إذا كانت «الصورة بألف كلمة» كما اعتدنا القول، فإن آلاف الكلمات السلبية نقلتها صورة الرئيس مرسى فى خطابه الأخير مع أهالى بورسعيد، فالأخطاء التى اعتدنا أن تتضاعف مع كل خطاب رئاسى، بدت جلية هذه المرة، رغم أن مدته لم تزد على 7 دقائق، من خلفية غير واضحة، وكلمات محذوفة، ونقلات مفاجئة للكاميرا، أزعجت متابعى الخطاب، وجعلت الرئيس يبدو وكأنه فى غير حجمه الطبيعى نظراً، لقرب الكاميرا منه. «التصوير المرتبك، والإضاءة المتذبذبة، وزوايا الكاميرا العشوائية، وطريقة الجلوس، والقطع غير المدروس، كلها عوامل تعكس خلل المضمون، وافتقاد الرؤية، وتدنى الأداء»، وفقاً لرأى الخبير الإعلامى الدكتور ياسر عبدالعزيز، فبالرغم من أنه لم تمر سوى أسابيع قليلة على كارثة مونتاج حوار الرئيس مرسى مع عمرو الليثى، حتى ظهر الرئيس بأخطاء تقنية جديدة، الأمر الذى يعنى أن الشكل الذى يظهر عليه الرئيس فى خطاباته، لا ينفصل عن المضمون، ولأن الأداء متدنٍّ ويعكس غياب الكفاءة، انعكس ذلك على الصورة التى يخاطب من خلالها الرئيس المصريين. «يكون الرئيس واقفاً، وأمامه «بوديوم» يوضح مكان الخطاب، على أن يحافظ على النظر للكاميرا»، هى أمور بروتوكولية يُفترض أن تتوفر فى أى خطاب رئاسى، فى رأى حازم العتر، مدير تصوير الأفلام التسجيلية بقطاع الأخبار، الذى تعجب من عدم حرص الرئيس مرسى على الالتزام بتلك القواعد، الأمر الذى دفعه إلى إبراء ذمته من أى علاقة له هو وكل العاملين فى قطاع الأخبار بالصورة التى ظهر عليها الرئيس فى خطابه: «لأول مرة فيديوهات الرئيس تيجى المبنى عشان تتذاع مش أكتر». ويفند العتر مشاكل الخطاب: «دائما القَطع يأتى فى أماكن خاطئة، زاوية الكاميرا سيئة للغاية، كما أن زاوية التصوير كانت منخفضة جداً، فضلا عن رداءة الصورة، ولا أعلم هل بسبب رداءة الكاميرا أم لسوء المكان الذى تم فيه عمل المونتاج». عز الدين دويدار مخرج فيلم «التقرير» أول أفلام «سينما النهضة»، تعجب من صورة الخطاب السيئة، بالرغم من أن التليفزيون المصرى به كوادر جيدة، تستطيع عمل حوار بشكل أفضل، لكن الأداء الوظيفى الذى تراجع خلال ال 30 سنة الماضية فى مؤسسات الدولة، أصاب كل شىء بالتدهور.