«وصانى فى يوم شهيد.. حبى للأهلى يزيد»، تحت هذا الشعار أعلن ألتراس الأهلى عودة «التالتة شمال» المدرّج الرسمى لهم إلى الحياة مرة أخرى بعد مقاطعة استمرّت لأكثر من عام، وتحديداً منذ وقوع مجزرة بورسعيد مطلع فبراير العام الماضى، وذلك بعد صدور الحكم فى القضية التى شغلت الرأى العام لفترة طويلة، ورغم عدم رضاء الألتراس وأهالى الشهداء عن الحكم، خاصة على قيادات الداخلية التى كانت مسئولة عن تأمين مباراة المجزرة بعد براءة 7 منهم، إلا أنهم أعلنوا عودتهم لممارسة هوايتهم المفضّلة وتشجيع الفريق عن قُرب مع استمرار بحثهم عن القصاص بشكل مختلف. 6 سنوات مرّت على سطوع ظاهرة الألتراس فى مصر، مرت خلالها حركة ألتراس الأهلى تحديداً بضلعيه «أهلاوى» و«ديفيلز» بعدة مراحل مختلفة من خلال «الدخلات» التى تعد خصيصاً للمباريات، والتى تعتبر المتحدث الرسمى للمدرج، يستخدمها الألتراس كوسيلة لعكس فكرهم بطرق متعددة، حيث كانت البداية بإظهار الولاء والانتماء إلى النادى ورموزه وتوجيه رسائل سخرية إلى الفرق المنافسة ثم اختلف الوضع عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير، حيث ظهرت الرسائل السياسية داخل المدرّجات سواء عن طريق «الدخلات» أو «الهتافات» وذلك قبل مذبحة بورسعيد التى كانت بداية لوضع جديد للمجموعة داخل المدرج الذى عادت له الجماهير فى أول ظهور رسمى خلال مباراة توسكر الكينى ليتجه التفكير لتخليد ذكرى الشهداء والبحث عن القصاص الكامل لهم. «كل 6 وانتوا طيبين»، كانت الدخلة الرسمية الأولى لألتراس أهلاوى داخل «التالتة شمال»، وتحديداً بعد شهر فقط من تأسيس المجموعة عام 2007، وذلك خلال مباراة الديربى أمام الزمالك فى رسالة إلى الجماهير البيضاء لتذكيرهم بذكرى مباراة «الستة واحد» الشهيرة، ظل الألتراس على هذه الحال حتى عام 2011 الذى شهد الثورة المصرية، حيث كانت أشهر الدخلات فى هذا التوقيت هى تخليد ذكرى ثنائى النادى الأهلى صالح سليم الذى تعتبره الجماهير الأهلاوية رمز النادى بدخلة «لن ننساك يا صالح»، ومحمد عبدالوهاب لاعب الفريق الذى أقامت له الجماهير دخلة خاصة فى ذكرى وفاته عام 2008. بعد الثورة، وفى أول مباراة بعد الثورة، أقامت المجموعة أشهر دخلة فى تاريخها، وتحديداً خلال مباراة الأهلى أمام سوبرسبورت فى دورى أبطال أفريقيا مارس 2011، بعدما ظهرت صورة ضخمة ل«نسر» النادى الأهلى داخل المدرج وكتابة جملة «حلق عالى بحرية.. يا نسر نادى الوطنية»، وكان للدخلة التى رسمت خلالها المجموعة «الهلال والصليب» وأمامهما قبضة متماسكة بألوان العلم المصرى خلال مباراة الاتحاد السكندرى بالدورى العام فى مايو 2011، والتى تزامنت مع «فتنة إمبابة» الشهيرة، حيث وجّهت الجماهير رسالة مكتوباً عليها «لا للفتنة، أمة واحدة، وطن واحد» بداية لإعلان الألتراس عن انعكاس ما يدور بالشارع على مدرجات كرة القدم، قبل أن تضطر المجموعة إلى إقامة دخلة بعد سقوط أول شهدائها محمد مصطفى، خلال أحداث مجلس الوزراء، حيث أقامت دخلة مندّدة بوزارة الداخلية خلال مباراة مصر المقاصة ديسمبر 2011، التى رسمت خلالها صورة كبيرة للشهيد كُتب بجانبها «المهندس محمد شهيد الحرية.. ضربوه بالرصاص البلطجية»، ليستمر صراع الألتراس ما بين تخليد شهدائه مع بداية عودته مرة أخرى إلى رسائله التى تندد بالمجزرة والداخلية، ولكن داخل المدرج وبعيداً عن الشارع الذى لجأوا إليه طوال العام الماضى.