هددت وزارة الخارجية السورية، أمس، نظيرتها اللبنانية في رسالة أرسلتها لها، بقصف تجمعات "العصابات المسلحة" في لبنان، في حال استمر تسللها عبر الحدود. وقالت الخارجية السورية، إن "مجموعات إرهابية مسلحة قامت خلال الساعات ال 36 الماضية، وبأعداد كبيرة بالتسلل من الأراضي اللبنانية إلى الأراضي السورية"، مشيرة إلى أن القوات السورية قامت "بالاشتباك معها على الأراضي السورية، وما زالت الاشتباكات جارية"، بحسب ما جاء في الرسالة. وشددت الوزارة على أن "القوات العربية السورية المسلحة لا تزال تقوم بضبط النفس بعدم رمي تجمعات العصابات المسلحة داخل الأراضي اللبنانية لمنعها من العبور إلى الداخل السوري، لكن ذلك لن يستمر إلى ما لا نهاية". وأشارت إلى أن "سوريا تتوقع من الجانب اللبناني ألا يسمح لهؤلاء باستخدام الحدود ممرا لهم، لأنهم يستهدفون أمن الشعب السوري وينتهكون السيادة السورية، ويستغلون حسن العلاقات الاخوية بين البلدين". وأكد البيان أن "حشود هذه المجموعات الإرهابية ما زالت مستمرة داخل الأراضي اللبنانية، وهي مشاهدة بالعين المجردة من مواقع قواتنا التي مارست حتى الآن أقصى درجات ضبط النفس بالامتناع عن استهدافها، على أمل أن تقوم الجهات اللبنانية المختصة ببذل جهودها في ضبط الحدود مع سوريا، حرصا على الأمن في البلدين وحماية لأرواح المواطنين الأبرياء وعدم التصعيد الذي تهدف إليه هذه المجموعات الإرهابية". وشهدت المناطق السورية الحدودية مع لبنان والواقعة في ريف مدينة القصير في محافظة حمص (وسط)، اشتباكات عنيفة في الايام الماضية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وأعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي، في بيان صدر بعد مباحثات مغلقة، عن "عميق قلقهم إزاء تداعيات الأزمة في سوريا على استقرار لبنان". وينقسم لبنان ذو التركيبة السياسية والطائفية الهشة، بين موالين للنظام السوري ومؤيدين للمعارضة، وتعتمد الحكومة التي يحظى حزب الله، حليف دمشق، وحلفاؤه بالغالبية فيها، موقف "النأي بالنفس" حيال الأزمة السورية المستمرة منذ عامين.