من ملاعب كرة القدم إلى الشوارع والميادين، ومن تشجيع لاعبي النادي الرياضي المفضل إلى الترويج لمرشح رئاسي بين الناخبين، نقل شباب جماعة الإخوان المسلمين الفكرة، لكن على طريقتهم. أولتراس إخواني، يرتدي أعضاؤه زي موحد، ويحفظون شعارات وهتافات وأناشيد متفق عليها مسبقا، ويظهرون في "فواصل" مؤتمرات "الجماعة"، خصوصا المؤتمرات الانتخابية التي تروج للدكتور محمد مرسي مرشحا رئاسيا. "الفكرة مش جديدة لكن كلماتنا مختلفة"، يقولها محمد أبو الخير أحد طلاب كلية الهندسة، وأحد أعضاء "الأولتراس" الإخواني، موضحا أنهم لجأوا لتطبيق الفكرة مع بداية سباق انتخابات الرئاسة، خصوصا مع زيادة مؤتمرات الجماعة وندواتها، فظهرت صفحة على موقع فيسبوك تجمع شباب الإخوان الراغبين في المشاركة في الأولتراس، "حاليا لدينا 6 أو 7 مجموعات أولتراس إخواني في محافظات مصر". يستخدمون فيسبوك نفسه لتوحيد كلمات الأناشيد والهتافات، ويقسمون المؤتمرات فيما بينهم، وبعد ساعات من التدريب، يظهرون في المؤتمرات الانتخابية للدكتور مرسي، بزيهم الموحد الذي يحمل شعار حزب الجماعة، الحرية والعدالة، أو شعار حملة مرشحه الرئاسي، الدكتور محمد مرسي. يمكن لمحمد اليوم أن يقول لأسرته إنه ذاهب لحضور درس ديني أو ندوة ينظمها أحد المكاتب الإدارسة للجماعة، أو أنه سيشارك في أحد عروض الأولتراس الإخواني للترويج للدكتور مرسي، لكنه كان محروما، كمصر كلها، من التصريح بذلك قبل ثورة يناير، ومنذ خمس سنوات، هى عمر عضويته في الجماعة، سرا، حيث سهل له ذلك عمل أسرته بالخارج، خصوصا وأن لديهم الفكرة نفسها عن الجماعة وسعيها للسلطة، لذلك كانوا يعارضون فكرة انضامه للجماعة، أو مجرد "تربية لحيته"، رغم أن والده ملتح أصلا. ظهور محمد على شاشة إحدى الفضائيات، حين كان يشارك في أحد المظاهرات بالتزامن مع الانتخابات البرلمانية في العام 2010، كشف سر انتماءه السياسي نسبيا، لذلك لم تصدم أهله المفاجأة حين صرح لهم بانتمائه للجماعة بعد ثورة يناير، وهو ما ساعد محمد على إقناع والده بالتصويت لصالح الدكتور مرسي بعد أن كان مصرا على ترشيح عمرو موسى فى الجولة الأولى، بينما لم تمنحه والدته فرصة إقناعها بذلك، فقد صوتت لصالح الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح من مقر عملها بالكويت. قبل بدء فترة الصمت الانتخابي، يؤدي محمد آخر عروضه مع زملائه في الأولتراس الإخواني، استعدادا لأداء دور آخر لا يقل أهمية عن الترويج لمرشح الجماعة، دوره في مراقبة الانتخابات الرئاسية نفسها، ضمانا لنزاهتها.. "ومرسي هيكسب إن شاء الله"، حسب توقعاته وأمنياته أيضا.