ببرازيل أوروبا لينقذ نفسه من هزيمة تاريخية. الأهم الآن أن الأمر تخطى مجرد فكرة تأهيل أنفسنا لمواجهة هذا الكيان، بل علينا الآن أن نتقبل إمكانية الخسارة؛ لكون الصهاينة نجحوا فى تكوين فريق قوى ينافس أكبر المنتخبات الأوروبية الذى يمتلك كرستيانو رونالدو أغلى لاعب فى العالم، فلم يصمد المنتخب البرتغالى أمام الهجوم الصهيونى الذى نجح فى تسجيل ثلاثة أهداف. وإذا ما نظرنا فى المقابل للمنتخب المصرى، فستجد فريقاً مهلهلاً، فالأمريكى برادلى المدير الفنى لمنتخب الفراعنة أتصوره كمن ينطبق عليه المثل «بيدّن فى مالطة» فالرجل جاء فى أواخر عام 2011 بعد سقوط منتخب العواجيز الذى طالما حقق إنجازات فى الماضى، لكنه فشل وللمرة الأولى فى التأهل إلى نهائيات كأس العالم. برادلى جاء بهدف واحد وهو بناء منتخب جديد، ولكن الناس لم تسأل نفسها ما معنى هذه الكلمة؟ بناء منتخب جديد يعنى الإطاحة بالحرس القديم مع الإبقاء على عنصر واحد أو اثنين لمنح خبراتهم لبقية اللاعبين، وهو ما حاول برادلى أن يفعله، لكنه فوجئ بسيل من الهجوم غير الطبيعى من اللاعبين الكبار، حتى وصل الأمر للتآمر مع مسئولى اتحاد الكرة أنفسهم للإطاحة بالمدرب عقاباً له على استبعادهم من المنتخب. وليست هذه هى المشكلة الوحيدة، فالمدرب اصطدم باتحاد كرة جديد لم يوفر له الإمكانيات التى يحتاجها أى مدرب لبناء منتخب قوى قادر على تحقيق الإنجازات، وحتى مباراته الودية الأخيرة أمام سوازيلاند كانت مهددة بالإلغاء حتى اللحظة الأخيرة. فهل يعقل أن منتخباً مباراته الودية استعداداً للمونديال مهددة بالإلغاء، يستطيع أن يفوز على فريق ينافس المنتخبات الكبرى فى أوروبا حالياً؟! الغريب أن مسئولى اتحاد الكرة عندما يتحدثون فى القنوات ووسائل الإعلام المختلفة يؤكدون توفير كافة الإمكانيات للمنتخب، وأنهم يقفون خلف برادلى وجهازه الفنى لتحقيق حلم التأهل لكأس العالم، ولكننى أقول لهؤلاء الوقوف مع المنتخب لا يكون بالكلام، وإنما بالأفعال وتوفير كافة احتياجات المنتخب، وأتحدى أى مسئول فى الجبلاية أن يقدم لنا خطة محددة لبناء منتخب مصر جديد، أو أن يقدم لنا خطة لمنتخب الشباب الذى تأهل لكأس العالم، على الرغم من كم الإهمال الذى عانى منه قبل انطلاق كأس أمم أفريقيا. وأنصح الجميع من الآن أن نهيئ أنفسنا لمواجهة غير محسوبة العواقب أمام الصهاينة فى حالة تأهلنا إلى المونديال، لكونهم فريقاً منظماً، ووضعوا خطة نجحوا من خلالها من مناطحة أكبر منتخبات العالم. وفى النهاية أدعو الله ألا نقع فريسة لأى مواجهة الكيان الصهيونى فى حد ذاتها، حتى لا ننال خسارة ستكون عاراً فى تاريخ الكرة المصرية.